الرسالة الثانية:
سيدي الرئيس... مازلت
أطمع في أن تكون رسائلي سعيدة الحظ بالوصول لسيادتكم فلدي ثقة كبيرة أنها إن لم
تقدم جديدا فيكفيني بها أن ألفت انتباهكم أننا معك ، ساهرون من أجل الوطن الحبيب
مصر ، مرابطون على كل ثغرة فيه ، نفكر فيه ونفخر به ونطمح في أن نسير في طريق
أحادي الاتجاه في اتجاه مستقبلي يمنع الرجوع للخلف.
ولذلك فبعد أن رأيت بعيني
افتتاحكم لمشروع مصر العظيم (قناة السويس الجديدة) زاد حماسي للمستقبل وللعمل من
أجل رفعة هذا الوطن يدا بيد معكم ومع قواتنا المسلحة العظيمة التي لا تنفك تعلمنا
الوطنية في أرقى صورها.
التعليم يا سيدي هو
رسالتي الثانية وقد نوهت عنه في رسالتي الأولى حين اقترحت تقديم مادة عن السياحة
التاريخية لمصر في المدارس والجامعات يكون تدريبها العملي بتقييم أكثر المجموعات
الطلابية القادرة على إنجاز فكرة دعائية جديدة عن السياحة.
واليوم أستكمل الطريق في
التعليم فهو نبراس المستقبل وقنديل الأمل الذي يضئ في هذا الوطن...الجيل الجديد
وسلامته وعبقرية أدائه ستكون علامة الجودة التي يشيد بها القادمون ممن لهم حق
تقييم التاريخ، فكم من حاكم أطاح بفكرة التعليم عرض الحائط فنبذه التاريخ وهجاه
وكم من قائد كان يرى نصب عينيه أنه مهما قدم للأمة فلن يقدم أفضل من جيل جديد
مكفول له كل سبل الحياة وعوامل النجاح...وهذه هي الوطنية الحقة أن تصنع مستقبل
وطنك وأنت تصلح حاضره.
سيدي الرئيس...إن طرق
التعليم القديمة لم تعد مفيدة أبدا ولا يحتاج التعليم لتطوير فقط وإنما لتغيير
الأهداف نفسها من التعليم:
1-
فنحن نحتاج لمسابقات الثقافة المدرسية التي كانت المدارس تقدمها وجائزة
تحفيزية لكل من يلخص عملا هادفا يفيد الوطن ويساعد على تقدمه.
واقترح هنا عمل مسابقة قومية تكون على ثلاث مراحل أولها في التعليم الأساسي
وثانيها في التعليم الجامعي وثالثها بين المواطنين الأكبر سنا حول من يقدم أفضل
تلخيص أو فكرة جديدة عن قناة السويس وتاريخها ومستقبلها بشكل مختلف.
2-
ونحتاج لتغيير فكرة التجارب المعملية الهادفة، لماذا لا نعرض عليهم في
المواد العملية أفكار مصطفى مشرفة العالم المصري القديم ومعادلاته وغيره من
العلماء المصريين فيعلمون كيف اجتهد القدماء في صنع حضارة رغم عدم توفر كل السبل
المتاحة وقتها.
3-
ونحتاج لدروس حقيقية ومسابقات موسيقية يختبرهم فيها كبار الموسيقيين ومن
يمكن ندبهم من الموسيقى العربية فنعيد أعياد الطفولة بشكل جديد
4-
ونحتاج لتعزيز الدين الوسط الراسخ في عقولنا والبعيد عن عقولهم والذي شوهه أصحاب
الحكم السابق الذين زعموا أنهم مسلمون أكثر منا
5-
ونحتاج لتدريس التاريخ بشكل جديد وبطريقة مشوقة بدلا من هؤلاء الذين أرادوا
مسح التاريخ الفرعوني بحجة أنه عودة للوثنية
6-
وفوق كل ذلك نحتاج لتنشيط فكرة تقديم البحث والتدريب على التفكير الجدي في
كل مادة وتقييم الطلاب كل شهر من قبل موجهي التربية والتعليم بامتحانهم شفويا
وسؤالهم كيف غيرت المادة في حياتهم وماذا طبقوا منها خلال هذا الشهر
7-
نحتاج أيضا لتدريس اللغة العبرية وربما قبل الإنجليزية إذا أردنا أن تستمر
الأجيال من بعدنا في توريث معنى العروبة وعدم إسقاط هذه الفكرة بتقادم الزمن.
إنها مجرد اقتراحات لشعلة البداية في تطوير التعليم واعتقادي أننا لو
طبقناها، وقتها فقط نستطيع أن نقف على أرض ثابتة بجيل قوي قويم يفهم جيدا معنى
وطنه والوطنية الحقيقية التي تخرج لأرض الواقع بشكل ممنهج منظم وناجح ولا يتم
تحجيم هذه الوطنية لتصبح مجرد كتاب صغير نسقط به الفرض كما نقول وأيضا خارج
المجموع.
سيدي لن تتقدم مصر طالما التربية الوطنية خارج المجموع، لأن الوطنية لا
تنجح في وطن إلا إذا أدخلها مواطنيها في مجموع حساباتهم.
كان هذا اقتراحي لكم ورسالتي الثانية التي أرجو وصولها إليكم، ويعلم الله
أني لا أبتغي من وراء هذه الرسائل سوى تحريك حجر الوطن للأمام ولو مجرد خطوة،
فستكون أفضل من لا شئ.
دمتم لمصر ولشعبها مواطنا مخلصا عاملا من أجلها وأبا راعيا لمصالح شعبها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د.نورهان بسيوني