الأربعاء، 28 أغسطس 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(1)

عاشت مصر في الفترة الأخيرة أوقاتا عصيبة، واختبارات نفسية يصعب على غير المصريين تحملها، ورغم ذلك تحملت مصر وظلت تتحمل كل مايحدث لها من آلام بأسلوب راقٍ عّلمت به العالم كله كيفية التعامل مع الشدائد وكيفية تخطي الصعاب...وهذا ليس بغريب ولا جديد على أم الدنيا التي مازالت تلقن أولادها دروسا جديدة في التماسك في الشدائد والتصبر في المحن والتجاوز لكل الصعوبات.
ومن هذه الصعوبات مايحدث الآن من انتقال سياسي ونفسي للشعب المصري،حيث أنه انتقل نفسيا من الإحباط الذي بدا عليه في السنة الماضية إلى أمل جديد في عودة مصر إلى مكانتها التي تعودت عليها، ولكن لايمنع الأمر من وجود بعض المعوقات والعراقيل التي يضعها الأعداء في طريق التقدم المصري المنشود،ومن خلال قراءة سريعة شاملة للمشهد السياسي الذي بدأ منذ فترة ومازال مستمرا حتى وقتنا الحالي نلحظ أمرا غريبا، وهو أن الحرب الحالية ليست حربا ميدانية ينتظر فيها الشعب أخبار جيشه الذي انتصر على عدو واضح نكرهه جميعا ليتلقاه بالفرح والتهاني والأمنيات الجميلة بالتوفيق، وإنما تجد أنك تواجه تحديات من نوع آخر، نوعٍ جديد كالسرطان الذي يستولي على الجسد المجتمعي فيحيله من هيئته الصحية لجسد معتل يمكن لأقل ميكروب تصاب به عناصر المجتمع أن يودي بحياته، هذا التحدي وهذه الحرب هي ماتسمى بحرب الجيل الرابع.
وحرب الجيل الرابع لكي نفهمها جيدا نحتاج لحديث طويل فيها والهدف من سردي لهذه الفكرة بتفاصيلها هي أنها حقيقة مايحدث الآن والهدف الغائب للعدو الذي لانراه جميعا لكننا نشعر بوجوده في كل خلاف يدب بيننا وفي كل معلومة غريبة تصلنا وفي كل مفهوم خاطئ يظهر فجأة وينغمس المجتمع في التصدي له فإذا به ينشره دون أن يدرك.
إن معرفة هذه الحرب بتفاصيلها هي أولى خطوات التصدي لكل تحديات الأزمة الحالية لذلك يحتاج الأمر للعودة بعجلة الزمن قليلا لنسأل أنفسنا: لماذا هي حرب الجيل الرابع، هل هذا يعني أنه كانت هناك ثلاثة أنواع من الحروب قبلها؟
والإجابة طبعا نعم، إن العالم يحارب بعضه في كل حقبة زمنية بنوع من الحروب يتناسب وإمكانيات هذه الحقبة، لذلك تجد أن حرب الجيل الأول تعاملت مع الأسلحة وذلك لأن الحرب وقتها كانت حربا صريحة فيها مواجهة ومكسب وخسارة، ثم تطور الوضع وتحول الشيطان لمجرى آخر في حرب الجيل الثاني حيث أصبحت المسألة حربا عصابية بتكتلات إجرامية ثم حرب الجيل الثالث التي تتميز بأنها مستقبلية أو توقعية مثل حرب أمريكا في العراق بدعوى تعليم أهلها السلمية ومنع الهمجية والتصدي لأي حرب متوقعة، وطبعا نجده أمرا يدعو للسخرية أن تعلم دولة الإرهاب الأولى دولة أخرى معنى النظام والسلمية.
ثم تأتي حرب الجيل الرابع الآن وفي زمن الإنترنت والفضائيات والميديا المعلوماتية المتداولة على أساس هام وهو حرب المعلومات..وكما يقول خبراء الاستراتيجيات العسكرية هي حرب غير نمطية تستهدف الشرق الأوسط، وطبعا أساس الشرق الوسط والهدف الأول لهذه الحرب هي مصر ومن حولها من الدول، لذلك كان لابد في ثورات الربيع العربي التي رغم الاحتياج لها وكونها جاءت في وقتها الحتمي أن تتميز ببرمجة معلومات ثابتة وطلبات محفوظة لكل الشعوب بحيث تجد أن كل ثورة تقوم في بلد تنادي بنفس طلبات جاراتها من الدول بدون وعي وإدراك لمتطلبات شعب هذه الدولة، وكأنك تنظر لعمل فني دقيق لم يكتب السيناريو الخاص به إلا مؤلف واحد وبلا شك هو المستفيد الأول من هذه الفوضى التي حدثت بعد تلك الثورات.
هذه المقدمة لابد منها لندرك أن الحرب الجديدة التي تشنها أمريكا لأنه لايوجد مستفيد أول قبلها والتي بدأت منذ سنوات اقتحامها للعراق ومستمرة حتى الآن أصبحت تستهدف مصر بشكل صريح وواضح والتي لانرى منها سوى الجزء اليسير الذي يخبئ تحته الكثير من الإفساد الذي تريده أمريكا لمصر، وللأسف كل الأسف حين تنجح أي حرب في أي وطن فلابد من خائن، وهذا هو مايسميه العسكريون وخبراء السياسة ...الطابور الخامس.
ظهر الطابور الخامس في الحرب على الوطن العربي واستهدف كافة الدول وكان دائم التغير مع تثبيت الأربعة أركان الأخرى في المؤامرة الشرق أوسطية لأنهم من ترتكز عليهم هذه المؤامرة.
ترى من هو الطابور الخامس في مصر والعالم العربي؟ وهل تبدل أم هو كيان واحد؟ وماعلاقته بحرب الجيل الرابع؟
هذا ماسنتحدث عنه في المرات القادمة
وللحديث بقية ،



الخميس، 22 أغسطس 2013

كتيبة الإعدام


حين أتضايق أو أتألم أو أجدني أدخل في حالة نفسية سيئة نتيجة مايحدث في وطني الحبيب مصر أشعر برغبة شديدة في مشاهدة الفيلم السينمائي (كتيبة الإعدام) حيث أن هناك جملة يرددها البطل الذي يبحث عن ابنه ليبرأ نفسه أمامه بعد خروجه من السجن في قضية خيانة الدولة الملفقة له، هذه الجملة تقول (كنت فاكر إني بادور على حل لقضيتي أنا وابني لكن اكتشفت إنها قضية بلد بحالها)
هذه الجملة التي رددها بعض أبطال الفيلم في أكثر من مشهد تعكس حال مصر الآن وتجعلني أسأل نفسي هل مشكلتنا في مصر في هذا التوقيت ترجع حقيقتها لكوننا ندافع عن قضايا شخصية شاء القدر أن تتفق عناصرها مع مشاكل غيرنا فتظهر مشكلة عامة أم ندرك حقا أننا أمام قضية بلد (بحالها)؟!
إن الجميع الآن في مصر ينادي برغبته الشديدة في الخروج من الموقف الحالي بحل جيد أو كما يقول كلام العقل والمنطق إن لم يكن بأكثر فائدة فبأقل خسائر وأنا أعتقد أن مفتاح الخروج من هذه الأزمة أن ندرك جميعا أننا ومهما اختلفت مقاصدنا الشخصية فنحن أمام قضية بلد (بحالها)
إن هذا الفيلم يظهر الفكر المصري العام حين تتضارب الأفكار الشخصية بين أفراد المجتمع حيث يبحث كل واحد عن وجهته فيصطدم هؤلاء الأفراد ببعضهم لأن كل منهم لديه المبرر الكامل الذي يدفعه لهذا الصدام بل ولديه المعتقدات وربما الإيمانيات التي تقويه وتجعله واثق من أنه في طريق صحيح فهو يخدم المجتمع بصدامه بغيره وهذا يكفيه ليريح ضميره تجاه من يصطدم بهم حتى لو تسبب ذلك في إضرار الآخرين ولكن تجد الحل في نهاية الفيلم حين تكتشف كل الأطراف بكل أفكارها المتضاربة أن عنصر الإفساد لهم جميعا واحد وأن عدوهم جميعا واحد وهو إنسان يختبئ خلفه كيان قوي يحارب مصر في شخص هذا الإنسان، وقتها فقط يقررون إذابة كل الخلافات وتكوين كتيبة الإعدام التي ستقضي على الفساد بضربة واحدة من مسدساتهم جميعا، وقتها فقط يتحول الهدف ليصبح عاما ومهما ووطنيا،
أعتقد أن هذا المعنى لو استقر بداخل أفراد المجتمع المصري سنستطيع حل كل مشكلاتنا، فقط لو أدركنا أنها ليست مشكلة فئة أمام فئة ولادين أمام دين ولا عنصر أمام عنصر وإنما...مشكلة بلد (بحالها)
د.نورهان بسيوني


عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...