السبت، 25 أكتوبر 2014

سيدي الرئيس....رفعت الجلسة

الرسالة الرابعة:

قبل كل شئ وقبل أن أستطرد في كلماتي .... سيدي الرئيس هل ترى دموعي؟ هل ترى دموعنا؟ نعم دموعنا تبلل كلماتنا وتسقط على أوراق أبلتها الدماء الطاهرة، أعلم جيدا أنك تبكي بداخلك ولكن قوة القائد استعانت على قسوة الألم بالتحدي فقهرتها ووضعت لها حدا داخليا لا يظهر للعيان.
سيدي الرئيس...إن دموعي التي تراها من خلال كلماتي هي ماجعلتني أخط رسالتي تلك لكم وللرأي العام وللدنيا كلها، ربما كانت فرط خيال وربما كانت لا تضيف جديدا ولكن يكفيني أن أجدد بها دعما طال أمده وتفويضا مستمرا يتجدد بتجدد الصباح والمساء الذي يتوالى علينا بأفراحه وأتراحه التي فاقت حدود التحمل.
إن مصر اصبحت دماء تسيل فوق دماء، ودموعا تودع أحبابا كل يوم، وموتى يودعون موتى، حتى بات كل منا ينتظر نهايته ومصيره في القريب لا البعيد.
ولا أقول ذلك كللا او مللا ولا تعزية الجبان الخائف ولكن اسمح لي أن أحدثك بروح المرأة المصرية التي عاصرتها في كتب قرأتها وتاريخ مصري حافل بأنواع البطولات النسائية المصرية منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم، أحدثك بروح إيزيس التي تفرق جسد زوجها فلم تيأس ولم يغمض لها جفن حتى استعادته كاملا فألهها المصريون من جلدها وصبرها.
أحدثك بروح دولت فهمي التي قتلها أهلها غدرا وظلما لأنها ناضلت من أجل أن تعيش مصر وقبلت أن توصم بالعار مع المناضل عبد القادر شحاتة ولم يتحرك لها ساكن حتى راحت روحها فداء للوطن فسطرت في ثورة 1919 مثال المناضلة التي لا مثيل لها.
أحدثك بروح صفية زغلول المناضلة التي أعشقها والتي أحبت مصر حتى النخاع وشدت من أزر زوجها الزعيم سعد زغلول وظلت تناضل حتى بعد نفيه وبعد موته استمرت لأنها تؤمن أن الواجب لا أن نسجل وجودنا المادي المجسم ولكن أن نصل بمصر إلى بر الأمان والحرية المطلقة، هكذا هي  أم المصريين.
سيدي الرئيس... لا أعترض على حكم الله وأحترم دولة القانون التي سعينا معا يدا بيد جيشا وقائدا وشعبا على إنفاذها رغم أنف الخونة والحاقدين داخليا وخارجيا ولكن.... إلى متى! نعم لا نكل ولا نمل، نعم لا نيأس ولا نلومك على خطواتك لأننا نعلم أنك تعرف ماتفعل، ولكن...إلى متى!!!!!!!!
مصر الأم الرؤوم تناديك بكل قلب اعتصر فيها من الألم، إلى متى! أرواح أحبابنا الصاعدة إلى الله تحتكم إليه على ماحدث فيها من الخونة تسألنا جميعا...إلى متى!!!!!!
ابناؤنا الذين تعهدنا أن نزرع فيهم جميعا حب الجيش وحب الانتماء للقوات المسلحة حتى يكونوا درعا جديدا وجيلا صامدا وصرحا بعد صرح يسألون...إلى متى؟!!!!!
إن المرأة المصرية التي ساندت ثورات وطنها والتي صمدت وابتلعت الألم في دموعها وابتسمت رغم أنفها وأخرجت الأموال من قوتها قد فعلت كل ذلك من أجل مصر، واليوم أجدد معكم عهدا جديدا تناشدك فيه تلك الفتاة المصرية وتلك المرأة الابنة والأم والجدة والأخت والزوجة والصديقة والحبيبة... أجدد معك تفويضا كاملا بأن تستدعينا جميعا لو أردت ، يمكننا أن نكون معكم في أي وقت نساند هذا الموقف الذي لايحصى من مواقف نضال الوطن.
أطالبك سيدي الرئيس الأب الحنون والغالي الوفي الذي لايخون أن تبحث حقا في إمكانية تطهير سيناء وإفنائها من كل من فيها من بشر بعد أن تخليها من السكان إلى أي صحارى في مصر وليتم تهجيرهم وتسكينهم في ثكنات الجيش التي أعتقد أنها تبنى في أي مكان كما حدث سابقا في الحبيبة الباسلة بورسعيد بعد غدر 1967 وإن لم يكن باستطاعة الجيش فلتستوعبهم حياتنا في باقي المحافظات والمدن حتى تكتمل المعركة وتخلى سيناء منهم على وعد بالعودة للديار بعد تنظيف سيناء من هؤلاء الغادرين،
إنها الحرب...نعم أبتاه إنها الحرب، وفي الحرب لا تراجع ولا خوف ولا مراعاة للرأي العام، مع أنكم تعلمون أن الرأي العام معكم يساندكم بل ويطالبكم بالمزيد من العنف مع هؤلاء،
سيدي الرئيس... هل يمكن إنفاذ المحاكمات العسكرية على هذه الشرذمة أو تصفيتهم في مكانهم، ألم ترتكب هذه الجريمة على أرض عسكرية؟ فلم لايحاسب مرتكبيها في محاكمة عسكرية!!!!!!!!!!!
سيدي الرئيس... الشعب يحبك ويقبل قوانينك ويريدك أن تستكمل الطريق بأي طريقة... نحن معك نشد أزرك ونشاركك في أمرك ونتحمل المكسب والخسارة بنفس الروح ونفس الميزان، إنها الحرب وقد عقدنا زمامها معا ومستمرين حتى النهاية فيها معا، فلتفعل ماتريد ولتصفى سيناء من كل من فيها... طهرها، طهرها ولك الثواب والأجر ... طهرها حتى تعيش مصر... ليوأد الإرهاب في مهده فقد أصبح طفلا مشوها لا يملك إلا تعاويذ الشيطان لأنه نتاج فاسد من تزاوج الشر مع الشر وحله المحلل الذي لا اعتراض عليه هو الإجهاض وقتل تلك الروح الشريرة قبل انتشارها.
سيدي الرئيس... اقتلهم ولك الأجر ، لا نريد داعشا في مصر ولا (مسمار جحا) لأمريكا وتركيا وقطر، لا نريد دماء جديدة، نعم كنا نعلم أن المياه الجديدة التي سالت في قناة السويس ستحصد معها أرواحا ينتقم فيها الشيطان منا ولكن لم نكن نتوقع أن تكون النتيجة هي ألا تكون الحرب بعدها!  بلى هي الحرب وأقسى حرب أن تقتل عدوا غير مرئي يتشكل كالحرباء في كل لون وكل دولة وكل جماعة ولكن عين المؤمن تراه كما ترى كلمة (كافر) على جبين الدجال.
مازالت المرأة المصرية تتحدث..سيدي الرئيس...لا تنتظر المحاكمات، لا تنتظر الجلسات والتأجيل والاستئناف...لقد استأنفنا بما يكفي وأجلنا بما يكفي فجاء الأجل قبل أن ينتهي التأجيل... سيدي الرئيس روح المرأة المصرية التي تتعذب اليوم في كل بقاع الوطن على أبناء فقدتهم فاعتصرت ألما حتى كادت أن تفنى من الحزن تناديك أن أسرع ونحن معك ولا تعبأ بما يقول الآخرون.
نعم تملك المرأة المصرية ذلك الكبرياء الذي يجعلها تصمد في النكبات وتبتلع أحزانها وتقوم لتركض وتبحث عن مكانها وسط إخوانها في ساحات القتال والنضال من أجل الحبيبة مصر،
إن المرأة المصرية تنشادك بأن تتقدم ولا تتأخر والله معك ثم جميعنا معكم يدا بيد ولا نريد انتظارا ولا استئنافا ولا تأجيلا

سيدي الرئيس رفعت الجلسة.

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...