الاثنين، 2 سبتمبر 2013

تلك الطفلة...همسات امرأة شرقية

الهمسة الأولى:
مازالت بداخلي تلك الطفلة مهما كبرت سني ورأيتني أدق عقود الحياة عقدا بعد الآخر، مازلت تلك الطفلة التي تشعر أنها لم تتعد سنين عمرها الأولى بنفس الضحكات والهمسات والنسمات، أنا تلك الطفلة التي راحت ملامحها في طيات الزمن لكن مابداخلها مازال غضا صغيرا، هكذا أنا....تلك الطفلة.
في همساتي الأولى أرسم ملامح ولادتي....هناك بعيدا في تلك الفترة العصيبة من عمر مصر.. ولدت في حي الإبراهيمية بمدينة الإسكندرية، يوم الثلاثاء 13 يوليو 1978
،9شعبان 1398، في همساتي الأولى مايضحك ويبكي،،،،
ولادتي كانت متعسرة فأنا الإبنة الكبرى (البكرية) وولدت بعد ست ساعات مع بشائر فجر ذلك اليوم، كانت أمي تصرخ وكان الناس يضحكون ويضحكون...لماذا؟
لأن العيادة التي ولدت فيها كانت بجوار مسرح كوميدي يعرض في تلك الليلة مسرحية (العيال كبرت) ...نعم ولدت معها وارتبطت بها وكلما رأيتها قلت يوم ولادتي، وقالت أمي لا أحبها تذكرني بيوم آلامي الشديدة.
تلك الطفلة التي هي أنا ولدت بمزيج الألم والفرح لتحمل في حياتها هذا المزيج، وكل حياتي التي تلت تلك اللحظات كانت بنفس المزيج.
تلك الطفلة...التي هي أنا ولدت صامتة شبه ميتة لماذا؟ لأن الحبل السري التف حول رقبتي قبل الولادة فمنع الأكسجين من الوصول إلي ويضحكني حين أعرف أن المشاهير فقط يمرون بهذا الأمر...وصمت الجميع من حولي لحظة الولادة حتى انطلقت أولى صرخاتي للحياة تعلن أني قد جئت لهذه الدنيا ....تلك الطفلة التي هي أنا عرفت معنى الصمت والكلام بمزيج آخر يوم ولادتها.
تلك الطفلة التي هي أنا أرادوا تسميتها على اسم جدتها أم والدها كما جرت العادة قديما ولكن أبي وأمي فضلا أن يمنحوني اسما كان جديدا في ذلك الوقت لم يسمعوه إلا في الأساطير (الأميرة نورهان)...فقرروا تسميتي نورهان لأكون من أوائل من تسمى بهذا الاسم الذي كان نادرا في السبعينيات.
ومع مزيج الحزن والفرح، والصمت والكلام، والاسم الفريد من نوعه...بدأت همساتي الأولى في عالم الحياة...وأتوقف عند هذا اليوم لأنهي همستي الأولى ...التي هي أنا...تلك الطفلة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...