الجمعة، 27 سبتمبر 2013

مكانك في القلوب ياجمال

28 سبتمبر- ذكرى رحيل الزعيم

اليوم وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على رحيل أعز الرجال....الرئيس والابن البار لمصر والرجل الأكثر عشقا لها نتذكر معا هذه المشاعر الطيبة فإن الجسد يفنى ويبلى وتبقى الروح بين محبيها.
لم أعاصره يوما وإنما ولدت بعد وفاته بقرابة العشر سنوات ولم أشاهده وجها لوجه، ولكني عرفته وعرفت من هو وكيف هو؟!
عرفته من كلمات حزينة من المفكرين الذين عاصروه، ومن عيون السياسيين الدامعة ممن عملوا معه ومازالوا على قيد الحياة، ومن أحاديث الفنانين الذين تحدثوا عنه، ومن صوره في رفقه بالإنسان والحيوان وشعوره بكل ماهو ثوري وبالأخص...بكل ماهو مصري.
وعرفته أكثر وأكثر من دموع أمي التي لم تجف حتى الآن حزنا على رحيل الأب الأكبر لجيلها والتي تنهمر كلما شاهدت جنازته كأنه توفي اليوم.
كنت دائما أتساءل لماذا يحبه جيل آبائنا كل هذا الحب رغم علامات الاستفهام الكثيرة المثارة في عهده؟! ولماذا نشأتُ في عائلة وجدت معظمها ناصريا ينتمي لهذا الرجل بقلبه؟!
وعندما بحثت في حياة هذا الزعيم وجدت الكثير والكثير من التضحيات من أجل الوطن والكثير والكثير من العطاء من أجل صناعة ثورات العالم كله، لقد ترك الزعيم جمال عبدالناصر بصمة في كل أرض وفي كل بيت وفي كل قلب.
حين تنظر لعيون الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وهو يغني له تجد من العشق والتعلق والحب مالاتجده حين يغني غرامياته المشهورة.
حين تنظر للمفكرين والأدباء الذين عاصروه تجدهم يتعصبون إذا أخطأ أحد في حقه كأنك تسب أباه أو أعز مالديه.
حين تنظر لعيون الرؤساء الذين عاشوا معه تجد أنه كان بمثابة القدوة والأخ الأكبر لهم جميعا، وتكفيني صورة أنديرا غاندي تبكي فرحا لأنها قابلته.
لقد ساهم جمال عبدالناصر في صناعة جزء كبير من تاريخ العالم العربي وليس مصر فقط، لقد علّم الكثير من الشعوب معنى الحرية وعلم آخرين كيف يصنعون أقواتهم وأقوام أخرى كيف يرتدون الأحذية بعد أن كانوا حفاة.
 لقد عجب البعض -ولم أعجب- حين رأيت الكثير من الثورات في بعض الدول العربية ترفع صورة جمال عبدالناصر رمزا للحرية رغم أن لديهم العديد من الزعماء ممن سبق أن نادوا بالحرية في تاريخهم ولكن في وقت الشدة يعرف الرجال ورجل الرجال هو من علمهم جميعا كيف يكونوا رجالا...جمال عبدالناصر
لم يكن جمال عبدالناصر رجلا عاديا وإنما كان ابتسامة وقوة وحق وإذا اجتمعت هذه الصفات في رجل فانتظر ماسيصنع في تاريخ الأمم، وللأسف لم تنجب الأمم العديد ممن يحمل هذه الصفات رغم أني أتذكر جملته التي ظل يرددها حين حاول الإخوان المسلمين اغتياله لمنع صوته من الوصول للعالم ومنعه من تحقيق الوحدة التي تعتبر ضد مصالحهم الشخصية، كان يردد (إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبدالناصر)
نعم يازعيم نحاول أن نتعلم منك الكثير ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فأنت كنت نموذجا للحب المصري الأصيل وللحس الوطني العميق الذي لم يتسم به الكثير,
كنت تقول لن يحكم مصر إلا رجل منها يحبها ويقدم لها العطاء ولكن مصر عانت كثيرا لأنها لم تجد رجلا مثلك يقدم لها ماحلمت به من أجلها،كنت بسيطا كريما أبا حنونا، وكنت زعيما.
الزعيم جمال عبدالناصر بصمة لن تنسى في تاريخ مصر، رحمك الله يازعيم يا أعظم من أنجبت مصر.
 د.نورهان بسيوني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...