مقال الخميس26 سبتمبر 2013
مازلت
أتحدث وأوجه كلامي لكل العرب وربما لكل العالم، إننا كعرب وكمصريين نواجه مايسمى
حرب الجيل الرابع وهي حربا تختلف في نوعية أسلحتها عن الحروب السابقة حيث أنها
تعتمد على مايسمى (عناصر الحرب) وهي خطة توضع على هيئة خطوات جزء منها يتم تنفيذه
بانفراد وجزء آخر يتم تنفيذه مع بعضه.
وكان
العنصران الأوليان هما الإرهاب وتكوين قاعدة إرهابية من جنسيات مختلفة هما محور
مقالي الأسبق وما قبله لكي نفهم أن هدف هذه الحرب استهداف الشعوب عن طريق ضعف
الحكام وضعف الأمن الوطني للدولة، وزراعة قواعد إرهابية لاتنتمي لشئ إلا لفكرتهم
القاتلة، وكل ذلك طبعا لايصب إلا في نهر واحد هو (مصلحة الأم الحبيبة أمريكا
وابنتها إسرائيل).
ثم استطردت
في المقال السابق وتحدثت عن العنصر الأهم والذي ينفذ وحده ولكنه تقريبا المنظم
الرئيسي لكل العناصر الأخرى، ألا وهو الحرب النفسية عن طريق الإعلام وهي حرب المعلومات
والتي تستهدف الشباب، وذلك لأن الشباب هم الأسرع نشرا للفكرة وللمعلومة لخبرتهم
الحديثة في عالم الميديا بكل أنواعها.
وعندما
قمت بتحليل الموقف، موقف الشباب وما أوصلهم لهذه المشكلة وجدت أن المشكلة
الاقتصادية التي حدثت في مصر نتيجة الأخطاء الإدارية للحكومة السابقة من أول
الثمانينيات من القرن الماضي تسببت في غياب كامل للأب وجزئي للأم عن المنزل
وبالتالي تركوا الأبناء للإعلام الذي تم توجيهه بشكل سيء لخدمة نفس الفكرة، وقدمت
حلا لذلك ألا وهو أن نتعلم –كمصريين- كيف نوفر في مواردنا الاقتصادية في المنازل
ونعود لما كان عليه أجدادنا من الاكتفاء الشبه كامل في كل أسرة وبذلك نحقق هدفين
أولهما أن نوفر المال لما يرتقي بالأسرة لوضع أفضل وثانيهما توفير الوقت لتربية الأبناء
وانشغال الأبناء في إدارة البيت مع الآباء فلانتركهم للإعلام كما يحدث الآن.
هذا حل
أجده أساسيا ولو اعتبره البعض خياليا لكني أعتقد وربما أكاد أجزم أن ذلك أفضل
بكثير مما نحن عليه الآن من تفكك أسري وعدم وجود فكرة ذات قيمة تجمعنا معا، كانت
هذه هي أول مشكلة أناقشها من مشاكل الشباب التي شاركت في غرس فكرة التلاعب النفسي وحرب المعلومات، لأنها ولو اعتقدنا ظاهريا أنها
ليس لها علاقة إلا أننا لو تعمقنا فيها لوجدناها أساس انصراف الشباب عن أسرهم لعدم
وجود رقابة وتركهم لأجهزة تزرع فيهم أمورا لانعلمها إلا بالصدفة.
المشكلة
الثانية التي أوقع الغرب فيها الشباب ليكملوا حربهم على مصر هي فقد الثقة في
الحكام وفي رموز الوطن، إن الحكام كانوا سابقا من مقدسات مصر وكان لهم احترامهم
حتى لو قدموا لهم النصيحة فكان لها حدود ولو حتى قاموا بخلعهم لم يكونوا يصلوا
كشعب إلى مرحلة السب والشتم، ولكن مع دخول الدولة الحديثة التي صنع النظام
الجمهوري بها بعض المشاكل رغم إيجاده حلولا كثيرة لم تكن موجودة في دولة الملوك
إلا أن التطاول على الحكام في الفترة الحالية أصبح دينا وديدنا، ولا ألوم الشعب
وحده على ما صرنا فيه ولكني ألوم من وضع نفسه محل سخرية واستهزاء قبلهم بأخطائه
وتجاوزاته واستفزازه لمساكين لم يطمعوا إلا في لقمة عيش شريفة بدون إهانة للكرامة.
إن مصر قد عانت في السنوات السابقة مايجعلها غير قابلة لتحمل المزيد
من هراءات الحكام وافترائهم على شعبها، وخاصة حين بحثنا فوجدنا أن كل هذه
التجاوزات كانت بترتيب مسبق مع أعداء واضحين للوطن لايمكن أن يحبوه ولا أن يساعدوه
للنهوض أبدا، ورغم ذلك قام حكامنا بالتعاون معهم، لايمكن طبعا أن نصف ذلك بأنه
سذاجة منهم فهم ليسوا بهذه البراءة ولكنها –للأسف- مصالح شخصية قدمت على مصلحة
الوطن وهذا ما جعلهم يسقطون من أعين الشباب المصري فخرجوا بالثورات وأعلنوا رفضهم
لسياسة مقادة بعدو خارجي.
وكانت الجزئية الأخرى من المشكلة هي رموز الدولة أو الأبطال القوميين
الذين قدموا حياتهم ثمنا لوطنهم، لقد ساهم التعليم الموجه والإعلام الموجه أيضا في
طمث بطولة هؤلاء الأبطال حتى أننا كشباب لانعلم الكثير عن الثورات القديمة
والأبطال الذين تم نفيهم من أجل كلمة حق في يوم ما، لنتعلم منهم ولنحذو حذوهم، أين
هؤلاء من كتب التاريخ والقراءة والمجتمع؟ حتى لو ذكروهم فيذكرونهم على استحياء
ويمرون على ذكراهم مرور الكرام، ولم يكتفوا بذلك فقط بل من جرمهم الشديد وضعوا
قدوات فاسدة مكانهم من أصحاب المسابقات الغنائية والرقص، حتى الفنانين المحترمين
قاموا بتشويههم واختلاق فضائح زائفة لهم ليضعوا مكانهم فاسدين لاينتمون للفن بشئ،
كل ذلك قاموا بفعله ليقدموا للشباب وجبة فاسدة من الإعلام والتعليم مصبوغة بصبغة
صناعية من المظاهر الكاذبة ومليئة بالدمار والشهوات التي لاتخدم إلا نفس المصالح،
لذلك أصبحنا نجد أن كل رمز يخرج للناس يحب مصر وليس له أي هدف إلا ذلك يقوم بعض
الشباب المغيب بتشويهه .
حتى أصبحت سياسة التشكيك والتشويه هي أساس التعامل بين الشباب حتى
وصلوا للشرفاء من رجال الجيش والشرطة وقادتهم، فقاموا بتشويههم والتشكيك فيهم
واختلاق فضائح كاذبة لهم وهم بذلك عميان لايعلمون أنهم مساقين من الأعداء الذين يضحكون
عليهم لأنهم كالدمية الموجهة بجهاز التحكم عن بعد.
ونصيحتي التي أوجهها وكما تعودت أني لاأحب النهاية المفتوحة فوضع
البلد الحالي لايكفيه عرض مشكلة والتحسر عليها وإنما يحتاج لمزيد من الاهتمام
والتعقل ومحاولة المشاركة في إيجاد حل منطقي، رسالة للآباء والأمهات، اتركوا
المسلسلات والأفلام وافتحوا كتب التاريخ لأولادكم تابعوا مايتم بثه من أكاذيب في
التعليم ولو وجدتم خطأ قدموا شكاوى مجمعة في مجالس الآباء وارفعوها للأعلى فالأعلى
حتى تصل للرأي العام، احكوا لأولادكم عن أبطال مصر الشرفاء ولا تتركوا آذان
أولادكم للشارع والإعلام يقلب فيه كيف يشاء.
نصيحة للمعلمين عززوا موقفكم كمربين للأجيال وابحثوا عن الخطأ أو
التقصير في سرد التاريخ المصري وقدموا اقتراحات وحلول أو ضعوا لمساتكم داخل الحصة
حتى يتم التغيير الجذري واعلموا أن الانحرافات الفكرية والدينية التي صنعها شواذ
التفكير من الشباب في الفترة السابقة وهم يعتقدون أنه الإسلام أنتم مسؤولون عنه من
البداية لأنكم أول من قصر في عمله
نصيحة للإعلام، اهتموا بالقدوات والرموز الوطنية أكثر من ذلك
ولاتنساقوا خلف الصفقات الإعلامية التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة واعلموا أنكم تزرعون
خبثا ستحصدونه من إفساد أجيال جديدة.
نصيحة للشباب، أنتم أمل مصر والمستقبل يصنع من أجلكم فاتركوا ما يلفت
الانتباه من مسابقات وسخافات وألوان زائفة وانتبهوا لوطنكم قبل أن يسرقه غيركم
بتغييبكم وصناعة قدوات فاسدة لكم.
هذه هي ثاني مشكلة تسببت في انتشار حرب المعلومات النفسية التي تعتبر
ثالث عناصر حرب الجيل الرابع
وللحديث بقية،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق