الاثنين، 30 سبتمبر 2013

تلك الطفلة... الهمسة الرابعة


تلك الطفلة التي هي أنا...بدأت حياتها في بلاد جديدة لا تدري عنها شيئاً سوى محيط والدتها وأختها الصغيرة ينتظرون عودة الأب كل يوم من عمله ليجتمع شمل الأسرة على مائدة الطعام، حيث الانتماء الوحيد الذي بقي لها بعد وداع الوطن، انتماء الأسرة.
تلك الطفلة التي هي أنا... مازالت تذكر وجع البعاد، نعم لايوصف هذا الإحساس إلا بوجع البعاد.
رغم أني أحببت سلطنة عمان، أحببتها جداً لكني لم أستطع يوماً أن أنسى وطني الحبيب مصر أمي الكبرى.
تلك الطفلة التي هي أنا ...تعلمت ألا تترك الوطن أبدا مادام الوطن لم يتركها فقد صرت أخاف (وجع البعاد)
حين كنت أقرأ عن أبطال تم نفيهم وأحباب تركوا أرض الوطن عقابا على إخلاصهم كنت أنقم على من حرمهم هذا الإحساس الرائع لأن الوطن غير أي شيء في الدنيا والانتماء إليه هو أسمى شعور يمكن لأي إنسان أن يشعر به.
تلك الطفلة التي هي أنا... حزينة تنظر من النافذة عليها تجد نفس البحر...بحر الإسكندرية، لكن أنى يكون هذا والوطن غير الوطن والقارة غير القارة والناس غير الناس.
تلك الطفلة التي هي أنا ... تحن إلى ضجيج الشوارع وصراخ الأطفال في حضانتها التي تركتها...تحن لأصدقائها الصغار وحفلات أعياد ميلادها المميزة وصورها التي كانت تحب أن تخطفها في لمحات فنية بريئة على قدر طفولتها.
كان كل مايربطني بوطني في الغربة المسلسلات والفوازير وألف ليلة وليلة، كم تتذكر تلك الطفلة من معانٍ وطنية زرعها الإعلام المصري- يوم كان إعلاماً- والفن المصري – يوم كان فناً- لقد زرع في أعماق أعماقها ذلك الشعور بمعنى مصر.
وكم تتذكر تلك الطفلة ...التي هي أنا أحاديث والدها الممتعة عن مصر وحرب أكتوبر ونصر المصريين، وماحدث بعد ذلك من تطور في المجتمع المصري، لقد ربطنا والدي بمصر بشكل قوي متين لدرجة أني كنت أعشق هذه الأرض الطاهرة وأكثر أحلامي في الغربة كانت عن مصر الحبيبة.
كم يفرط الآباء في حق أبنائهم حين يهملون غرس معنى الانتماء الوطني فيهم ويستبدلونه بمعانٍ شخصية وكرهٍ للأهل ومحاولة جذب الطفل لطرفي الأسرة  لكسبهم في صف من الصفين، أو لطائفة متطرفة تقصي الآخرين من أبناء الوطن؟!
 إنها مصر أرض الكنانة والحضارة والأمل، أرض مقدسة طاهرة لايساويها وطن.
تلك الطفلة التي هي أنا...ستدخل الآن المدرسة،،،،ومع حديث المدرسة الذي يطول في وطني الثاني سلطنة عمان أستكمل سنوات الشقاء الدراسي والتفوق التي بقيت كالذكرى العطرة بداخل تلك الطفلة....التي هي أنا

 د.نورهان بسيوني


الجمعة، 27 سبتمبر 2013

مكانك في القلوب ياجمال

28 سبتمبر- ذكرى رحيل الزعيم

اليوم وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على رحيل أعز الرجال....الرئيس والابن البار لمصر والرجل الأكثر عشقا لها نتذكر معا هذه المشاعر الطيبة فإن الجسد يفنى ويبلى وتبقى الروح بين محبيها.
لم أعاصره يوما وإنما ولدت بعد وفاته بقرابة العشر سنوات ولم أشاهده وجها لوجه، ولكني عرفته وعرفت من هو وكيف هو؟!
عرفته من كلمات حزينة من المفكرين الذين عاصروه، ومن عيون السياسيين الدامعة ممن عملوا معه ومازالوا على قيد الحياة، ومن أحاديث الفنانين الذين تحدثوا عنه، ومن صوره في رفقه بالإنسان والحيوان وشعوره بكل ماهو ثوري وبالأخص...بكل ماهو مصري.
وعرفته أكثر وأكثر من دموع أمي التي لم تجف حتى الآن حزنا على رحيل الأب الأكبر لجيلها والتي تنهمر كلما شاهدت جنازته كأنه توفي اليوم.
كنت دائما أتساءل لماذا يحبه جيل آبائنا كل هذا الحب رغم علامات الاستفهام الكثيرة المثارة في عهده؟! ولماذا نشأتُ في عائلة وجدت معظمها ناصريا ينتمي لهذا الرجل بقلبه؟!
وعندما بحثت في حياة هذا الزعيم وجدت الكثير والكثير من التضحيات من أجل الوطن والكثير والكثير من العطاء من أجل صناعة ثورات العالم كله، لقد ترك الزعيم جمال عبدالناصر بصمة في كل أرض وفي كل بيت وفي كل قلب.
حين تنظر لعيون الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وهو يغني له تجد من العشق والتعلق والحب مالاتجده حين يغني غرامياته المشهورة.
حين تنظر للمفكرين والأدباء الذين عاصروه تجدهم يتعصبون إذا أخطأ أحد في حقه كأنك تسب أباه أو أعز مالديه.
حين تنظر لعيون الرؤساء الذين عاشوا معه تجد أنه كان بمثابة القدوة والأخ الأكبر لهم جميعا، وتكفيني صورة أنديرا غاندي تبكي فرحا لأنها قابلته.
لقد ساهم جمال عبدالناصر في صناعة جزء كبير من تاريخ العالم العربي وليس مصر فقط، لقد علّم الكثير من الشعوب معنى الحرية وعلم آخرين كيف يصنعون أقواتهم وأقوام أخرى كيف يرتدون الأحذية بعد أن كانوا حفاة.
 لقد عجب البعض -ولم أعجب- حين رأيت الكثير من الثورات في بعض الدول العربية ترفع صورة جمال عبدالناصر رمزا للحرية رغم أن لديهم العديد من الزعماء ممن سبق أن نادوا بالحرية في تاريخهم ولكن في وقت الشدة يعرف الرجال ورجل الرجال هو من علمهم جميعا كيف يكونوا رجالا...جمال عبدالناصر
لم يكن جمال عبدالناصر رجلا عاديا وإنما كان ابتسامة وقوة وحق وإذا اجتمعت هذه الصفات في رجل فانتظر ماسيصنع في تاريخ الأمم، وللأسف لم تنجب الأمم العديد ممن يحمل هذه الصفات رغم أني أتذكر جملته التي ظل يرددها حين حاول الإخوان المسلمين اغتياله لمنع صوته من الوصول للعالم ومنعه من تحقيق الوحدة التي تعتبر ضد مصالحهم الشخصية، كان يردد (إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبدالناصر)
نعم يازعيم نحاول أن نتعلم منك الكثير ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فأنت كنت نموذجا للحب المصري الأصيل وللحس الوطني العميق الذي لم يتسم به الكثير,
كنت تقول لن يحكم مصر إلا رجل منها يحبها ويقدم لها العطاء ولكن مصر عانت كثيرا لأنها لم تجد رجلا مثلك يقدم لها ماحلمت به من أجلها،كنت بسيطا كريما أبا حنونا، وكنت زعيما.
الزعيم جمال عبدالناصر بصمة لن تنسى في تاريخ مصر، رحمك الله يازعيم يا أعظم من أنجبت مصر.
 د.نورهان بسيوني 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(5)

مقال الخميس26  سبتمبر 2013
مازلت أتحدث وأوجه كلامي لكل العرب وربما لكل العالم، إننا كعرب وكمصريين نواجه مايسمى حرب الجيل الرابع وهي حربا تختلف في نوعية أسلحتها عن الحروب السابقة حيث أنها تعتمد على مايسمى (عناصر الحرب) وهي خطة توضع على هيئة خطوات جزء منها يتم تنفيذه بانفراد وجزء آخر يتم تنفيذه مع بعضه.
وكان العنصران الأوليان هما الإرهاب وتكوين قاعدة إرهابية من جنسيات مختلفة هما محور مقالي الأسبق وما قبله لكي نفهم أن هدف هذه الحرب استهداف الشعوب عن طريق ضعف الحكام وضعف الأمن الوطني للدولة، وزراعة قواعد إرهابية لاتنتمي لشئ إلا لفكرتهم القاتلة، وكل ذلك طبعا لايصب إلا في نهر واحد هو (مصلحة الأم الحبيبة أمريكا وابنتها إسرائيل).
ثم استطردت في المقال السابق وتحدثت عن العنصر الأهم والذي ينفذ وحده ولكنه تقريبا المنظم الرئيسي لكل العناصر الأخرى، ألا وهو الحرب النفسية عن طريق الإعلام وهي حرب المعلومات والتي تستهدف الشباب، وذلك لأن الشباب هم الأسرع نشرا للفكرة وللمعلومة لخبرتهم الحديثة في عالم الميديا بكل أنواعها.
وعندما قمت بتحليل الموقف، موقف الشباب وما أوصلهم لهذه المشكلة وجدت أن المشكلة الاقتصادية التي حدثت في مصر نتيجة الأخطاء الإدارية للحكومة السابقة من أول الثمانينيات من القرن الماضي تسببت في غياب كامل للأب وجزئي للأم عن المنزل وبالتالي تركوا الأبناء للإعلام الذي تم توجيهه بشكل سيء لخدمة نفس الفكرة، وقدمت حلا لذلك ألا وهو أن نتعلم –كمصريين- كيف نوفر في مواردنا الاقتصادية في المنازل ونعود لما كان عليه أجدادنا من الاكتفاء الشبه كامل في كل أسرة وبذلك نحقق هدفين أولهما أن نوفر المال لما يرتقي بالأسرة لوضع أفضل وثانيهما توفير الوقت لتربية الأبناء وانشغال الأبناء في إدارة البيت مع الآباء فلانتركهم للإعلام كما يحدث الآن.
هذا حل أجده أساسيا ولو اعتبره البعض خياليا لكني أعتقد وربما أكاد أجزم أن ذلك أفضل بكثير مما نحن عليه الآن من تفكك أسري وعدم وجود فكرة ذات قيمة تجمعنا معا، كانت هذه هي أول مشكلة أناقشها من مشاكل الشباب التي شاركت في غرس فكرة التلاعب النفسي  وحرب المعلومات، لأنها ولو اعتقدنا ظاهريا أنها ليس لها علاقة إلا أننا لو تعمقنا فيها لوجدناها أساس انصراف الشباب عن أسرهم لعدم وجود رقابة وتركهم لأجهزة تزرع فيهم أمورا لانعلمها إلا بالصدفة.
المشكلة الثانية التي أوقع الغرب فيها الشباب ليكملوا حربهم على مصر هي فقد الثقة في الحكام وفي رموز الوطن، إن الحكام كانوا سابقا من مقدسات مصر وكان لهم احترامهم حتى لو قدموا لهم النصيحة فكان لها حدود ولو حتى قاموا بخلعهم لم يكونوا يصلوا كشعب إلى مرحلة السب والشتم، ولكن مع دخول الدولة الحديثة التي صنع النظام الجمهوري بها بعض المشاكل رغم إيجاده حلولا كثيرة لم تكن موجودة في دولة الملوك إلا أن التطاول على الحكام في الفترة الحالية أصبح دينا وديدنا، ولا ألوم الشعب وحده على ما صرنا فيه ولكني ألوم من وضع نفسه محل سخرية واستهزاء قبلهم بأخطائه وتجاوزاته واستفزازه لمساكين لم يطمعوا إلا في لقمة عيش شريفة بدون إهانة للكرامة.  
إن مصر قد عانت في السنوات السابقة مايجعلها غير قابلة لتحمل المزيد من هراءات الحكام وافترائهم على شعبها، وخاصة حين بحثنا فوجدنا أن كل هذه التجاوزات كانت بترتيب مسبق مع أعداء واضحين للوطن لايمكن أن يحبوه ولا أن يساعدوه للنهوض أبدا، ورغم ذلك قام حكامنا بالتعاون معهم، لايمكن طبعا أن نصف ذلك بأنه سذاجة منهم فهم ليسوا بهذه البراءة ولكنها –للأسف- مصالح شخصية قدمت على مصلحة الوطن وهذا ما جعلهم يسقطون من أعين الشباب المصري فخرجوا بالثورات وأعلنوا رفضهم لسياسة مقادة بعدو خارجي.
وكانت الجزئية الأخرى من المشكلة هي رموز الدولة أو الأبطال القوميين الذين قدموا حياتهم ثمنا لوطنهم، لقد ساهم التعليم الموجه والإعلام الموجه أيضا في طمث بطولة هؤلاء الأبطال حتى أننا كشباب لانعلم الكثير عن الثورات القديمة والأبطال الذين تم نفيهم من أجل كلمة حق في يوم ما، لنتعلم منهم ولنحذو حذوهم، أين هؤلاء من كتب التاريخ والقراءة والمجتمع؟ حتى لو ذكروهم فيذكرونهم على استحياء ويمرون على ذكراهم مرور الكرام، ولم يكتفوا بذلك فقط بل من جرمهم الشديد وضعوا قدوات فاسدة مكانهم من أصحاب المسابقات الغنائية والرقص، حتى الفنانين المحترمين قاموا بتشويههم واختلاق فضائح زائفة لهم ليضعوا مكانهم فاسدين لاينتمون للفن بشئ، كل ذلك قاموا بفعله ليقدموا للشباب وجبة فاسدة من الإعلام والتعليم مصبوغة بصبغة صناعية من المظاهر الكاذبة ومليئة بالدمار والشهوات التي لاتخدم إلا نفس المصالح، لذلك أصبحنا نجد أن كل رمز يخرج للناس يحب مصر وليس له أي هدف إلا ذلك يقوم بعض الشباب المغيب بتشويهه .
حتى أصبحت سياسة التشكيك والتشويه هي أساس التعامل بين الشباب حتى وصلوا للشرفاء من رجال الجيش والشرطة وقادتهم، فقاموا بتشويههم والتشكيك فيهم واختلاق فضائح كاذبة لهم وهم بذلك عميان لايعلمون أنهم مساقين من الأعداء الذين يضحكون عليهم لأنهم كالدمية الموجهة بجهاز التحكم عن بعد.
ونصيحتي التي أوجهها وكما تعودت أني لاأحب النهاية المفتوحة فوضع البلد الحالي لايكفيه عرض مشكلة والتحسر عليها وإنما يحتاج لمزيد من الاهتمام والتعقل ومحاولة المشاركة في إيجاد حل منطقي، رسالة للآباء والأمهات، اتركوا المسلسلات والأفلام وافتحوا كتب التاريخ لأولادكم تابعوا مايتم بثه من أكاذيب في التعليم ولو وجدتم خطأ قدموا شكاوى مجمعة في مجالس الآباء وارفعوها للأعلى فالأعلى حتى تصل للرأي العام، احكوا لأولادكم عن أبطال مصر الشرفاء ولا تتركوا آذان أولادكم للشارع والإعلام يقلب فيه كيف يشاء.
نصيحة للمعلمين عززوا موقفكم كمربين للأجيال وابحثوا عن الخطأ أو التقصير في سرد التاريخ المصري وقدموا اقتراحات وحلول أو ضعوا لمساتكم داخل الحصة حتى يتم التغيير الجذري واعلموا أن الانحرافات الفكرية والدينية التي صنعها شواذ التفكير من الشباب في الفترة السابقة وهم يعتقدون أنه الإسلام أنتم مسؤولون عنه من البداية لأنكم أول من قصر في عمله
نصيحة للإعلام، اهتموا بالقدوات والرموز الوطنية أكثر من ذلك ولاتنساقوا خلف الصفقات الإعلامية التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة واعلموا أنكم تزرعون خبثا ستحصدونه من إفساد أجيال جديدة.
نصيحة للشباب، أنتم أمل مصر والمستقبل يصنع من أجلكم فاتركوا ما يلفت الانتباه من مسابقات وسخافات وألوان زائفة وانتبهوا لوطنكم قبل أن يسرقه غيركم بتغييبكم وصناعة قدوات فاسدة لكم.
هذه هي ثاني مشكلة تسببت في انتشار حرب المعلومات النفسية التي تعتبر ثالث عناصر حرب الجيل الرابع
وللحديث بقية،،  

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(4)

مقال الخميس19 سبتمبر 2013

مازلنا نتحدث عن عناصر حرب الجيل الرابع التي تختلف في مضمونها عن باقي الحروب السابقة لأنها تستخدم أدواتها من أدوات هذا العصر وعناصرها مما يتناسب وإقناع القاعدة العريضة من المجتمع في هذه المرحلة من عمر الأرض.
ولو نظرنا للقاعدة العريضة من الشعوب المستهدفة وهي شعوب الشرق الأوسط ومصر تحديدا لوجدنا أنهم الشباب ولذلك كان حتما ولابد أن يتم غزو الشباب وإضعاف إرادتهم لتتم السيطرة شبه الكاملة على هذه الشعوب وعلى الشعب المصري خاصة.
وسأل المجرمون أنفسهم سؤالا هاما: كيف يتم غزو العقلية المصرية ؟
فكانت الإجابة بمنتهى الطبيعية: علينا تحليل عقلية الشباب في هذه المرحلة وبعد الألفية الجديدة لنصنع لهم أسلحة تتناسب وعقليتهم وذلك ليتم لفت الانتباه لها دون أن يلحظ أحد مايتم من إجرام، وهنا ظهر العنصر الثالث من عناصر حرب الجيل الرابع:
3-حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي
بتحليل شخصية الشباب فيما حول نهاية القرن الماضي وبداية الحالي وجد الأعداء أن شبابنا اتسم بصفات تختلف عن جيل الآباء والأجداد
1-فقد الثقة بالحكام وفي الرموز القومية للبلد، وبدأ في التجرؤ عليهم
2-اكتشف أن أهله قاموا بتربيته على قيم ومبادئ تنتمي لعهدهم القديم الذي اعتبره في ظل التقدم تخلف ورجعية ففقد الشعور بأن له كبير يوجهه
3-نتيجة للانفتاح على العالم والميديا المعلوماتية من فضائيات وإنترنت وهواتف محمولة اكتشف أمورا أكبر من سنه وبدون رقابة وشعر بالاحتياج لها في سن أكثر حداثة من الأجيال التي تسبقه
4-فقد معنى الانتماء للوطن والدين نتيجة عدم التوجيه في المنزل والمدرسة والجامعة فأصبح ينجذب لرونق الخارج أكثر من مضمون الداخل
5-انتهت القراءة من حياته ففقد لغته وهويته والأسس الحقيقية لكل حياته وباختصار؛ فقد مبادئه
هكذا كانت نتيجة الرؤية التي رآها الغرب لمجتمعاتنا العربية كعناصر مشتركة لاندثار شرقيتنا مع وجود اختلافات طفيفة بين البلاد وفقا لطبيعة كل بلد.
ومن هنا جاءت الخطة الشيطانية للسيطرة على الوطن العربي وأوله وأهمه مصر الحبيبة، وضعوا خطة تستهدف الشباب الجميل الذي يحمل طاقة تحمي وتصنع وترقى بمصر لأكثر مما كانت فيه في عصرها الذهبي السابق فنزلوا بالشباب لمرحلة أقل مايقال عنها أنها مرحلة انحطاط فكري وأخلاقي وديني لايختلف عليها أحد.
**بدأت الخطة بأن قاموا بإلغاء وتحقير الشخصيات والرموز الوطنية في المجتمع ومحاولة التعتيم عليها وساعدهم في ذلك الحكام الظالمين الذين بأخطائهم استطاع الغرب منعهم من أداء دورهم الوطني في الحماية الثقافية لمجتمعاتهم خوفا من نشر فضائحهم، فباعوا الوطن بمصلحة النفس.
** كانت الخطة أن يتدخل الغرب في اقتصاد الوطن ويقنعوهم بما يسمى خصخصة القطاع العام وكذلك السيطرة على الاستيراد بحيث تزيد أسعار المستورَد فبالتبعية يزيد سعر بيع السلعة، وكل السلع على هذا الحال فيجد الأب نفسه بحاجة للنزول للعمل مرتين في اليوم وربما ثلاث عائدا بضغط نفسي لايستطيع معه سماع كلمة واحدة عن شكوى أو تعديل سلوك أو تقويم أبناء، وتم تغيير الإعلام ليصبح ما يسمى (الإعلام الموجه)
فبعد أن كان الفن يصنع رسالة قوية في دعم الأسرة وصنع سينما يجتمع عليها الجميع ليضحكون ويستمعون لسيناريو أشبه بالوعظ له هدف يخرجون منه بمبادئ جديدة في حب الوطن والأسرة وربما الدين، تغير السياق إلى ملابس جديدة وديكورات غربية وغرس معنى أن المال يأتي ليصنع السعادة، وأن من يعيش بلا مال هو ميت بجسد حي.
فخافت المرأة على أولادها ألا يصبحوا في مكانة راقية حين يكبروا، فوجه المجتمع كله هدفه للمال ولمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتآمر الإعلام والحكام على الشعب المسكين، فنزلت المرأة للعمل لتحقق الرفاهيات التي علمها الإعلام أنها بدونها ستصبح حقيرة أمام باقي النساء وتبرجت المرأة التي رأت نماذجا شتى في اتجاه الأزواج لغير زوجاتهن نتيجة الضغط الإعلامي وعدم الرضا بشئ فقد كانت الخطة صنع شهوات عديدة في المجتمع مع صنع عراقيل دون وجود حلول،
لأن الجائع عبد لصانع طعامه ولمن يرضي شهوته، ودخل المجتمع العربي وخاصة المصري في دائرة مغلقة بين رجل مطحون يعمل ويعمل بلا مقابل يرضيه لأن أسرته ارتفع معدل إرضاؤها، وزوجة فقدت الثقة بنفسها نتيجة غياب زوجها عنها وغيابها عن عينيه فترة طويلة لعمله ولعملها، وأطفال ضائعين غرقى مابين الضفتين.
وينظر الرجل الأشقر بغليونه المستفز لخارطة مصر الحبيبة وينفث فيها دخان سيجاره وقد بدأ يشعر بالرضا لما أحدثه في المجتمع من تصدع.
عند هذه النقطة الأولى من مشاكلنا أقف وعلى غير العادة من التحسر على الوضع وترك النهاية مفتوحة أقدم حلا لأني –كإعلامية متواضعة- أفضل أن أساهم في تغيير هذه الثقافة التي وصلت لمرحلة الأمر الواقع المرير والذي يجب أن نرفضه ونحن في اتجاه مفصلي لتغيير مصر والتقدم بها.
نحن لانحتاج لدموع وتعزية ولكن (عن الإعلام أتحدث) نحتاج لتغيير صيغة الإعلام تغييرا كاملا، نريد خارطة بالقلم الرصاص لكل وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وإنترنت ونمسح بالممحاة كل خطأ تسبب في انحطاط أجيالنا، ونضع مكانه نقطة تفاؤل.
**لنعلم المجتمع كيف يصنع غذاؤه ويوفر نفقاته ونعلم الزوجة كيف تقترب من زوجها وتحاول أن تعيش مشاكله ورغباته، لنقلل نسبة الاستفزاز في السكن والثياب لنقدم للمجتمع نموذج الطبقة المتوسطة التي أوشكت على التلاشي بفعل ضغوط المجتمع.
لو فعلنا ذلك وحاولنا كشعب توجيه الإعلام بدلا من أن يوجهنا هو لاستطعنا أن نصلح جزءا كبيرا من الفساد والتصدع الذي حدث بداخلنا ولأنقذنا مايمكن إنقاذه.
هذا هو أول اقتراح لأول مشكلة في ثالث عنصر وبذلك نوجه ضربة إعلامية للغرب في حرب الجيل الرابع.
ونستكمل الحديث الطويل في هذه النقطة خاصة في المرة القادمة.
وللحديث بقية،،

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

تلك الطفلة...الهمسة الثالثة


تلك الطفلة التي هي أنا...ورحلة الانتزاع النفسي من قلب الحبيبة مصر إلى مجهول لم أعرفه...إلى وطن آخر بمعالم أخرى ومصطلحات جديدة ولهجة غريبة وإحساس مختلف.
تلك الطفلة التي هي أنا....
حين أخبرتني أمي أننا سنلحق بوالدي في سلطنة عمان لم أكن أعرف هذه البلد ولم أكن أعرف كيف سأعيش فيها، لم أكن أعرف شيئا لأني كنت في سنين عمري الأولى...كل ماكنت أعرفه أني سأفارق الأهل والوطن إلى مجهول لا أستطيع رسم معناه في ذهني.
تلك الطفلة التي هي أنا...صعدت على سلم الطائرة بيديها وقدميها خوفا من تلك العملاقة التي تقف شامخة في وجه الرياح والتي ستعلو بي فوق العالم...ولكنها لم تعلُ بقلبي فوق مصر.
تلك الطفلة التي هي أنا ...ولحظة الوداع للأهل والوطن، طفلة تنظر لوجوه لن تراها إلا بعد عام، وتودع ذكريات الوطن الذي ليس كأي وطن، تودع مصر.
مازالت بداخلي تلك الطفلة ...التي هي أنا، حين جلست أنظر من نافذة الطائرة لأشاهد ولآخر مرة معالم مصر تختفي من أمامي وربما حاولت أن أضع يدي الصغيرة على النافذة محاولة الإمساك بآخر منظر لمصر ظنا مني أنني أحتبسه في ثنايا تلك اليد الصغيرة وأنه لن يفلت أبدا ليظل آخر ذكرى لعشق وطني الذي لن أراه قبل عام.
كان أبي هو الهدف الوحيد الذي كنت أفهمه وأرجوه من تلك الرحلة، وكانت رؤيته هي الشئ الوحيد الذي يسعدني، ولكني أذكر وقتها دموعي المختلطة برحيق الوطن، وشجوني التي اخترقت السحاب مع جناحي الطائرة والتي ظلت ترافقني طوال حياتي بعيدا عن وطني.
آه عليك ياوطني، آه عليك يامصر، إنك لست أرضا ولا ترابا ولكنك كيان يتشكل بداخلنا ليشارك في صنع ملامحنا،،،
تلك الطفلة التي هي أنا ...ظلت تحمل ملامح هذا الوطن والشوق إليه حتى عادت لتكمل حياتها فيه، كنت أبتسم حين يقولون (الفتاة المصرية تنجح، الفتاة المصرية الطالبة المثالية، الفتاة المصرية متفوقة)
كنت أشعر بنسيمك ياوطني في كل حياتي كأني فيك بل وأكثر، فإن من يفارق هذه الأرض خاصة في صغره يشعر بقيمتها أكثر ممن نشأ فيه، ومن يغني نشيدا غير نشيد بلاده يفهم معنى مفردات نشيدها الوطني أكثر ممن تعلم أن يستدعيه من اللاوعي ربما دون أن يدرك مايقول.
تلك الطفلة التي هي أنا...الآن في سلطنة عمان ورحلة الطفولة والشباب



الخميس، 12 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(3)

مقال الخميس 12سبتمبر 2013
بعد أن علمنا أن مايحدث الآن من خلل في المجتمع وسيطرة غريبة على بعض العقليات هي مايسمى حرب الجيل الرابع، وعرفنا أن الهدف الحقيقي وراء هذا النوع من الحروب لايخدم إلا أمريكا فقط لأنها أفضل من يستخدم هذه الطريقة الغادرة في مواجهة الأمور فهي دولة تحارب اللادولة بل تحارب الشعوب كلها من أجل تحقيق سلطتها ومصالحها عن طريق عناصر يتميز بها هذا النوع من الحروب وناقشنا مسألة الإرهاب كأول عنصر من هذه العناصر وكتأريخ لهذا التاريخ 5 سبتمبر 2013 وهو الخميس الماضي عجبت أني بعد كتابة المقال حدثت حادثة محاولة اغتيال سيادة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية،ورغم حزني لما حدث لأنه رجل محترم ومن أفضل وزراء الداخلية إلا أني اعتبرت الحادث تصديقا على كلامي حول الإرهاب وهذا يعني أننا فعلا نعيش هذا النوع من الحروب.
واليوم نلقي الضوء على العنصر الثاني من عناصر حرب الجيل الرابع وهو
2- قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات
كما قلنا في المقال السابق أن لكل حادث لابد من محدث ولكل إرهاب عناصر وقواعد إرهابية تحميه، لذلك فقد كان مهما أن يتم وضع قاعدة إرهابية في مصر كمنفذ ومستقبل لخطط الإرهاب الدولية التي تتم ضدها ومن المؤكد أنها قاعدة غير وطنية فمن يريد تدمير الوطن لايمكن أن يمت له بأي خيط من الوطنية بل هي طائفة لاتحترم الحدود ولاتؤمن بها تريد غطاءا أمنيا لها ولو لم تستطع تستخدم الغطاء الديني بدلا منه.
وهي قاعدة لاتحترم الأسلاك الحدودية ولاتهتم بأن يجتمع الشعب على كلمة واحدة بل لاتهتم بأن يعيش الشعب أو يموت أصلا، فالمصالح هي الغاية المرجوة وراء هذا العبث وهي الهدف الحقيقي الذي تسير عليه خططهم، وكان لزاما أن تكون من جنسيات متعددة لكي لاتجمعهم إلا وحدة المصلحة فلو جمعتهم وحدة الوطن أو غيره لتغيرت انتماءاتهم وبالتالي تتغير قناعاتهم وهذا مالايريده الغرب وبالتحديد أمريكا التي بنت نفسها بتعدد الجنسيات على أنقاض جثث أصحاب الأرض الحقيقيين وهم الهنود الحمر.
ولو طبقنا هذا العنصر على مايحدث الآن في مصر لوجدنا أنه يتم تنفيذه بجدية، فكلما حدثت جريمة يقتل فيها مصريون من المدنيين أو من الجيش تجد أن وراءها تنظيم القاعدة أو كتائب القسام أو منظمة حماس، وهذا يعني أن هناك قاعدة إرهابية في مصر متعددة الجنسيات فعلا تستهدف الأمن القومي لمصر ولا تريد تحقيق شئ إلا وفقا لخطة تجمعهم جميعا.
والدليل أن كتائب القسام في يوم الجمعة 6 سبتمبر 2013 نظمت مسيرة اعتراض على مايحدث في مصر ورغبتها لعودة مايسمى الشرعية التي لا أدري إلى متى يتمسكون بها وقد تبخرت منهم أصلا، وفي نفس التوقيت تم الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى ولم نر لهم صوتا ولا دمعة واحدة على قدس الأقداس،
وهنا أسأل المغيبين الذين مازالوا يعتبرونها حربا على الإسلام، لو أن الجيش المصري يشن حربا على الإسلام، فعلى أي شئ يتم اعتداء اليهود في فلسطين؟ أم أن حماس والقسام لاتثور إلا من أجل مقدسات الإخوان في مصر؟!
إننا لانهاجم جبهات جهادية تريد نيل الشهادة ولانهاجم مساكين يقومون برد الفعل لما يحدث لهم من أفعال ولكن بالعقل والمنطق والحجة القوية، على أي أساس توجد جنسيات أخرى في مصر تحارب وتقتل المصريين؟
على أي أساس قام المخلوع بإعطاء الجنسية لغير المصريين وسمح لهم بالحياة في مصر؟
على أي أساس تقوم جماعة تسمي نفسها (أنصار القدس) وهو اسم غاية في الشرف ، وتعلن مسؤوليتها عن قتل جنود شرفاء في الجيش المصري اعتراضا على أن مصر تحارب الإرهاب؟!
إن مصر دولة عظيمة لها شأنها ولها طبيعتها الخاصة ولها أبناء يأكلون من يقترب منها كما يفعل مصاصي الدماء بأعدائهم، ولكن أبناءها شرفاء لايعتدون على أبرياء ولم يحاول أحد منهم الاستنجاد بأي فئة من خارج مصر ليحاربوا ضد مصر، حتى عندما شعر المسيحيون أنهم في خطر سمحوا للجيش المصري بحماية الكنائس لأنهم مصريون وليسوا خونة يصرخون للعالم ولحلف الناتو ليأتي ويجعل جيشهم يركع أمام الغير.
المشكلة أننا رغم كل هذا الكلام مازال لدينا مساكين يعتقدون أنهم مع الحق وأن الحق هو عودة المسلم حافظ القرآن الذي سمحت حكومته بإضافة قناة رقص جديدة للنايل سات، والذي سمح بالكثير من التجاوزات في عهده، والذي كان يحكمنا بالأحلام.
الأمر يحتاج للكثير من الروية والكثير من الجلوس مع النفس وسرد الحقائق والنظر عن بعد....وعن العنصر الثالث والأكثر أهمية في هذه الحرب نتحدث في الأسبوع القادم
حفظ الله مصر
وللحديث بقية،،،

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

تلك الطفلة...الهمسة الثانية

الهمسة الثانية:
تلك الطفلة...التي هي أنا تخطو أولى خطواتها للحياة لتواجه كل لمحاتها وقسماتها،تلك الطفلة...الابنة الكبرى لعائلة كبيرة مليئة بمختلف الأعمار وهي... الحفيد الأول، تراقب كل شئ وتلمح كل الأشخاص وتلتقط التجارب التي تتجمع من كل من حولها.
تلك الطفلة التي هي أنا...تحبو لترى أماً تحبها وتقضي كل وقتها وحياتها من أجلها، تعطيها الحنان وتربيها لتصبح أقرب مايكون للمثالية (المسطرة) التي لاتحيد عن الحق ولو استجداها العالم كله وأثر عليها بكل المغريات تعلمت أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم.
تلك الطفلة التي هي أنا... وجدت أباً يتعلم ولا يكتفي بجهة علم واحدة ذاكر المنهج العلمي والأدبي وكان أول دفعته في قسم التاريخ في كلية الآداب، كانت الكتب أهم عنده من الطعام والشراب بل والحياة بأكملها، كانت القراءة هي الصورة التي انطبعت في ذهن تلك الطفلة عندما تتحدث عن أبيها (بابا=القراءة) و(ماما=المثالية) و(عائلتي الكبيرة=مصر)
تلك الطفلة التي هي أنا....انتبهت لواقع الحياة المرير مبكرا ووصلت لدرجة الوعي قبل باقي أقرانها وفي سن سنتين وأشهر حين ولدت قرة العين الأولى في حياة تلك الطفلة أختي (يمنى) كنت معهم حين تنبهت أن أمي اختارت اسمها ليشابه اسم ابنة عالم جليل على ما أذكر ربما د.عبدالحليم محمود.
كانت تلك الطفلة أختي هي الخير والبركة على عائلتنا كلها بمعنى اليمن والخير والبركات، كانت ومازالت هي الهدوء الذي يسود العائلة بعد صخب الطفلة الأولى التي هي أنا والتي تحب الحديث والنقاش في كل شئ وتسأل عن كل شئ وتبدي رأيا وعمرها ثلاث سنوات لتقترب من أختها فتجدها تبتسم ابتسامة لطيفة جذابة تحبها وتجعلها تصمت لتتابع هذه البريئة في خطواتها الأولى للحياة ولتتعلم لأول مرة أنها لم تعد تلك الطفلة الوحيدة المدللة بل الأخت الكبرى لفراشة بريئة تسعدنا بجمال رونقها حتى الآن.
تلك الطفلة التي هي أنا...دخلت في روضة الأطفال لتتعلم  اللغة العربية والانجليزية والأرقام وزادت في وعيها، فكانت تكتب وتقرأ في سن ثلاث سنوات،تلك الطفلة التي هي أنا..أراها تقف عند شرفة منزلها المطلة على البحر لتسأل نفسها سؤالا واحدا...كيف ستسيرين يا أيامي؟ إلى أين ستحمليني يا أمواج حياتي؟ إلى أي مدى ستصلين يا (نورهان)؟
وكانت تلك الطفلة التي هي أنا...الواقفة تنظر إلى البحر الممتد بلا حدود قد بدأت تكون مستقبلها ولم تكن تعلم بعقلها القليل الوعي –على قدر سنها- أن طموحها سيصبح في يوم من الأيام كتلك المياه الممتدة بلا حدود.

كانت السنوات الأولى في حياة تلك الطفلة هي الهدية التي حباها الله بها ليبدأ القدر في رسم منعطف جديد في حياتها، وكان هذا المنظر من آخر المناظر التي انطبعت في ذهنها لتصبح من الصور القليلة التي رحلت بها عن أحب عشق في حياتها (مصر) إلى الغربة التي غيرت نفسية تلك الطفلة...التي هي أنا

الخميس، 5 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(2)

مقال الخميس 5سبتمبر 2013
تعرضنا في المقال السابق لمقدمة هامة حول الحرب التي تخوضها الكتلة المتآمرة المكونة من خمسة أقطاب على الشرق الأوسط وأهم دوله وهي مصر في المقام الأول ومعها العراق وسوريا، وتكلمنا عن أهمية معرفة المفاهيم التي تستخدمها هذه الدول كشفرة جديدة للتفاهم حول كيفية الإيقاع بدول الشرق الأوسط بما يتناسب ومفاهيم ومكتسبات العصر الحديث، فكما يطور الخير نفسه كذلك يتطور الشر ليحاول التفوق على الخير وتغطيته بألوانه الزائفة الأكثر بريقا والأكثر اصطناعا.
واليوم نتحدث بتفصيل أكثر عن مضمون المؤامرة التي تشنها هذه الكتلة على مصر والشرق الأوسط من ورائها وأكرر أن هدفي هو لفت نظر الجميع خاصة المستخدمين في هذه الحرب من الشرفاء المؤمنين بقضية يعتبرونها تخدم الدين والوطن وهم في الحقيقة أكثر الناس تغييبا لماحدث لهم من غسيل دماغي من قبل هؤلاء المتآمرين.
في ندائي اليوم لكل المصريين اسمحوا لي أن أخبركم أن حرب الجيل الرابع التي حرصت أمريكا ومحالفيها أن تستهدف مصر كحكومة-وذلك لاستغلالها نقاط ضعف الحكام- وأن تخدع الشعب المصري بأنها تساعدهم للوصول لبر الأمان هي في الحقيقة تستهدف الشعب نفسه...كيف؟
إن مشكلة الكتلة المتآمرة على مصر ليست في الأفراد المحدودين الذين يحكمون الشعب المصري لأن هذه الكتلة تدرك تمام الإدراك أن الشعب المصري من عهد الفراعنة إلى الآن هو سيد الدنيا وسائدها ولا يمكن لمخلوق على وجه الأرض إنفاذ أمر وغرس فكرة في أرضه لايريدها الشعب المصري وبات هذا الأمر حتميا بعد الثورات التي برع فيها الشعب المصري وفشل فيها باقي الأخوة في محيط دول الشرق الأوسط، حيث تعتبر مصر هي الدولة الوحيدة التي حافظت على كيانها أمام كل هذه الضغوط التي انهارت بسببها باقي الدول داخليا، وذلك سببه الأساسي جبروت الشعب المصري العريق الذي صنع باقي الحضارات وأشرف عليها وهو الجبروت العاطفي والطغيان الاندماجي الذي يجمع الشعب المصري مهما تفرق عن بعضه، فكان معلما لهذه الحضارات عبر التاريخ وحتى الآن كيف تكون صناعة الشعوب الراقية، لهذا وعودة لحرب الجيل الرابع اعتبرت الكتلة المتآمرة أن هز كيان الشعب المصري داخليا هو الحل الوحيد، لذلك بدأت منذ ثورة يناير تحارب مع الشعب المصري وتقدم العون له وهي في الحقيقة تحاول إعطاؤه السلاح الذي يقتل به نفسه.
إن طبيعة حرب الجيل الرابع تكمن في أن هناك دولة أو كتلة قوية تستهدف اللادولة أي تستهدف كيانا متكاملا غير متكافئ معها في القوة عن طريق نقاط كثيرة ولو نظرنا لهذه النقاط لوجدناها طبقت تماما في مصر ولولا رحمة الله بنا وبأرضنا المباركة مباركة إلهية لوقعنا ضحية هذه المؤامرة من الأم الرؤوم العنكبوتية التي تحتضن في طياتها باقي الإخوة الأعداء.
أحدثكم اليوم عن أول عناصر هذه الحرب ليفيق الناس وخاصة أحبابنا أصحاب المبادئ الحقيقية ولكن من تم تغييبهم باستغلال هذه المبادئ لصالح أعوان الشيطان:
1-الإرهاب: أول عناصر هذه الحرب ومن أهم مرتكزاتها هو أن تحدث هذه الكتلة إرهابا بيد آخرين ثم تدخل هي لكادر التصوير على أنها الحبيبة الغالية والمخلص الرحيم.
وقد شهدنا بعد ثورة يناير وربما من قبلها حادث كنيسة القديسين  وأحداث ماسبيرو وموقعة الجمل ولكل حادث لابد من محدث ومحدث داخلي خائن في هذه الحالة، فطبعا تم استغلال الجبهة المعارضة للثورة وقتها لتصنع ماصنعت بوعد بلفوري جديد بأن سلطتهم سوف تعود.
ولو نظرنا للمشهد السياسي الحالي لوجدناه يكرر نفسه وكذا يفعل التاريخ ويقدم دوره لنا لكننا نحن من لايحسن قراءة التاريخ، إن الإرهاب الذي حدث منذ خطاب المخلوع في 2 يوليو الماضي وهو يلفظ آخر أنفاسه في الحكم والذي جاء ساذجا وهناً ضعيفاً لايفي بأي غرض مطلوب أكثر من تكرار كلمة هزلية تسببت في مجزرة بعدها، ومرورا بإعاثة الفساد بعد خطاب التحرير يوم 3 يوليو، ثم مؤامرات التعذيب والخطف والاغتصاب التي حدثت في معتقل رابعة، ومرورا باستفزاز الجيش عند الحرس الجمهوري ثم أحداث المنصة بعد جمعة التفويض ونهاية بخزعبلات الفض التي أثيرت لاستفزاز الشرطة وبعدها حرق مصر ومذبحة كرداسة والبقية تأتي...
كل ذلك لو طبع بالكربون على كل أفعال العنف التي تحدث منذ الاعتداء على فلسطين واحتلالها عام 1948 وبعدها تنفيذ خطة تضيق الخناق على مصر بكل ماحدث من تخريب حولها في الشرق الأوسط لوجدت الفاعل واحدا، ولكنه يتلون في كل مكان كالحرباء لكي لاينكشف فمرة يدخل بدعوى تعليم السلمية ومرة يدخل بدعوى منع الانشقاق ومرة بدعوى حماية الأرض ومرة جديدة بدعوى حماية الشرعية.
ولكن الله يأبى إلا أن تظل مصر سالمة مطمئنة وأن تظل الأرض التي يدخلها العالم بسلام آمنين ...حفظ الله مصر.
وللحديث بقية.

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

تلك الطفلة...همسات امرأة شرقية

الهمسة الأولى:
مازالت بداخلي تلك الطفلة مهما كبرت سني ورأيتني أدق عقود الحياة عقدا بعد الآخر، مازلت تلك الطفلة التي تشعر أنها لم تتعد سنين عمرها الأولى بنفس الضحكات والهمسات والنسمات، أنا تلك الطفلة التي راحت ملامحها في طيات الزمن لكن مابداخلها مازال غضا صغيرا، هكذا أنا....تلك الطفلة.
في همساتي الأولى أرسم ملامح ولادتي....هناك بعيدا في تلك الفترة العصيبة من عمر مصر.. ولدت في حي الإبراهيمية بمدينة الإسكندرية، يوم الثلاثاء 13 يوليو 1978
،9شعبان 1398، في همساتي الأولى مايضحك ويبكي،،،،
ولادتي كانت متعسرة فأنا الإبنة الكبرى (البكرية) وولدت بعد ست ساعات مع بشائر فجر ذلك اليوم، كانت أمي تصرخ وكان الناس يضحكون ويضحكون...لماذا؟
لأن العيادة التي ولدت فيها كانت بجوار مسرح كوميدي يعرض في تلك الليلة مسرحية (العيال كبرت) ...نعم ولدت معها وارتبطت بها وكلما رأيتها قلت يوم ولادتي، وقالت أمي لا أحبها تذكرني بيوم آلامي الشديدة.
تلك الطفلة التي هي أنا ولدت بمزيج الألم والفرح لتحمل في حياتها هذا المزيج، وكل حياتي التي تلت تلك اللحظات كانت بنفس المزيج.
تلك الطفلة...التي هي أنا ولدت صامتة شبه ميتة لماذا؟ لأن الحبل السري التف حول رقبتي قبل الولادة فمنع الأكسجين من الوصول إلي ويضحكني حين أعرف أن المشاهير فقط يمرون بهذا الأمر...وصمت الجميع من حولي لحظة الولادة حتى انطلقت أولى صرخاتي للحياة تعلن أني قد جئت لهذه الدنيا ....تلك الطفلة التي هي أنا عرفت معنى الصمت والكلام بمزيج آخر يوم ولادتها.
تلك الطفلة التي هي أنا أرادوا تسميتها على اسم جدتها أم والدها كما جرت العادة قديما ولكن أبي وأمي فضلا أن يمنحوني اسما كان جديدا في ذلك الوقت لم يسمعوه إلا في الأساطير (الأميرة نورهان)...فقرروا تسميتي نورهان لأكون من أوائل من تسمى بهذا الاسم الذي كان نادرا في السبعينيات.
ومع مزيج الحزن والفرح، والصمت والكلام، والاسم الفريد من نوعه...بدأت همساتي الأولى في عالم الحياة...وأتوقف عند هذا اليوم لأنهي همستي الأولى ...التي هي أنا...تلك الطفلة


عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...