مقال الخميس 12سبتمبر 2013
بعد أن
علمنا أن مايحدث الآن من خلل في المجتمع وسيطرة غريبة على بعض العقليات هي مايسمى
حرب الجيل الرابع، وعرفنا أن الهدف الحقيقي وراء هذا النوع من الحروب لايخدم إلا
أمريكا فقط لأنها أفضل من يستخدم هذه الطريقة الغادرة في مواجهة الأمور فهي دولة
تحارب اللادولة بل تحارب الشعوب كلها من أجل تحقيق سلطتها ومصالحها عن طريق عناصر
يتميز بها هذا النوع من الحروب وناقشنا مسألة الإرهاب كأول عنصر من هذه العناصر
وكتأريخ لهذا التاريخ 5 سبتمبر 2013 وهو الخميس الماضي عجبت أني بعد كتابة المقال
حدثت حادثة محاولة اغتيال سيادة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية،ورغم حزني لما
حدث لأنه رجل محترم ومن أفضل وزراء الداخلية إلا أني اعتبرت الحادث تصديقا على
كلامي حول الإرهاب وهذا يعني أننا فعلا نعيش هذا النوع من الحروب.
واليوم
نلقي الضوء على العنصر الثاني من عناصر حرب الجيل الرابع وهو
2- قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات
كما قلنا
في المقال السابق أن لكل حادث لابد من محدث ولكل إرهاب عناصر وقواعد إرهابية
تحميه، لذلك فقد كان مهما أن يتم وضع قاعدة إرهابية في مصر كمنفذ ومستقبل لخطط
الإرهاب الدولية التي تتم ضدها ومن المؤكد أنها قاعدة غير وطنية فمن يريد تدمير
الوطن لايمكن أن يمت له بأي خيط من الوطنية بل هي طائفة لاتحترم الحدود ولاتؤمن
بها تريد غطاءا أمنيا لها ولو لم تستطع تستخدم الغطاء الديني بدلا منه.
وهي
قاعدة لاتحترم الأسلاك الحدودية ولاتهتم بأن يجتمع الشعب على كلمة واحدة بل لاتهتم
بأن يعيش الشعب أو يموت أصلا، فالمصالح هي الغاية المرجوة وراء هذا العبث وهي
الهدف الحقيقي الذي تسير عليه خططهم، وكان لزاما أن تكون من جنسيات متعددة لكي
لاتجمعهم إلا وحدة المصلحة فلو جمعتهم وحدة الوطن أو غيره لتغيرت انتماءاتهم
وبالتالي تتغير قناعاتهم وهذا مالايريده الغرب وبالتحديد أمريكا التي بنت نفسها
بتعدد الجنسيات على أنقاض جثث أصحاب الأرض الحقيقيين وهم الهنود الحمر.
ولو
طبقنا هذا العنصر على مايحدث الآن في مصر لوجدنا أنه يتم تنفيذه بجدية، فكلما حدثت
جريمة يقتل فيها مصريون من المدنيين أو من الجيش تجد أن وراءها تنظيم القاعدة أو
كتائب القسام أو منظمة حماس، وهذا يعني أن هناك قاعدة إرهابية في مصر متعددة
الجنسيات فعلا تستهدف الأمن القومي لمصر ولا تريد تحقيق شئ إلا وفقا لخطة تجمعهم
جميعا.
والدليل
أن كتائب القسام في يوم الجمعة 6 سبتمبر 2013 نظمت مسيرة اعتراض على مايحدث في مصر
ورغبتها لعودة مايسمى الشرعية التي لا أدري إلى متى يتمسكون بها وقد تبخرت منهم
أصلا، وفي نفس التوقيت تم الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى ولم نر لهم صوتا
ولا دمعة واحدة على قدس الأقداس،
وهنا
أسأل المغيبين الذين مازالوا يعتبرونها حربا على الإسلام، لو أن الجيش المصري يشن
حربا على الإسلام، فعلى أي شئ يتم اعتداء اليهود في فلسطين؟ أم أن حماس والقسام
لاتثور إلا من أجل مقدسات الإخوان في مصر؟!
إننا
لانهاجم جبهات جهادية تريد نيل الشهادة ولانهاجم مساكين يقومون برد الفعل لما يحدث
لهم من أفعال ولكن بالعقل والمنطق والحجة القوية، على أي أساس توجد جنسيات أخرى في
مصر تحارب وتقتل المصريين؟
على أي
أساس قام المخلوع بإعطاء الجنسية لغير المصريين وسمح لهم بالحياة في مصر؟
على أي أساس
تقوم جماعة تسمي نفسها (أنصار القدس) وهو اسم غاية في الشرف ، وتعلن مسؤوليتها عن
قتل جنود شرفاء في الجيش المصري اعتراضا على أن مصر تحارب الإرهاب؟!
إن مصر
دولة عظيمة لها شأنها ولها طبيعتها الخاصة ولها أبناء يأكلون من يقترب منها كما يفعل
مصاصي الدماء بأعدائهم، ولكن أبناءها شرفاء لايعتدون على أبرياء ولم يحاول أحد
منهم الاستنجاد بأي فئة من خارج مصر ليحاربوا ضد مصر، حتى عندما شعر المسيحيون
أنهم في خطر سمحوا للجيش المصري بحماية الكنائس لأنهم مصريون وليسوا خونة يصرخون
للعالم ولحلف الناتو ليأتي ويجعل جيشهم يركع أمام الغير.
المشكلة
أننا رغم كل هذا الكلام مازال لدينا مساكين يعتقدون أنهم مع الحق وأن الحق هو عودة
المسلم حافظ القرآن الذي سمحت حكومته بإضافة قناة رقص جديدة للنايل سات، والذي سمح
بالكثير من التجاوزات في عهده، والذي كان يحكمنا بالأحلام.
الأمر
يحتاج للكثير من الروية والكثير من الجلوس مع النفس وسرد الحقائق والنظر عن بعد....وعن
العنصر الثالث والأكثر أهمية في هذه الحرب نتحدث في الأسبوع القادم
حفظ الله
مصر
وللحديث
بقية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق