الأحد، 11 ديسمبر 2016

تحيا مصر (ج1)...حرما ياسيدي



** في ذكرى المولد النبوي أتذكر أغنية الفنان الراقي علي الحجار (صلينا الفجر فين، صلينا في الحسين)
هذه الأغنية التي تصف حالة الشعب المصري الحقيقي حين صدرت هذه الأغنية وقت أن كان الشعب متدينا بطبعه فعلا وليس بلغة التهكم كما يحدث الآن،
حين كنا شعبا واحدا نصلي في مساجدنا آمنين وكان مرض السرطان الإخواني مازال في مراحله الأولى يحاول الجسد المصري التصدي له بمقاومته بشدة عن طريق خلايا الدفاع المصرية التي كانت تقضي على محاولاته التفرقة بيننا،
كان ديننا قد عودنا دائما أننا بعد الصلاة يدعو لنا من شهد صلاتنا بقوله (حرما) ونرد نحن (جمعا بإذن الله)
فالداعي كان يتمنى لنا أن نصلي الصلاة القادمة في الحرم ونرد عليه بأننا نرجو أن تكون صلاتنا جميعا معا في الحرم.
**هكذا كان الشعب المتدين بطبعه حقا يتعايش ويفهم وينفذ لغة الدين الحقيقية، الدين الإسلامي دين السلام الذي يجعل بيت المسيحي مفتوحا للمسلم وبيت المسلم مفتوحا للمسيحي، كان المسيحي يعزم المسلم في رمضان على الإفطار، والمسلم يصنع الحلوى ويقدمها للمسيحي في عيده.

**الشعب المتدين بطبعه لم يكن يحتاج لشرذمة منحرفة فكريا، وفئة ضالة أخلاقيا لتعلمه أمور دينه، الشعب الذي تربى على يد الشيخ شلتوت والشيخ الباقوري والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ الشعراوي،
لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن دينهم هو تكوين جيش موازي لقتال جيش بلده،
لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن الدعوة الإسلامية هو أن أحكمك أو أحرقك، لم يكن يحتاج لمن يعلمون الناس أن المظاهرات لا تكون من أجل تحرير فلسطين ولكن لنصرة الجبهة الإخوانية المختلة في كل أنحاء العالم.

**ببساطة، دين الله هو الإسلام وليس دين الإخوان ولا دين الإرهاب لأنه كما أن الإرهاب لادين له فالإخوان لادين لهم، وماحدث يوم المولد النبوي اليوم من تفجير الكنيسة ليس إلا عمل متخلف لايمت للإسلام بأية صلة، فلا أظن أن الله السلام يرضى عن أعداء السلام، فمن يروع الإنسانية ليس بمسلم ومن يثير الفساد ليس بمسلم، ومن يقتل الأطفال والنساء ليس بمسلم.

**فالهدف باختصار هو أن يشهر المسلم والمسيحي سيفهما أمام بعضهما ليقاتلا من أجل الحمية الدينية وتنقلب مصر لطائفية ويفرح الأعداء.

**كان الهدف هو أن يغلق المسلم بيته في وجه المسيحي والعكس ولكن النتيجة أن المسلم والمسيحي دخلا بيتا واحدا آمنا تقاسما فيه آلامهما وأغلقاه في وجه عدو واحد فكان ذلك العدو هو الإخوان وهذا البيت هو مصر.

**فلو كان هذا الخائن رجلا لما قتل امرأة أو طفلا، لو كان رجلا لما اغتصب سلام الأبرياء في صلاتهم، لو كان رجلا لما اضطر للاختفاء كالفئران زاعما أنه صاحب قضية وهو كائن رخو لايفهم مايفعل ولكنه منفذ لعمل لايعي منه شيئا.

**لو كان إنسانا لما استحل الدماء وقتل الأبناء، لو كان إنسانا لما شجب واعترض بعد أن أقنع الجميع أنه راض عما حدث.

**لايظن هؤلاء أننا حين ننهي صلاتنا ودعاءنا عليهم أنهم لو قالوا لنا حرما...سيكون ردنا (جمعا) لأننا بريئون منهم دنيا وآخرة، دنيا ودينا، بريئون منهم في حياتنا ومماتنا، ولا ندعو بأن نجتمع معهم في الحرم لأنهم ببساطة ليس لهم أي حرمة حتى في الحرم.

وفي النهاية نموت جميعا والدور أمس كان على إخوتنا واليوم أهلونا وربما كنا نحن من يموت غدا.
ومهما مات من المصريين ستموت الأجيال بأعمارها، ولن يقصر عمر أو يطول بقرار خائن ضال تافه.
سيموتون هم أيضا كالبعير الهالك
وستحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

وللحديث بقية،


عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...