بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة
القوة،
فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي
لايهمها الظروف والحياة الاجتماعية الرافضة لكل تقاليد المجتمع (المسترجلة) التي
تحتاج للتشبه بالرجل في تولي المناصب المرهقة وفي تحمل المسؤولية الخارجية،
والبعض الآخر ذهب بأن المرأة الضعيفة التي تغلبها دموعها
هي الأقوى حين تبكي والتي لاتستطيع أن تقدم أي مساعدة لشريك حياتها بل تزيد همه
هما بأن تحمله بمعاناتها عبئا جديدا في مشكلته.
والحقيقة بأن كلاهما خطأ وكلاهما يحتاج لتصحيح واعتدال
مسار، فلو كانت الأولى درعا حصينا يساعد في الأزمات فهي تفتقد الأنوثة التي يحتاجها
المجتمع لإضفاء البهجة بالابتسامة الأنثوية والرقة المطلوبة،
ولو كانت الضعيفة هي المرأة التي يفضلها الرجل الشرقي
لأنها تعطيه انطباعا جميلا باعتمادها عليه فهي تضيع الكثير من المشاعر والمجهود من
أجل أن تفعل ذلك،
لهذا فإنني أنصح نفسي وإياكن يا جميلات المجتمع المصري
أن تتبعن طريقة أن خير الأمور الوسط،
لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ولا تخفين
أنوثتكن خلف قناع الرجولة المصطنعة التي لا طعم لها ولا لونا.
كونوا إضافة جميلة للمجتمع وأخرجن ميزاتكن الراقية، لا
تحاولن أن تستهترن بأن قوة المرأة يجب أن تكون قوية وقت الشدة ضعيفة وقت الحب، أما
لكل من حولها، أختا لمن يريد النصيحة، عقلا لمن يريد التفكير، قلبا لمن يريد
الرحمة.
هذا هو المزيج الذي يجب أن تتمتع به المرأة المصرية كي
تظل عظيمة من عظيمات هذا الزمن، واتركن الصراخ الصاخب وراء الحرية والتبجح فمن
يريد لكن الخير لن ينصحكن بغير طبيعتكن، ولتركزن على العمل وإثبات الذات والثقافة
التي تصقل شخصيتكن كي تستطعن موازنة الأمور والحكم الصحيح على الحياة.
د.نورهان بسيوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق