الأحد، 11 ديسمبر 2016

تحيا مصر (ج1)...حرما ياسيدي



** في ذكرى المولد النبوي أتذكر أغنية الفنان الراقي علي الحجار (صلينا الفجر فين، صلينا في الحسين)
هذه الأغنية التي تصف حالة الشعب المصري الحقيقي حين صدرت هذه الأغنية وقت أن كان الشعب متدينا بطبعه فعلا وليس بلغة التهكم كما يحدث الآن،
حين كنا شعبا واحدا نصلي في مساجدنا آمنين وكان مرض السرطان الإخواني مازال في مراحله الأولى يحاول الجسد المصري التصدي له بمقاومته بشدة عن طريق خلايا الدفاع المصرية التي كانت تقضي على محاولاته التفرقة بيننا،
كان ديننا قد عودنا دائما أننا بعد الصلاة يدعو لنا من شهد صلاتنا بقوله (حرما) ونرد نحن (جمعا بإذن الله)
فالداعي كان يتمنى لنا أن نصلي الصلاة القادمة في الحرم ونرد عليه بأننا نرجو أن تكون صلاتنا جميعا معا في الحرم.
**هكذا كان الشعب المتدين بطبعه حقا يتعايش ويفهم وينفذ لغة الدين الحقيقية، الدين الإسلامي دين السلام الذي يجعل بيت المسيحي مفتوحا للمسلم وبيت المسلم مفتوحا للمسيحي، كان المسيحي يعزم المسلم في رمضان على الإفطار، والمسلم يصنع الحلوى ويقدمها للمسيحي في عيده.

**الشعب المتدين بطبعه لم يكن يحتاج لشرذمة منحرفة فكريا، وفئة ضالة أخلاقيا لتعلمه أمور دينه، الشعب الذي تربى على يد الشيخ شلتوت والشيخ الباقوري والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ الشعراوي،
لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن دينهم هو تكوين جيش موازي لقتال جيش بلده،
لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن الدعوة الإسلامية هو أن أحكمك أو أحرقك، لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن المظاهرات لا تكون من أجل تحرير فلسطين ولكن لنصرة الجبهة الإخوانية المختلة في كل أنحاء العالم.

**ببساطة، دين الله هو الإسلام وليس دين الإخوان ولا دين الإرهاب لأنه كما أن الإرهاب لادين له فالإخوان لادين لهم، وماحدث يوم المولد النبوي اليوم من تفجير الكنيسة ليس إلا عمل متخلف لايمت للإسلام بأية صلة، فلا أظن أن الله السلام يرضى عن أعداء السلام، فمن يروع الإنسانية ليس بمسلم ومن يثير الفساد ليس بمسلم، ومن يقتل الأطفال والنساء ليس بمسلم.

**فالهدف باختصار هو أن يشهر المسلم والمسيحي سيفهما أمام بعضهما ليقاتلا من أجل الحمية الدينية وتنقلب مصر لطائفية ويفرح الأعداء.

**كان الهدف هو أن يغلق المسلم بيته في وجه المسيحي والعكس ولكن النتيجة أن المسلم والمسيحي دخلا بيتا واحدا آمنا تقاسما فيه آلامهما وأغلقاه في وجه عدو واحد فكان ذلك العدو هو الإخوان وهذا البيت هو مصر.

**فلو كان هذا الخائن رجلا لما قتل امرأة أو طفلا، لو كان رجلا لما اغتصب سلام الأبرياء في صلاتهم، لو كان رجلا لما اضطر للاختفاء كالفئران زاعما أنه صاحب قضية وهو كائن رخو لايفهم مايفعل ولكنه منفذ لعمل لايعي منه شيئا.

**لو كان إنسانا لما استحل الدماء وقتل الأبناء، لو كان إنسانا لما شجب واعترض بعد أن أقنع الجميع أنه راض عما حدث.

**لايظن هؤلاء أننا حين ننهي صلاتنا ودعاءنا عليهم أنهم لو قالوا لنا حرما...سيكون ردنا (جمعا) لأننا بريئون منهم دنيا وآخرة، دنيا ودينا، بريئون منهم في حياتنا ومماتنا، ولا ندعو بأن نجتمع معهم في الحرم لأنهم ببساطة ليس لهم أي حرمة حتى في الحرم.

وفي النهاية نموت جميعا والدور أمس كان على إخوتنا واليوم أهلونا وربما كنا نحن من يموت غدا.
ومهما مات من المصريين ستموت الأجيال بأعمارها، ولن يقصر عمر أو يطول بقرار خائن ضال تافه.
سيموتون هم أيضا كالبعير الهالك
وستحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

وللحديث بقية،


الجمعة، 3 يونيو 2016

سيدي الرئيس أقسمت...فهل أوفيت؟!

سيدي الرئيس
تحية طيبة وبعد،
عامان قد مرا على تولي سيادتكم مقاليد الحكم في البلاد، وسط مدٍ وجزرٍ ومحنٍ ومنح.
عامان قد مرا منذ أقسمت على مصر بأن تكون فداها وأن تحمي حماها وأن تذود عنها وتقدم لها الغالي والرخيص حتى تصبح (قد الدنيا) على حد تعبير سيادتكم في خطاباكم في احتفالات أكتوبر بالعيد الأربعين في عام الثورة 2013 .
سيدي الرئيس ، وبعد عامين من توليكم الرئاسة أتذكر معكم القسم الذي أقسمتموه بملء القلب والفم والعين لتعلن أمام الجميع أن المشير عبدالفتاح السيسي قد أصبح سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية،
فهل وفيت؟ وهل قضيت ماأقسمت عليه؟ وهل كان واقعاً أم ضرب خيالٍ من حروفٍ وكلماتٍ منمقةٍ رصت بجانب بعضها لتتحول إلى قسم يقال وفقط؟!
واسمح لي سيادتك أن أذكرك بتلك اليمين الدستورية فقد أقسمت (بالله العظيم أن تحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري وأن تحترم الدستور والقانون وأن ترعى مصالح الشعب رعايةً كاملة، وأن تحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه)
**واسمح لي سيادتك أن أتقدم إليكم بهذه الأسئلة من قلب امرأة مصرية انتخبتك ووضعت فيك كل آمالها من أجل مستقبل مصرها الذي أصبح بين يديك بعد الله؛

1-ألم تحافظ (مخلصاً) على النظام الجمهوري؟!
وأجيب عنك: بلى ، فقد حافظت وقدمت لهذا النظام كل الدعم بل وأعطيت للشعب الحق في الحكم عليك بمنتهى التجرد والشفافية، لم تستبد كما يظن البعض ولم تغلق الباب على الرأي وتطرد الرأي الآخر بل فتحت الباب على مصراعيه ليتكلم القاصي والداني و العالم والجاهل حتى وصل الأمر لأن سمح البعض لنفسه بالحكم عليك ليس من باب الديموقراطية وإنما من باب التجاوز والعشوائية،
ومع ذلك لم ترد الإساءة بإساءة ولم ترد التجاوز بتجاوز، وإنما حاولت أن تعلم هذا الشعب المسكين معنى حقيقياً للأخلاق بأن آثرت الصمت والعمل فعلى صوتك فوق صراخهم وعويلهم.

2-سؤال آخر: سيدي الرئيس، ألم تحترم الدستور والقانون؟!
وأرد عنك...بلى، حتى في المشاكل التي تأتي من أمور بعيدة غير مدركة ولا مدرجة في الدستور والقانون فأنت لها وتقوم بحلها اجتهاداً دون المساس بدولة القانون.
وكم فاجأتنا جميعاً بقرارات قوية قاسية على المتجاوز غير عابئ بمنصب أو صداقة أو معرفة وهذا مايسد ثغرات قلعتك الحصينة ويوصد الأبواب لطريق يريد البعض استغلاله للتملق والتسلق والنفاق فيعودوا جميعاً بخفي حنين لأنهم فشلوا فشلاً بيّناً أمام كبريائك الصادق وصراحتك المطلقة وجديتك الغير قابلة للجدل.

3-والسؤال الثالث: ترى ألم ترعَ مصالح الشعب رعاية كاملة؟!
وأضحك بعين دامعة ساخرة من كل من ينكر ذلك من بعض العمي، بلى والله فلو لم توفِ إلا هذا المقطع من اليمين الدستورية لكفاك على الشعب المصري، فأي تقصير ذلك الذي يمكن أن توصم به وأنت بعد عامين قد رسمت للمصريين مصراً جديدة مليئة بالخير والبركة.
فقناة السويس الجديدة القيثارة البحرية الهادئة ، والأراضي الزراعية وعودة كبرياء الفلاح المصري، ورد كرامة  أهلنا بالعشوائيات واحترام إنسانيتهم ، وحاملة الطائرات (جمال عبدالناصر) الضربة الموجعة للعدو اسماً ومسمى، وجسر الملك سلمان ورغم أنه لم يكن قشة إلا أنه قسم ظهر البعير، وتنمية المعشوقة سيناء، وأنفاق القناة ، ومصانع الصعيد ، وأحضان مصر التي تحتوي شعبها من جديد.
وكل يوم بجديد وأكثر من ذلك ، مما يصعب على عقلي المتواضع حصره.
فأي رعاية أكثر من ذلك يحتاجها هذا الشعب الذي وجد بعد طول ألم من يحنو عليه ويرفق به  ؟!

4-ثم يأتي السؤال الأخير سيادة الرئيس؟!
هل حافظت على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه؟!
والرد هنا: وهل فعلت غير ذلك؟!
وهل يتهمك أعمى بأي خطأ في ذلك؟!
ضاعت العراق ومن قبلها فلسطين ولبنان، ومن بعدها ليبيا وسوريا ، والدماء العربية تنزف وتراق حولنا في كل مكان، الأعراض تستباح والدماء تهون واستبد مارد الإرهاب فاحتضن الخريطة العربية لينهش فيها بمخالبه...إلا مصر.
**كانت ومازالت وستظل حرة أبية عاصية عليهم لايمسها سوء ولايقدر عليها غير الله، حتى حين أرادت جماعةٌ رخوةٌ هاوية أن تسيطر عليها باستعباد العقول بدعوى زائفة للدين قمت معنا واستجبت لنا فمحوتها من فوق الأرض محواً لن تقوم لهم بعدها قائمة وعادت هباءً منثورا، وبقيت مصر.

وبعد عامين قد مرا كدقيقتين منذ وضعنا تسعين مليون يداً في يدك ،لنسير في مسيرة البناء ومن حولنا ينهدم ،ومسيرة الحياة ومن حولنا يهلك ، ومسيرة النماء ومن حولنا يندثر، أسأل الشعب المصري..صاحب حضارة وادي النيل: هل وفى السيد عبدالفتاح السيسي باليمين الدستورية التي أقسمها في يونيو 2014؟!
وأجيب بصوت كل من كان له عقل أو قلب أو روح مصرية حقيقية، نعم لقد وفيت، ووالله قد وفيت ووفيت ووفيت، حتى أعجزت من بعدك في الوفاء والوطنية وحب مصر.
وأخجلت من يجلس ساخراً لأنه فاشل لايملك نجاحك وضعيف لايملك قوتك وضائع لم يرس على بر حب شعبك لك.
حتى لو كانت مساحة الحرية تكفل الاعتراض فليس من حق المعترض تلك السخرية المزرية التي تخرج من أفواهٍ فاقدة الأهلية لايمتلكون إلا تلك الكلمات الواهية التي لا تستحق استرعاء الانتباه في أي مجال.
**سيدي الرئيس أكمل عملك وتقدم وسر على بركة الله، أكمل صورة مصر الجميلة التي يشع بريقها من عينيك ويكتمل نسيجها على شفتيك ويقام بناؤها بيد شعبك بعد يديك، وهذه رسالتي إليك من امرأة مصرية تعرف من هو السيد عبدالفتاح السيسي قيمة وقامة ولا تهتم بكل مايثار من الجدل الذي إن إشار فإنما يشير باضطراره للقوة ليضاهي قوة حب شعبك لك .
فلا تتراجع ولا تيأس ، ولا تخف ولا تحزن فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وكل عام وسيادتكم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                  د.نورهان بسيوني ..الجمعة 3 يونيو2016

الجمعة، 1 أبريل 2016

رسائلي لرئيسي عبدالفتاح السيسي...عروس النيل


سيدي الرئيس.... أعود لرسائلي التي تعودت إرسالها لسيادتكم ، فقد لمست فيكم مقدار حبكم لمصر الحبيبة نبراس الحياة وروح الفؤاد مالم ألمسه في غيركم من جموع الشعب المصري الئي نحيا معه هذه الأيام.
ورغم حب المصريين لمصر وتفانيهم لتحسين مستوى المعيشة بها ورغبتهم في النهوض بالوطن الحبيب، إلا أن هذا الحب وهذا التفاني ينقصه التفكير الدقيق المصقول، الذي يصل بالوطن لبر الأمان الذي نرجوه جميعاً
ولهذا السبب سيدي الرئيس فقد وجدت في نفسي رغبة شديدة في تقديم هذه الفكرة الاقتصادية التي ربما حققت لنا اكتفاءً ذاتياً يخدم مصلحة الوطن التي نرجوها جميعاً.
هذه الفكرة أسميتها (عروس النيل) وفاء للمرأة المصرية التي هي أيقونة نجاح كل المشروعات، وكذلك لأن إلقاء أجمل بنات مصر هدية للنيل وفاء له وقربانا ليزيد فيضانه دليل على أن المرأة المصرية هي أول من ضحى بروحه من أجل مصر الحبيبة.
لهذا فأرجو أن تنال الفكرة إعجاب سيادتكم لأن هدفي فيها حل قوي للمشكلة الاقتصادية، وسأفصل فيما يلي تفاصيلها:
عروس النيل هي سفينة مصرية نختارها من بين سفننا الجميلة لتبدأ رحلة من أول مصر لآخرها من الشمال إلى الجنوب ثم من الشرق إلى الغرب أي تجوب كل المحافظات.
*خط سيرها:
إما في النيل داخل حدود الوطن أو على حدود البحرين الأبيض والأحمر.
*ماذا تحمل؟
بضاعة من أول محافظة تمر عليها لتذهب بها للمحافظة التالية وتبيع بضاعتها لهم وتأخذ من المحافظة التالية بضاعتها لتنقلها للمحافظة الثالثة وهكذا.
*التنسيق بين المحافظات:
يتم عن طريق مسؤولي المحافظات بحيث تحمل السفينة من كل محافظة ماتم الإرسال في طلبه من محافظة أخرى.
*النتيجة المتوقعة:
الاكتفاء الذاتي من إنتاج مصري من كل المحافظات إلى جميع المحافظات أي صناعة مايسمى التبادل الاقتصادي فتصبح كل البضائع في كل المحافظات.
*فريق عمل السفينة:
القبطان + تعيين شباب من كل محافظة للعمل على السفينة لنقل البضائع وتحميلها من المنبع وتوصيلها وتوزيعها في المحافظات الطالبة للبضاعة.
أي بها أيضا فكرة للقضاء على البطالة.
*اقتراح آخر:
1-يمكن أن يكون هناك جزء من السفينة مجهز بشكل سياحي لمن يريد من المصريين أن يتنقل للسياحة من محافظة لأخرى وذلك بالسفر الرسمي على متن السفينة.
2-يمكن كذلك تشكيل رحلات مدرسية مابين المحافظات على ظهر السفينة عروس النيل لزيادة وعي وانتماء الطلاب لوطنهم.
أعتقد سيادة الرئيس أننا بذلك نكون قد حققنا الكثير بخطوة ليست مستحيلة أو حتى صعبة وربما أصبحت السفينة (عروس النيل) مشروعا اقتصاديا ضخماً نباهي به العالم كقناة السويس الجديدة التي أهديتها سيادتك لمصر والتي أهدتها مصر بدورها للعالم أجمع.
كانت هذه فكرتي وهذا اقتراحي الذي أرجو أن يقع لديكم موقعا جيدا، ولكم مني سيادة الرئيس كل التحية والتقدير على مجهوداتك الراقية التي تسجل بها نقاطاً بطولية في حب مصر.

تحيا مصر.
                                                                 د.نورهان بسيوني

الجمعة، 18 مارس 2016

رحلة في تجربة هدى الساعاتي ...وزيادة


** في محاكاة مع التاريخ ورغبة في إحقاق الحق وإظهار الثمين الذي اختلط في أيامنا هذه بالغث حتى أصاب سهامه في تشتيت الأذهان وإثارة الانتباه حول كل مايلمع وليس بذهب؛
نادت الإعلامية الشابة والأديبة الرائعة هدى الساعاتي على روح نظيرتها السابقة في القرن الماضي ،الأديبة مي زيادة فقدمت بكل الدقة والإخلاص وجبة خفيفة من التجربة الإعلامية السابقة على منصة حكم الزمان الماضي في حضرة الزمن الجديد والجيل القادم من الإعلاميين والمهتمين بصناعة الإعلام في مصر أو بالأحرى في الإسكندرية.
**ولو سافرنا عبر الزمن لنتذكر فيما سبق "صالون مي" الثقافي والذي لونت به الأديبة الراحلة ليالي القاهرة بأحلى الألوان ، ألوانا بريشة الأدباء الذين كانوا ومازالوا عمالقة الأدب في كل العصور يجلسون معا حيث تجتمع النخبة ويتبارى الكل في إظهار أفضل مالديه وأقل من فيهم عملاق،
نجد أن مي كانت تحرص كل الحرص على أن تثبت أنها امرأة حرة في زمن احتجبت فيه المرأة أو تم حجبها عن قصد كي لا تقوم للمرأة العربية أية قائمة تدك بها المستعمر الغادر الذي قلب الحق باطلا والباطل حقا، حتى لفتوا انتباه الرجل الشرقي لأمر واحد فقط وهو كيف يداري عورة حياته وهي المرأة التي كانت عارا في إنجابها وحياتها وحتى وفاتها، ونسوا وغمضت أبصارهم عن العار والعورة الحقيقيين المتمثلين في مستعمر قاتل للحرية مغتصب للأرض مستبيح للدم والعرض، فخرجت مي وجاءت من لبنان إلى مصر لتحيي قلوبا بعد موات، وتترك بصمة نسائية فريدة في عالم الأدب لم تتركها نظيراتها من الخاضعات لذل المعتقدات المتخلفة.
**واليوم ..أصبحنا نعاني نفس المعاناة ونقاسي استعمارا آخر ألا وهو الاستعمار الثقافي الذي أفقد المجتمع توازنه حين عاد فاستهدف المرأة مرة أخرى ولكن حين تلون الشيطان في ثوب جديد، ثوب الحرية والتعري، وثوب التمرد الغير محسوب فقام العدو بصناعة إعلام بديل مشوش ومشوه كل دوره تزييف الحقائق وإثارة البلبلة الذهنية التي أفقدت الشباب الثقة في كل شئ حولهم وخاصة هويتهم وانتماءهم الوطني.
**وهنا قامت الإعلامية الواعدة هدى الساعاتي بثورة إعلامية ناضجة، وقبل أن أخبركم لم أعتبرها ثورة، اسمحوا لي أن أخبركم من هي هدى الساعاتي، فبعيدا عن أنها صديقتي المقربة إلا أني منذ عرفتها وهي تعتبر بمثابة المثل الحي للبراءة والمصداقية الإعلامية، لا تزييف الحقائق من أجل شهرة رغم أن هناك مشهورات أكثر منها بالزيف والكذب ولكنها عكفت على الحقيقة وإظهارها حتى أضحت بالنسبة لي النموذج الذي يجب أن يحتذي به من أراد خوض التجربة الإعلامية، فحين قابلتها كنت أحمل في طياتي خبرة مايقارب ثلاثون عاما من الكتابة والاجتهاد الأدبي، ولكن –وهي حقيقة أكتبها ليخلدها التاريخ عني لمن سيقرؤها بعد زماننا- أقول ولكن كانت هدى بالنسبة لي هي الاحتراف في الحقيقة وقمة الإخلاص في التجرد وإنكار الذات حين يهمها تقديم الحقيقة ولو عن طريق غير طريقها.
**ولهذا جاءت التجربة الفريدة من نوعها (تجربتي) وهو الاسم الذي أطلقته هدى على صالونها الأدبي الذي أنار الإبداع في مركز الإبداع والذي أصبح أيقونة السعادة كل شهر فأنارت من جديد ظلام ليل الإسكندرية مدينة الأدب والأدباء، مدينة مكتبة الإسكندرية شهيدة الحروب السابقة ومقياس الوعي الجديد.
جاءت أمسيات هدى في وقتها حين بدأت تدعو الشباب إلى كلمة سواء في الإعلام بعيدا عن مهاترات السابقين وادعاء المدعين والبعيدين عن المهنية فاقدي ميثاق الشرف الإعلامي معنويا، فصبغت ليالينا بألوان جديدة تحمل رائحة الأدب السابق، فكلما تواجدت معها في هذا الصرح المرموق استشعرت ابتسامة رضا من سابقينا من عمالقة الأدب، نعم... رأيت العقاد يصفق لها، والحكيم يومئ لها أن استمري ويشير لها طه حسين أن اصمدي، فمازلت في أول الطريق.
أجد سهير القلماوي تبكي من فرحتها بخليفتها الأديبة ويوسف السباعي يحلم بكتابة قصة فيها، وأنيس منصور ويوسف إدريس معنا أيضا ورامي وشوقي وحافظ وبيرم، إنهم حولنا بأرواحهم الراقية في جنة الخلد بإذن الله ينظرون إلى هدى ليخبروها أننا لم نمت بل أنك تحيين أجسادا توارت في الثرى.
**ستنجح هدى، نعم بإذن الله ستنجح وسيظل صالون هدى هو المقياس الأدبي الحقيقي لمجتمعنا المعاصر لأنها تخلص في عملها وتنتقي النخبة وسيخرج من الصالون مبدعون كما خرج سابقيهم من صالونات القرون الماضية.
وآخر ما أخبركم به أني أفخر بهذه المرأة التي جعلتني وأنا أسير في أروقة مركز الإبداع لأدخل صالونها، جعلتني أرى أرواحا أحببتها ...حتى رأيت حبيبتي تشير لنا من بعيد أنتم خلفي الذي أحياني بعد موات، حبيبتي مي زيادة التي تنظر إلينا لترى ماتقدمه هدى وتصفق بنفس الابتسامة البريئة.
وبين محاكاة التاريخ بالحاضر كان يجب أن نضع هذا الحكم الصادق على سيدة سيخلد التاريخ اسمها وحق عليه أن يفعل.
وكانت هذه رحلتي معكم في (تجربتي) بين هدى الساعاتي... وزيادة.

د.نورهان بسيوني
الجمعة 18 مارس 2016


الخميس، 10 مارس 2016

عظيمات مصر....في اليوم العالمي للمرأة

اسمحوا لي أن أحدثكن من روح كليوبترا وعبقرية نفرتيتي وجمال حتشبسوت، 
من براءة مارية القبطية وكبرياء شجرة الدر وعقل سميرة موسى،
من وطنية دولت فهمي وإخلاص صفية زغلول وحرية هدى شعراوي.
** لقد أنجبت الأرض المصرية خير نساء الأرض، سيدات المجتمعات الأرضية القديمة والحديثة اللاتي أثّرن في المجتمع العالمي حتى غيّرن مجرى التاريخ إلى طموحهن، فقدمن كل التضحيات التي تقدمها امرأة على وجه الأرض.
** لقد أريقت دماء نساء مصر على أرضها منذ قديم الأزل لتخرج من باطن تلك الأرض الخصبة أشجارا فارعة قوية متينة من رجال صنعتهن أرحام المخلصات العظيمات، فضربن أفضل الأمثلة في كل الميادين على براءة البصر ونقاء البصيرة، وعقلية صانعات القرار.
** هكذا كانت ومازالت المرأة المصرية العظيمة التي عانت مع كل من يعاني حتى وصلت إلى أقصى درجات التضحية وهي تواري فلذات أكبادها وتوائم روحها وشركاء حياتها التراب من أجل أن تبقى مصر حية حرة مستقلة.
** تلك المرأة التي نزعت السلطة انتزاعا من كل غاصب، فخلعت القيود المكبِلة لها ولم تنزع الحياء ولا الكبرياء فبقيت على مدار الدنيا امرأة العصور الأولى والوسطى والحديثة، الفضلى التي لايزن وزنها أحد.
** إن ثقل المرأة المصرية في المجتمع المصري القديم والحديث كان دائما ومازال مثار جدل لكل من يحاول اغتصاب الأرض واستباحة العرض وإهلاك الحرث والنسل لأنها هي من يقف في وجه الغاصب الغادر إذا مادخل مجتمعا غاب رجاله في الدفاع عن مقدسات الوطن، حتى أصبحت المرأة المصرية هي أيقونة النصر الكامل المتكامل وأيقونة الثورات أيضا بل ونبراس الضوء الذي يقاس عليه شرف المجتمع وحريته واحترامه وكيانه؛
فالمرأة المصرية هي من أعطت إشارة البدء في كل مكان ميدان لتبدأ الثورة بحماسها ولافتاتها ولفتاتها.
** وتمر السنون لنعلم أن دموع جداتنا هي من صنعت الكبرياء الذي نحيا عليه الآن وأن دورنا قد آن لنحمل نحن نفس الراية وفي نفس الاتجاه، حماية مقدسات الدولة.
** ولايمكن لي أن أختم مقالي دون توصية للمجتمع الذكوري بأن يحافظ على أيقونته النسائية بكل غالٍ وثمين كي لا يفقدها في يوم لا ينفع فيه الندم:
1-حافظوا على نسائكم ولا تهدموهن معنويا
2-ارسموا طريق بناتكن وازرعوا في عقولهن أهمية الثقافة والتعليم وتابعوهن وشاركوهن أحلامهن واستوعبهن كي لا تفقدوهن في طريق الحياة القاسي.
3-تجنبوا الإساءة الأدبية لأي فتاة فكل ماتفعله في بنات غيرك سيرده الله لك في أعز نسائك.
تحية لكل سيدة مصرية في اليوم العالمي للمرأة فلو لم تكن المرأة المصرية ماكان العالم ولا سيدات العالم.
تحية لثرى نساء خالدات رحلن بأجسادهن وتركن للتاريخ مايخلدهن حتى نهاية الحياة.
وكل عام ونحن بخير
تحيا المرأة المصرية.
                                                                                      د.نورهان بسيوني

الثلاثاء، 9 فبراير 2016

حسام عبدالقادر: على مسؤوليتي؛ عضوية النقابة شروط وضوابط

أكد أستاذ حسام عبدالقادر الصحفي بمجلة أكتوبر والمستشار الإعلامي بمكتبة الإسكندرية أنه هناك ضوابط وشروط للحصول على عضوية نقابة الصحفيين وليست كما يزعم البعض سهلة أو ليس لها ضوابط.
 كان ذلك من خلال لقائه اليوم بشباب الإعلاميين والمتدربين بورشة العمل الصحفي الذي تنظمه أكاديمية القادة للإعلام بالإسكندرية وبحضور الإعلامية هدى الساعاتي مديرة الأكاديمية،
 حيث ناقش عبدالقادر من خلال المحاضرة بالورشة أهمية معرفة الفرق بين الحصول على عضوية نقابة الصحفيين والحصول على عضوية نقابة العاملين بالصحافة والطباعة والنشر والذي يكتب على بطاقة عضويته لفظ "صحافة" حيث يعتبر الأخير من المتعاملين مع الصحف والمجلات ولكنه غير صحفي.
وأشار عبدالقادر في لقاءه بالشباب في الورشة أن أهم الشروط هو أن يكون الصحفي معينا تعيينا دائما ومؤمنا عليه في مؤسسة تابعة للمجلس الأعلى للصحافة أي في جريدة حكومية أو حزبية أو خاصة وليست جريدة من حاملي الترخيص الأجنبي، والتي تنشأ خارج مصر بعيدا عن قيود وشروط الصحافة المصرية. 
واستعرض عبدالقادر خطوات اعتماد الصحفي بالنقابة حيث يخضع ورقه للفحص والدراسة القانونية في "لجنة القيد"  ثم تتم مقابلته الشخصية وبعدها يوضع تحت التدريب لمدة عام لخريجي الإعلام وعامين لغيرهم حتى يتم تعيينه بعد إثبات كفاءته.

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...