الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

أستاذة داليا زيادة...مازلت أنتظر الرد-ج2


أيتها الحقوقية، أين حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الشعب الحر الذي احتله كيان فسفك دماء أبنائه واستحل نساءه وقتل الرجال فيهم أين حقوقهم أيتها الحقوقية؟!
لماذا تقولين هذا الكلام في هذا التوقيت لماذا؟!
من قال أن إسرائيل دولة معترف بها؟ من قال أنها دولة أصلا؟ هذا الكيان الصهيوني الذي تخلصت منه أمريكا فألقت به في قلب العالم الإسلامي لتضرب عصفورين بحجر واحد، فتتخلص من اليهود وتضعهم رقيبا على مصر فتحقق حلمهم المزعوم بالسيطرة على فلسطين.
ثم من قال أن المصريين يحبون اليهود أو يعترفون بهم وأن الله يحبهم؟ ألم تقرأي القرآن عزيزتي؟ ألا تعلمين أن الله نزع منهم لقب شعب الله المختار لكونهم أهانوا الدين وكتبوا التوراة فحرفوها وقالوا هي من عند الله فلعنهم الله؟ ألم تعلمي أنهم جادلوا الله في بقرة؟ ألم تقرأي جدالهم مع سيدنا موسى حتى طلبوا أن يروا الله جهرة؟
ألم يلعنهم الله في كل السور التي ورد فيها ذكرهم؟ ألم تمر عليكِ أي آية توضح ماسيلقونه من عقاب على أفعالهم الدنيئة في حق الدين والبشرية؟!
ثم من قال أن هناك تعاون بين قواتنا المسلحة والعدو اللدود للجيش الإسرائيلي؟ إن تلك الاتفاقيات التي أصبحت إسرائيل ترتعد من تغييرها  ليست إلا حبرا على ورق وأن محاولة تدخل إسرائيل في الشأن المصري تحبطها القوات المسلحة بمنتهى الحزم،
ولهذا أسألك ألم تصرحي في فبراير 2013 في برنامج (صباح أون) على قناة أون تي في أن هناك قاعدة عسكرية أجنبية في سيناء؟ وبسبب تصريحك أصدر العقيد أركان حرب أحمد محمد علي المتحدث العسكري بيانا رسميا في 9 فبراير 2013 يكذب كلامك وقال أنه لاتوجد قواعد أجنبية في سيناء ولن تسمح القوات المسلحة بذلك؟! وقال بأن هذه التصريحات غير مسموحة إلا بإذن منه شخصيا؟!
إذا على أي اساس تتحدثين عن فرحة الشعب المصري بتنجيس يده إذا قرر التعاون مع دولة الإرهاب الكبرى؟!
إن ماتدعينه سيدتي لم يكن إلا رأيا شخصيا لا أحاسبك عليه إذا قلت فقط أنه شخصي ولكن أحاسبك أنا وكل الشعب المصري إذا اعتبرتِ أن هذا الهراء رأينا جميعا فهذا ليس من حقك.
نعم الإخوان تنظيم إرهابي وسعداء بحظرهم جدا ولكن إسرائيل هي أحقر منهم في هذا المجال وهي عنصر آخر من عناصر الطابور الخامس الذي يستهدف العزيزة مصر أي نعتبرهم (زملاء مهنة) في صناعة الإرهاب ولا تنسي  أن جريمة سيد قطب كانت التخابر مع إسرائيل العدو التي تعتبرينها دولة شقيقة، كما أنها من تهم محمد مرسي أيضا.
فعن أي دولة تتحدثين ومتحدث جيشهم (أفيخاي أدرعي) يخرج كل يوم علينا ببيان أحقر من الذي قبله يتهم فيه المسلمين بأنهم إرهابيين لأنهم يشوهون سلمية إسرائيل ويتحدث بغرور الفأر أمام الأسد محاولا تعدي حجمه ربما ظهر في نظارة سيدته الكبرى مصر.
أنا أعلم أن الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس المركز الذي تديرينه كان متهما بالجاسوسية في عهد مبارك وبرأته محكمة النقض، وأعلم أنه صرح في برنامج 90 دقيقة يوم الجمعة 6 ديسمبر 2013 أنه كان إخوانيا من سن 12 سنة إلى سن 16 سنة وأن من أعاده إلى صوابه هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد أشيع عنه ولا أدري مدى صحة الخبر أنه قدم مبادرة للإفراج عن مرسي ومبارك كدعوى للمصالحة مع الإخوان.
وهذا لايدل على شئ ربما، ولكن ثمة تضارب أفكار في مركزكم أريد توضيحها وليس صحيحا ان تتجاهلي الرد لأني لم أتهمك بشئ ولكن كما قلت أبرئ الشعب المصري وأنا منهم من أن تتحدثي باسمنا عن دولة إسرائيل  المزعومة فتشوهين حملتنا ضد الإخوان وتتسببين في التراجع لدى البعض أو التعاطف لدى آخرين، لايجوز هذا الموقف في هذا التوقيت بالذات ونحن نبدأ في بناء مصر وأعداؤنا ينتظرون منا أن نقع ومنهم وعلى رأسهم إسرائيل.
مازلت أنتظر الرد أستاذة داليا ولك الحق في ذلك قبل أن تتحول التساؤلات إلى اتهامات من الشعب المصري الذي يعتبرك مثلا رائدا في مجال المرأة المرأة والتنمية.
حفظ الله مصر,,,

أستاذة داليا زيادة...مازلت أنتظر الرد-ج1


لم أكن أعرفها ولكني سمعت عن المركز الذي تديره، فأنا من عادتي أني لا أجيد حفظ الأسماء أو الصور ولايرسخ في ذهني سوى الأفعال، فلا أحفظ من أي شخص إلا مايتركه من انطباع كلماته في ذهني.
الأستاذة داليا زيادة مديرة مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية واحدة ممن برزت أسماؤهن قريبا في مجال حقوق المجتمعات وتم تسليط الضوء عليها كثيرا...ولكني لم أكن أعرفها.
فوجئت فقط صباح أمس بنشر فيديو لها مع حبر يهودي مصحوبا باتهامات توجه إليها ممن ينشرون الفيديو، ولم يكن يهمني اللقاء أو الشخص فربما على سبيل مقارنة الأديان ولامانع من ذلك، أو على سبيل مواجهة العدو ولو كان كذلك فكلنا لها...أما أن أفتح الفيديو فأستمع لما استمعت له من تصريحات غريبة فهذا يدعو للدهشة! لماذا؟
لأني –وقبل أن أسرد تفاصيل الفيديو- علمت أنها ضمن الفريق الذي دعمناه ليكون بمثابة ضغط شعبي على الحكومة لإدراج جماعة الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية، ولا تعني كلماتي أني نادمة على هذه الخطوة، بالعكس تماما فأنا أعتبر الإخوان إرهابيين منذ مايقرب من سبع سنوات منذ رؤيتي للسيفين اللذين يقطران دما على مواقعهم المحلية والدولية، واعتراف الحكومة بإرهابهم كان سيتم بوجود الأستاذة داليا أو بعدم وجودها، فمعذرة لا أعتبرها صاحبة فضل في ذلك.
ولكن ما أثار قلقي أن بعض المؤيدين لهذا القرار تذبذبوا بعد مشاهدتهم للفيديو وأخشى كل ما أخشاه أن يقرنوا كلامها بكلام من ادعى أنها حربا على الإسلام وأن الإخوان حققوا الخلافة الإسلامية وأن ماحدث مخطط ضد الدين ونعود لهذا الهراء كأننا لم نفعل شيئا.
لذلك، فإنني أبرئ نفسي بهذه الكلمات أنا وكل المصريين الشرفاء مما ورد في الفيديو على أنه رأي المصريين والذي لا أدري لماذا تم عرضه في هذا التوقيت بالذات؟ قبل الاستفتاء والانتخابات وبعد صدور القرار! أتعجب!
فالفيديو بتاريخ 26 ديسمبر 2013 وقد ناشدت الأستاذة داليا منذ أمس على صفحة (الإخوان تنظيم إرهابي) أن توضح لنا تفسيرا لهذا الفيديو ولكنها هي أو مدراء الصفحة تجاهلوا ذلك تماما، لهذا فمن حقي تبرئة نفسي ومن حقها الرد لو اعتبرته اتهاما، ثم أعود فأجيب على سؤال في ذهنكم...ماذا في هذا الفيديو؟
إنه فيديو مدته لاتتجاوز الاثني عشر دقيقة تعترف فيه الأستاذة داليا بأن الاحتلال الصهيوني هو دولة اسمها إسرائيل وأنها تتمنى زيارتها لولا خوفها من أن يعتبرها الشعب المصري جاسوسة!
وأن الله يحب اليهود ومن ينكر ذلك فهو متطرف جاهل في دينه، وأنها تريد أن تعيش الدولتان (على حد قولها) فلسطين وإسرائيل في تصالح!
وأن الأجيال العربية الجديدة تعترف بوجود إسرائيل لأننا لم نخض الحرب التي خاضها الأجداد الأبطال ضدها فليس لدينا مانع من الاعتراف بوجودها ولا نكرهها كما كرهها السابقون، وتدعي أن ثمة تعاون ما حدث ما بين قواتنا المسلحة والجيش الصهيوني لصد الإرهاب وأن الشعب المصري كان سعيدا بذلك.
وأنها ترى أن لإسرائيل الحق في الوجود وأنها حزينة على مايحدث لليهود من إهانة، وأن من ادعى كراهية اليهود هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليزيد قوميته على حساب كراهية إسرائيل.
أنا مندهشة، بل قل مصدومة، الأستاذة داليا زيادة المصرية من مواليد الثمانينيات والتي كرمتها أمريكا بطرق عديدة من مجلات ومنظمات ومنها مجلات التايم التي لقبتها ب(بطلة الحقوق في العالم الإسلامي) والتي شغلت عدة مناصب منها مدير إقليمي لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي والتي تقوم على تحسين صورة المسلمين في العالم.
هذه السيدة التي لها كتب عديدة وحاصلة على الماجستير في السياسة والعلاقات الدولية وتدرس الدكتوراة، هذه العقلية تقول هذا الكلام؟!
أيتها الحقوقية، أين حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الشعب الحر الذي احتله كيان فسفك دماء أبنائه واستحل نساءه وقتل الرجال فيهم أين حقوقهم أيتها الحقوقية؟!
لماذا تقولين هذا الكلام في هذا التوقيت لماذا؟!

https://www.youtube.com/watch?v=RHzTZxAUOkA&feature=youtube_gdata_player

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(الجزء السابع والأخير)


اليوم أختتم معكم سلسلة مفهوم حرب الجيل الرابع-من وجهة نظري الشخصية- والتي حاولت وضعها في نطاق منطقي وعلمي لنفهمها جميعا ونقتنع بضرورة حل مانحن فيه من مشكلات.
إن عناصر حرب الجيل الرابع والتي قمنا بسردها تفصيلا في المقالات السابقة تستند إلى شئ واحد فقط وهو تصديق العالم للحلم الأمريكي الذي صنعته أمريكا وخبأت هدفه الحقيقي وهو تحقيق أمجادها وحدها ثم غيرت لونها وخرجت للعالم بعباءة السلام والحب لتعلمه كيف يعيش بشكل متحضر ولكن بشرط أن يترك كل ماهو قومي يخص وطنه ويتعلق بكل ماهو أمريكي الصنع والنشأة....ووقعنا جميعا في نفس الفخ وكل الدول العربية وقعت في ذلك ولكن كل وقع حسب أهمية موارده التي تريد أمريكا سلبها...فوقع الخليج في خديعة النفط ووقعت الشام في خديعة الحلم الفلسطيني الضائع ووقعت مصر في الغزو الثقافي ووقع المغرب العربي في خديعة لفت الأنظار له بعد صبغه بالصبغة الفرنسية التي جعلته مغربا وغريبا.
كانت عناصر هذه الحرب خمسة أولها صناعة الإرهاب في الدول المستعمرة معنويا وثانيها وضع عناصر إرهابية تخدم ذلك الإرهاب من أشخاص متعددي الجنسيات ليصبح انتماءهم لمهمتهم وفقط وكان أخطر عنصر هو الثالث وهو تسليط الميديا الإعلامية المتمثلة في حرب المعلومات خاصة على الإنترنت بزرع مكاتب تخابر تتفق على بث الأكاذيب التي يرفضها العقل في البداية لعدم منطقيتها ثم لايلبث أن يقتنع بها تدريجيا نتيجة الإصرار على بثها والجرأة على وضعها أمام الأعين رغم معرفة الجميع أنها أكاذيب.
العنصران المتبقيان يتمثلان في استخدام كل تكتيكات حروب العصابات وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على المجتمع المقصود حربه وهدمه ليخضع هذا المجتمع حين يرى كيانه المتعدد الجوانب ينهار كلية أمام الدولة العظيمة (التي هي حرفيا دولة أمريكا) لأني أكرر وأصر أن هذه السياسة لاتمثل إلا مصلحة أمريكا وحدها.
وقد عاش الشرق الوسط والعالم العربي وخاصة مصر الحبيبة هذه الحرب في الشهور الماضية، فبعد أن تمت إزالة الإخوان الذين يمثلون الطابور الخامس في سلسلة العصابة المتكونة لغزو مصر والقضاء على هويتها، وقعت أمريكا في حيرة إذ أن ماحدث كان عكس كل خططها للسيطرة على سيناء التي اشتروها بصفقة مباعة ممن لايملكها من الجماعة الإرهابية، وتمت إزالتهم وعزلهم تماما من الحكم بل وتجاهل كل مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة في العودة والمكث فترتهم الرئاسية لكي لايتضخم الأمر ويزداد سوءا لو استمروا في حكم الوطن أكثر من ذلك، فكان على أمريكا أن تمارس ضغوطها المعهودة ذات الأيدي الخفية فوضعوا ضغوطا اقتصادية عن المعونة وكان الرد من الشعب المصري أن لامعنى لما تفعلون فلن يعود إخوانكم، ثم رموا الحجر الثاني  لتأتي خسارتهم التالية حين ضغطوا عسكريا بإلغاء مناورة النجم الساطع والتي كانوا هم المستفيدون منها فكان رد الجيش أن افعلوا ماتشاءون فلا تراجع، ثم قاموا بضغوط سياسية أرسلوا فيها قياداتهم وأفرادا من عصابتهم فرادى وجماعات فكان رد السياسيين ألا تحاولوا فقد انتهى كل شئ وكانت النهاية حين حاولوا اجتماعيا تفكيك وحدة الصف المصري فتارة يحاولون التشكيك بين المسلمين والمسيحيين وتارة بين الشرطة والشعب وتارة بين الجيش والشعب وتارة بين فئات الشعب... حتى تضجر منهم الجميع وأعلنوا أن اقبلوا بالأمر الواقع فقد قضي الأمر الذي فيه تتساءلون، وضاعت مصر من بين أيديكم وعادت لأبنائها الشرفاء.
لقد خضعت مصر في الفترة السابقة لضغوط خضع لها العالم كله ووهن العالم وتحملت مصر، حتى حروب العصابات من أفراد الشوارع الذين ظهروا من فض معتقلات رابعة والنهضة وهم أفراد عصابية بدون أدنى شك يقومون بعمليات فردية استهدفت كل شئ وأي شئ، ولكن حتى هذه التكتيكات فشلت فيها امريكا وأعلن الشعب الأمريكي غضبه على الحكومة نتيجة مافعلوه بوجهة النظر العالمية التي أصبحت ضد أمريكا (الإرهابية) كما يرى الشعب الأمريكي، فقد أصبح يعيش منعزلا بسبب حكومته التي يرفض سياستها الخاضعة للمصلحة وفقط.
لقد حاولت في هذه المقالات السبعة توضيح الأمر بشكل تتقبله كل العقول لنصل لهدف واحد فقط...أن مصرنا الحبيبة لاكبير لها سوى الله، ولا قادر عليها إلا الله ولا مذل لها مادام الذي يعزها هو الله، وأرجو أن أكون قد أوفيت بما فعلت فأنا أقدم هذه المقالات بين أيديكم لتكون مفتاحا لمفاهيم كثيرة قد تكون ملتبسة لدى الكثيرين ولكنهم لايعرفون كيف الرد على مايثار من إشاعات وضغوط لعدم إلمامهم بما يحدث الآن على أرض الواقع المصري.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة بكل طوائفها وكل أفرادها...ووصيتي لكم افهموا الواقع جيدا ولاتصدقوا الخائن فالخائن لاينطق إلا كفرا ونفاقا ولن يتفوه بكلمة لمصلحة أحد غيره هو ومن يواليه أو مازال يحترمه.
ومع ملف آخر نفتحه في المقال القادم أترككم في رعاية الله وأمنه

وللحديث بقية،،،،،،،،،،
د.نورهان بسيوني

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

الهمسة الأخيرة


أحببت أن أنهي الهمسات اليوم بعد أن ذكرت الكثير من ذكرياتي الماضية، والتي لم يكن هدفي في سردها سوى الاستفادة ووضع خطوط عريضة تحت أهم حوادث حياتي التي صنعت شخصيتي وأضافت لها الكثير والكثير.
إن ابتعادي عن مصر في سن طفولتي ساعد في زيادة انتمائي لها ولهذا فالكثير ممن تربى خارج الوطن نجد انتماءه أعمق بكثير ممن تربى بداخله.
مصر هي من صنعتني وأنا بها وأنا أيضا بعيدا عنها، مصر هي من وضعت في قلب أبي حب القراءة الذي نقله إلينا لأنه تعلم تاريخها وكان الأول في دراسة هذا التاريخ،
ومصر هي من علمت أمي معنى المثابرة في تربية الأبناء ليصلوا لأعلى المناصب لأنهم وببساطة مصريون.       
مصر هي من جددت عهدها معي في كل سنين حياتي لتخبرني أنني لو أردت أن أعيش على أرضها فكل ماعلي هو الاجتهاد واستخدام قدراتي كلها لبنائها،
تلك الطفلة التي هي أنا....عاشت حياتها في حب هذه الأرض وهذا التراب وهذا النيل...تلك الطفلة التي هي أنا.... وهبت عمرها لنصرة هذا الوطن بالقلم والورقة، بالدم والدموع، بالقلب والروح...
رسالة مني لكل من يريد أن يترك للتاريخ ذكرى تخلده، تخليدك كفرد من هذا المجتمع أفضل كثيرا وأعمق لدارسي التاريخ من بعدك ممن خلدوا أسماءهم كأفراد، فحين تعمل للوطن يذكرك التاريخ في سجلات البطولة ولكن حين تعمل لنفسك يذكرك التاريخ في سجلات الأنانية،
إننا في بداية جديدة مع الوطن كما هو الحال بعد الثورات ولهذا فالتاريخ يعيد كتابة نفسه، لذلك سجلوا أسماءكم كمواطنين تحبون الوطن لا كأفراد ينصرون أنفسهم، وقتها فقط تفخرون بأنفسكم و تفخر بكم مصر.
وأختم كلامي بقول الزعيم الراحل الرائع مصطفى كامل
(لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا)
وهذا هو حال من ستظل بداخلي إلى الأبد...تلك الطفلة التي هي أنا

د.نورهان بسيوني

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

الهمسة السادسة


مازالت بداخل تلك الطفلة التي هي أنا....المزيد من الذكريات ومسيرة التفوق....من أول يوم في الصف الأول الابتدائي وربما قبلها بسنوات في الحضانة وحتى حفل تخرجي من كلية الطب بجامعة الإسكندرية.
لم يكن الطب طموحي فمنذ أمسكت بميكروفون الإذاعة المدرسية وعمري ست سنوات وحتى أصبحت رئيسة الإذاعة والصحافة المدرسية بعدها بسنوات كنت أراني إعلامية كبيرة وصحفية ناقدة لسلبيات المجتمع، كنت أتطلع للصحف والمجلات أرقب بشغف مرور السنوات علي لأقرأ مقالا باسمي في واحدة منهن.
ولكن تلك الطفلة التي هي أنا...كتب لها القدر مسارا آخر وليس بمشكلة فالطبيب بشعوره بالناس ومعاناتهم، بتداخله في حياتهم يستطيع أن يخرج بألف مقال صحفي ومليون قصة من واقع الحياة ربما أكثر ممن امتهن الإعلام من أول الطريق.
تلك الطفلة التي هي أنا...ومشوار التفوق الذي بدأ منذ كان عمري ثلاث سنوات وأمي التي ساندتني طوال حياتي الدراسية لترسم لي خط التفوق بلا رجعة، في الحضانة...اكتبي الدرس جيدا واقرئيه وتعلمي العربية والانجليزية.
في المدرسة ومن أول يوم تعلمي يانور أن الفهم أهم من الحفظ، ستحفظين إذا كتبتِ الدرس عشر مرات لكن لن تطبقيه إلا إذا فهمتيه.
ادخلي مسابقات حفظ القرآن، هذا يساعد في تنظيم ذاكرتك، شاركي في الإذاعة المدرسية، تعلمي الأشغال والموسيقى، وشاركي في أعياد الطفولة....ولكن وقت المذاكرة اتركي كل شئ وتفرغي لتنهي كل ما عليكِ
تلك الطفلة التي هي أنا...لم تكن تترك مسألة حسابية واحدة في الكتاب كله إلا وأنجزته، كانت المتميزة في إلقاء الشعر لقراءتها وكتاباتها الأدبية منذ الصغر، تلك الطفلة التي كان ترتيبها الثانية على الفصل أول سنة فقالت لها أمها ماذا تزيد عنك الأولى؟ أنت في الخليج هنا سفيرة طالبات بلدك تعبرين عن المصريات بأخلاقك وتفوقك.
ومن يومها وتلك الطفلة التي هي أنا...الأولى باستمرار وبدون توقف من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية،
التفوق صعب ومشواره طويل ولكن لذة النجاح بعد التعب لايشعر بها إلا المتفوق، التميز يعطي الإنسان شعورا بالمسؤولية، ودروسا في الحياة لايتعلمها من مر على الدراسة مرور الكرام...صحيح أني مرضت كثيرا وتحاملت على نفسي وتعبت كثيرا وتركت الكثير من رفاهيات الحياة لأتفرغ للدراسة ولكن يكفيني أنه كانت لي انفرادات خاصة مثل أني كنت من القليلات اللاتي كنَّ في القسم العلمي ويعشقن مادة الجغرافيا وخاصة رسم الخرائط نقلا (من غير شفاف) وكنت أحترف ذلك لأني أؤمن بالأرض والوطن وأقدس التراب والمعادن والثروات التي تجعلنا كعرب أفضل من أي أمم أخرى ولكننا لانفهم ذلك.
تلك الطفلة التي هي أنا...حصيلة تفوقها خلدتها الأيام في صور فوتوغرافية تعكس معنى حب العلم والتعلم وفائدة الثقافة والقراءة فالمتعلم القارئ يختلف تماما عن المتعلم غير القارئ، فبالعلم والثقافة تحيا الأمم وليس بالتعلم الدراسي الإجباري.
لذلك فمكتبة المدرسة كانت إدماني الحقيقي وفكرتي التي نقلتها في كل مكان أذهب إليه حتى غرفتي لا غنى لي عن مكتباتي بها، يجب أن نعلم أولادنا أن السهل آخره ضياع والصعب يحلو في نهايته بطعم النجاح.
الحمد لله على نعمة العلم والثقافة وعلى نعمة الصبر على مشوار التفوق وعلى حب العلم الذي يجعلني لا أستطيع الابتعاد عنه أبدا كما قال الإمام أحمد بن حنبل  (من المحبرة إلى المقبرة)
ومع باقي ذكريات تلك الطفلة التي هي أنا.... أستكمل المرة القادمة

     د.نورهان بسيوني



السبت، 2 نوفمبر 2013

حراس مرمى الوطن


أصبحت أعشق معنى حرب الجيل الرابع، لقد فهمت مضمون الأمر والحمد لله ولذلك فقد أعجبتني فكرة محاربة الفساد المتمثل في شيطان خفي يروج لمعلومات كاذبة عن أشخاص محترمين بغرض فقد ثقة الناس بهم.
لقد فهمت أن حب الوطن يحركنا دائما لنحارب كل جاهل وفاسد،
إن كل إشاعة تنتشر الآن أضحك عليها لأني تعلمت كيف أتتبعها وأبطل مفعولها وإذا بها فضيحة تنقلب على أصحابها لأنهم يضعونها بهتانا.
أرجو من الشعب المصري أن يفهم أن كلنا يجب أن يتقن لعبة صد الكرة وإعادة ضربها في نفس الوقت للاتجاه المعاكس بل والتصويب على شبكة العدو ليس للدفاع فقط وإنما لتصويب هدف أيضا.
لو كلنا فعلنا ذلك لن يستطيع أحد اختراقنا بهراء وكذب ساذج يخجل أصحابه وينفعلون حين نفضحه لهم، فتصبح إشاعاتهم وسيلة دعاية لبضاعتنا الثمينة.
إنها كالحرب التي يفقد العدو فيها أسلحته فتركض أنت لتستولي عليها،

والسلاح هنا المعلومة يلقيها عدوك فتلتقطها فإذا هي كذبة فتصححها فتكسب هدفا، آه لو نفهم قواعد اللعبة لن يستطيع أحد أن يقسم مصر مرة أخرى لأننا كلنا سنصبح شبكة دفاع واحدة وحراس مرمى الوطن.
                                             د.نورهان بسيوني

الخميس، 31 أكتوبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(6)

مقال الخميس 31 أكتوبر 2013

أحدثكم اليوم ومازلت أقوم بتحليل ثالث عناصر حرب الجيل الرابع التي تستهدف الشرق الأوسط وخاصة الحبيبة مصر ،عنصر الإنترنت، أحدثكم عن أهم ما ينقصنا في جيلنا الحالي وكان له أثر عظيم في الأحداث التي حدثت في حياتنا السياسية في الماضي القريب.
القراءة...نعم إن مشكلة حرب الجيل الرابع وخاصة موضوع الإشاعات الكاذبة والبث الإلكتروني الذي يعتمد عليه الأعداء تكمن في أننا لا نقرأ ويعتمد الطرف الآخر على جهلنا فنحن تعاطفنا مع فئة معينة وأقولها صراحة ...الإخوان المسلمون، تعاطفنا معهم لفترة طويلة لأننا لم نقرأ تاريخهم بل ولم نقرأ تاريخنا لذلك حين أتوا علينا بالحكم واتهموا الجيش بالتخوين صدقناهم،، لأننا لم نقرأ.
حين قالوا أنهم يحملون الخير لمصر وقدموا المعونات للفقراء صدقناهم لأننا لم نقرأ، وحين قالوا أن مصر ستصبح جنة على أيديهم وأنهم يحملون الانتماء في قلوبهم لوطن واحد بوحدة واحدة صدقناهم لأننا لم نقرأ.
وحين بدأ البعض في القراءة،، تمردنا، نعم تمردنا على جهلنا ووضحت الصورة، لقد حاولوا استهدافنا معلوماتيا عن طريق الإنترنت الذي يجلس أمامه الشباب صباح مساء فزرعوا الفكرة تلو الفكرة وكرروا كل فكرة بأكثر من صورة، مرة بصورة دموية تبكينا ومرة بكوميديا وشخصيات هزلية تضحكنا وبعد رفض الفكرة بدأنا ننظر ثم تثبت الصورة ثم تنتقل للعقل الباطن فنستدعيها كلما حدثونا عنها لأنها أصبحت يقينا.
زرعوا بعض أفرادهم في معاهد إعداد الدعاة لضم الشباب والفتيات وحاولوا تحسين علاقاتهم بمن حولهم وتحديد من منه الفائدة ثم محاولة إشراكه في أنشطتهم ثم بداية الحديث عن مقابلة بعض القادة فإذا بك تصدقهم، وكل ذلك لماذا؟ لأننا لا نقرأ.
الإخوان المسلمون لايحملون الخير لمصر فتاريخهم يتعطش للدماء ومصالهم كمصالح الغرب يحبون سياسة اللادولة والانتماء عندهم عقيدة المساحة الواحدة التي ليس لها حدود سياسية لأنها في نظرهم تقسيم استعماري، ومهما يكن ذلك صحيحا فكان من الممكن أن تحبهم لو أظهروا رغبتهم في الوحدة على أنها من أجل وطن واحد يشمل الجميع، أما حين تتعامل معهم عن قرب فإليك المفاجأة، هم من يجب أن يحكم لأنهم هم من تربى وتعب أهله في تربيته على الفضيلة وأنت لاعليك غير السمع والطاعة، هم يتزوجون من بعضهم وإلا فليخرج من يتزوج من الآخرين لذلك يشبهون بعضهم شكلا وموضوعا وبصراحة ذلك أفضل لأنهم بطريقتهم هذه لايقبلهم طرف آخر ولكن لو حدث وتزوج أحدهم أخرى عليها بالانصياع لنفس الأوامر.
هم من يتحدث وأنت تستمع وطبعا ذلك لايكون في البداية ولكن بعد جذبهم لك ودخولك بينهم، هم من يوضع في المناصب وليس أنت أما الشعب؟؟؟؟؟
الشعب فئة أقل مثلما كان يحدث قديما طبقة النبلاء وطبقة العبيد، وهذا طبعا غير مقبول في ديننا الإسلامي الذي يتحدثون عنه، ولكننا لانقرأ.
إن الإخوان المسلمين ظلوا يتحدثون عن زمن جمال عبد الناصر والظلم الذي كان يقع عليهم وقتها ولو قرأت بحيادية تامة في كل الاتجاهات لاكتشفت أن جزءا كبيرا مما حدث لهم كانوا يستحقونه لأن من يخبئ الأسلحة ويستهدف الجيش وفئات الشعب ويحاول قتل رموز الوطن أقل عقوبة له هي الاعتقال، وكل مازعموا من أنهم لم يفعلوا غير الصلاة والصيام والصبر والاحتساب ليس صحيحا فهم يعترفون اليوم وقرأت على لسان أحدهم (اعتقلوا قادتنا قديما فقتل الشباب النقراشي واعتقلوا قادتنا الآن فلا جناح علينا فيما سنفعل فسيتهور الشباب ماداموا يريدونها دماء)
إنه الإرهاب نعم الإرهاب، وكل ما يحدث الآن تكرار ساذج لسيناريو قديم ...ولكننا لانقرأ.
لقد نجح الإخوان المسلمون في سنة في محو كل التعاطف الذي كان معهم خلال أكثر من ثمانين سنة وذلك بسوء تصرفهم حين أخطأوا الحساب ونظروا نظرة ضيقة للأمور فحاولوا قتل الهوية المصرية واستبدالها بهوية إخوانية وقاموا بذلك دون أن يدرسوا العقلية المصرية التي تميل للتجمع والوحدة وتعشق أرض الوطن أكثر من أي عشق فئوي فوقعوا وأوقعوا أنفسهم أمام الجميع فساءت النظرة لهم وتم رفضهم اجتماعيا قبل رفضهم سياسيا....وهذه –من وجهة نظري ونظر الكثيرين- أسوأ خطوة في حياتهم، سيندمون عليها مابقي من حياتهم.
فإن مصر لاتنسى، وها قد تعلمنا القراءة، وليست قراءة الكتب فقط وإنما علمتنا الأحداث الأخيرة أيضا قراءة المشاهد المنظورة أكثر من المقروءة ولسوف نكتب ونكتب ونترك لأجيالنا القادمة مايقرأون وسنعلمهم القراءة لكي لا يأتي على مصر أي زمن يتمكن فيه هؤلاء الإخوان من الوصول للحكم مرة أخرى.
سنفنى وستفنى أجسادنا وستبقى كلماتنا، لذلك فالقراءة هي أهم ماسيثبت أقدامنا أمام هذه الحرب والحروب القادمة، لا تتركوا الوطن لعصابة تتآمر مع أمريكا وإسرائيل ولا تصدقوا مايحدث من كلمات سخيفة على الإنترنت.
الجثث التي تضحك وتركل الأطباء، والجرحى الذين يتلونون بدون خدش، والادعاءات على الجيش والشرطة، كل ذلك مدبر تدبيرا دوليا ومراجع مراجعة قوية ومحبك حبكة شيطانية ولكن الله يحب مصر لذلك ماخرجت إشاعة صباحا إلا وقضي عليها مساءً، لأننا موحدون ومتحدون ومحبون لمصرنا ولأدياننا السماوية، لأننا مصريون يتعهدنا الله بالرعاية والأمان.
نحن واثقون من حب الله لمصر ووحدتها وواثقون من حمايته لأرض السلام والمحبة وواثقون أنه يأبى اللعب بدينه من أجل غرض دنيوي كما فعل اليهود من قبل، لذلك لن يترك الله مصر في يد هؤلاء مرة أخرى.
فقط يجب أن نقرأ، اقرأوا القرآن واقرأوا الكتب قبل جلوسكم أمام الإنترنت واقرأوا وابحثوا عن كل معلومة تبث ولا تصدقوا أي كلمة بدون بحث المرجعية الدينية والتاريخية لها، كونوا جنودا لمصر في مواقعكم ولاتتركوها لمن لايخاف الله فيها,,,, وللحديث بقية
                                                                          د.نورهان بسيوني

آخر إنذار للإرهاب في آخر يوم في شهر النصر


الخميس، 24 أكتوبر 2013

و بكت مريم على المريمتين


دمعت عيون مصر وتوجع قلبها على زهرتين من ينابيع العذراء مريم، مريم العذراء رمز السلام التي منحت الحب للحياة وعلمت ابنها أن يكون سلاما ومحبة تبكي اليوم فتاتين من محبيها، ومن عجائب القدر أن الطفلتين اسمهما مريم.
ودعت مصر ضحيتين من ضحايا الإرهاب الغاشم تحولت فرحتاهما إلى دموع ولم يكن ذلك لخطأ اقترفتاه فهما لم يدخلا مرحلة الخطأ ولا سن الخطيئة ولكنهما كانتا مجرد ملكين يسبحان في دنيا الطفولة، كتب لهما القدر نهاية مأساوية هي أفضل عند الله ولكنها قاتلة لقلب أم تودع طفلة في مثل هذه السن الجميلة.
المريمتان عادا بي إلى ذكرى مريم المقدسة حيث كانت في بيت المقدس بعد أن نذرتها أمها لتتعبد في المعبد وكانت بذلك فريدة في عصرها كفتاة تتواجد في مكان كله رجال ولكنها أكملت طريقها في صمود وصعدت إلى ربى المؤمنات وتوجتها السماء بتاج التميز والاصطفاء على نساء العالمين.
مريم العذراء بعد مولد عيسى كانت خائفة قلقة ليس لديها أي شعور بالأمان وخاصة بعد أن علمت أن ملك بيت المقدس يلاحقها لعلمه المسبق بأن زوال ملكه سيكون على يد مولود ذكر من عذراء بلا زوج، جاء هاتف السماء إلى مريم يدعوها لمغادرة البلاد... إلى أين؟
إلى أرض الأمان والسلام...إلى أرض لاظلم فيها ولا جور...إلى مصر، ورحلت مريم إلى أرض مصر وانتقلت من مكان إلى مكان ومن أرض إلى أرض في رحلة خلدها التاريخ باسم (رحلة العائلة المقدسة) واستقرت مريم في مصر كانت تأبى أن تعيش عالة على أحد ورغم أنها مقدسة عند الله ومصطفاة على نساء العالمين لم تتوج نفسها في برج عاجي وتترك الناس تخدمها ليأخذوا البركة وفقط بل كانت تعمل بيدها من أجل لقمة العيش ونشأ المسيح عيسى ابن مريم خير الشباب ونبي الله نبي السلام والمحبة على أرض السلام والمحبة...أرض مصر.
كم يؤلمني الآن وأنا أرى أتباعه ومحبيه يتألمون وينادونه وينادون مريم ويطلبون من الله الصبر على وجع دفين وجرح لايندمل ترك فيها الإرهاب بصماته الغادرة بلون الدماء الطاهرة على أعتاب كنيسة الوراق لتظل وصمة عار في جبين فاعليه.
لقد عاشت العذراء مريم حياتها في سلام، ونشأت في دار عبادة تدعو للسلام، ولم نرَ مسيحيا في ظل الظروف السابقة رفع سيفا أو أطلق رصاصة غدر على أحد لأنه تعلم من مريم وابنها معنى السلام، فالمسيحيون يحملون في عروقهم دماء السلام لأنهم مأمورين به ولأن سيدتهم وسيدتنا مريم عاشت على أرض السلام أرض مصر.
لهذا فإنني أؤكد وأقسم بالله الواحد الأحد أن من فعل هذه الفعلة الحقيرة يخرج من ملته الإسلامية التي لن ولم تأمره إلا بالسلام، الله اسمه السلام ونحن سُمينا مسلمين لأننا نسلم لله وننقاد لطاعته في سلام فكيف يأتي من لايرحم ويقتل البراءة ثم يدعي الإسلام والسلام.
لا والله وعزته وجلاله لن نصمت على مايحدث ويكفيهم ردا أننا اتحدنا ووضعنا يد الإسلام في يد المسيحية في يد الشرطة في يد الجيش فاختلطت الدماء لتصبح يدا واحدة...يدا مصرية في مواجهة الإرهاب الذي لادين له ولاوطن.
لتذرف الدموع ولنتوجع جميعا ولتبكي يامصر على أبنائك فدماء الولادة مؤلمة ومولودتك اسمها الحرية وهي غالية، وقلبها ليس بضعيف وإنما نبضاته تتدفق بالدماء في عروقنا جميعا لذلك ولأن تاريخ الطب يعرف أن المشاهير كانت ولادتهم أكثر صعوبة من غيرهم فلتصبري يا مصر لأن مولودتك الحرية هي الحرية المصرية من كل احتلال وغدر وهي أشهر المشاهير.

لاتنسوا يامصريين من أساء لنا لاتنقسموا ولاتنقادوا وراء الشائعات ولاتسمعوا لكلام الغادرة أمريكا التي تعرض السفر والجنسية عليكم الآن، فالغادر أول من يصيد في الماء العكر لأن هذا مستواه وهذه رائحته، أما نحن فسنظل هنا في مصر على حلوها ومرها في بحرها ونيلها نزرع ونحصد في أرضها نعيش ونموت من أجلها، وسنفني شبابنا فيها لأنها أغلى من شبابنا، عاشت مصر حرة وعشت يامريم يازهرة المؤمنين.

د.نورهان بسيوني

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

رسالة إلى الإرهاب

في كل دم يراق وكل سوادٍ نرتديه وكل دمعة نذرفها على فقيد لنا أصفع الإرهاب على وجهه قائلة:
ياكافر لادين لك
ياكافر لن يزيدك ماتفعل إلا ذلاً
يا كافر لن ينصرك أعوانك طويلاً
ياكافر لن يصبر عليك شعب مصر أكثر من ذلك
ياكافر...شكراً فقد زادت وحدتنا وحبنا وترابطنا وثقتنا في الجيش والشرطة أكثر مما سبق
وأنت....إلى نفقك المظلم إلى الدرك الأسفل من النار لأنك تظهر خلاف ماتبطن ...ولا عزاء ولاحزن عليك.

الهمسة الخامسة


تلك الطفلة التي هي أنا...والعيد، منذ كنت صغيرة حتى يومي هذا اختلف اختلافاً كبيراً في حياتي.
ذلك العيد الذي كنت أقضيه هنا كان يساوي عندي العائلة والمجتمع الصغير المتمثل في أقاربي الأطفال.
كنت الكبرى وكل من حولي أصغر مني لكني كنت أحب مقابلتهم وقضاء العيد معهم، كنا نتبادل القصص الوهمية المضحكة والدعابات الطفولية التي تركت أثرا جميلاً في نفوسنا جميعاً حتى اليوم.
أما في سلطنة عمان....فكانت ملامح العيد مختلفة، كنا نحتفل به مع الجالية المصرية (أصدقاؤنا المصريون) وكان الأهل هناك هم الجيران.... أسرة عمانية، أسرة سعودية، أسرة سودانية ، تآلفت قلوبنا لأنها لم يجمعها سوى انتماء واحد....العروبة.
تعلمنا كيف تسير الأمور حين تبحث لك عن ثابتٍ واحد في ظل حياة كلها متغيرات فلا تجد أفضل من ....العروبة
تلك الطفلة التي هي أنا....رأت (العيود) وهو مكان بيع لعب أطفال جميل جداً يعقد كل عيد في ساحات خالية ليجتمع الأطفال هناك، وكنا نذهب لنشتري الألعاب الجميلة، ومازلت أذكر طعم (الحلوى) العمانية و(الطعام) السوداني المميز و (الكبسة) السعودية، كانت تختلط بطعم (الفتة) المصرية في فمي وفي ذهني وفي قلبي.
كنت في وطني الثاني عمان أتقابل مع أصدقاء آخرين لايختلفون عن أهلي، وربما بدافع القرب في الدراسة والمجال الاجتماعي واتفاقنا في المنشأ أصبحوا بمثابة أهل جدد، كانت الأسرة المصرية تلتقي وتقضي أوقاتاً جميلة في التجمعات التجارية والحدائق الجميلة والشواطئ العمانية الرائعة.
تلك الطفلة التي هي أنا.... تعتبر نفسها محظوظة لأنها استطاعت أن تجمع ثقافات متعددة في سن صغيرة فأصبحت متميزة وذات خلفية ثقافية لم يحظ بها من هم في سنها ونشأوا في أوطانهم دون الاحتكاك بأشخاص وعناصر اجتماعية مختلفة.
كانت ملامح العيد من أهم الملامح التي رسمت معنى الانتماء والعروبة بداخل تلك الطفلة....التي هي أنا، حتى أني أعتبرها فعلا فكرة هامة لو نطبقها كلما استطعنا السفر وتعليم أولادنا الاختلاط بالغير ومحاولة التعلم منهم واكتساب ثقافات مختلفة لأنها بلاشك ستفرق معهم بشكل كبير في سنين عمرهم القادمة وطبعا يجب أن يكون ذلك بدون الذوبان ونسيان عاداتنا وتقاليدنا التي تحمل ملامحنا .

إنها تجربة جميلة حقا، تجربة العيد مابين الوطن وخارجه ومابين الطفولة والشباب أتذكرها فأبتسم وأشعر أني مازلت هناك....ومازالت بداخلي الكثير من الذكريات أحكيها لكم عن تلك الطفلة....التي هي أنا.

جيش مصر

إذا أردت أن تعرف الشرف...فتعلمه من رجال جيش مصر
إذا أردت أن تعرف الكرامة...فابحث عنها في معارك جيش مصر
إذا أردت أن تعرف الحب...فستجده بين جنود جيش مصر
إذا أردت أن تعرف الانتماء....فستقرؤه في حياة جيش مصر
إذا أردت أن تعرف مصر...فلن تعرفها إلا...من جيش مصر

د.نورهان بسيوني

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

تلك الطفلة... الهمسة الرابعة


تلك الطفلة التي هي أنا...بدأت حياتها في بلاد جديدة لا تدري عنها شيئاً سوى محيط والدتها وأختها الصغيرة ينتظرون عودة الأب كل يوم من عمله ليجتمع شمل الأسرة على مائدة الطعام، حيث الانتماء الوحيد الذي بقي لها بعد وداع الوطن، انتماء الأسرة.
تلك الطفلة التي هي أنا... مازالت تذكر وجع البعاد، نعم لايوصف هذا الإحساس إلا بوجع البعاد.
رغم أني أحببت سلطنة عمان، أحببتها جداً لكني لم أستطع يوماً أن أنسى وطني الحبيب مصر أمي الكبرى.
تلك الطفلة التي هي أنا ...تعلمت ألا تترك الوطن أبدا مادام الوطن لم يتركها فقد صرت أخاف (وجع البعاد)
حين كنت أقرأ عن أبطال تم نفيهم وأحباب تركوا أرض الوطن عقابا على إخلاصهم كنت أنقم على من حرمهم هذا الإحساس الرائع لأن الوطن غير أي شيء في الدنيا والانتماء إليه هو أسمى شعور يمكن لأي إنسان أن يشعر به.
تلك الطفلة التي هي أنا... حزينة تنظر من النافذة عليها تجد نفس البحر...بحر الإسكندرية، لكن أنى يكون هذا والوطن غير الوطن والقارة غير القارة والناس غير الناس.
تلك الطفلة التي هي أنا ... تحن إلى ضجيج الشوارع وصراخ الأطفال في حضانتها التي تركتها...تحن لأصدقائها الصغار وحفلات أعياد ميلادها المميزة وصورها التي كانت تحب أن تخطفها في لمحات فنية بريئة على قدر طفولتها.
كان كل مايربطني بوطني في الغربة المسلسلات والفوازير وألف ليلة وليلة، كم تتذكر تلك الطفلة من معانٍ وطنية زرعها الإعلام المصري- يوم كان إعلاماً- والفن المصري – يوم كان فناً- لقد زرع في أعماق أعماقها ذلك الشعور بمعنى مصر.
وكم تتذكر تلك الطفلة ...التي هي أنا أحاديث والدها الممتعة عن مصر وحرب أكتوبر ونصر المصريين، وماحدث بعد ذلك من تطور في المجتمع المصري، لقد ربطنا والدي بمصر بشكل قوي متين لدرجة أني كنت أعشق هذه الأرض الطاهرة وأكثر أحلامي في الغربة كانت عن مصر الحبيبة.
كم يفرط الآباء في حق أبنائهم حين يهملون غرس معنى الانتماء الوطني فيهم ويستبدلونه بمعانٍ شخصية وكرهٍ للأهل ومحاولة جذب الطفل لطرفي الأسرة  لكسبهم في صف من الصفين، أو لطائفة متطرفة تقصي الآخرين من أبناء الوطن؟!
 إنها مصر أرض الكنانة والحضارة والأمل، أرض مقدسة طاهرة لايساويها وطن.
تلك الطفلة التي هي أنا...ستدخل الآن المدرسة،،،،ومع حديث المدرسة الذي يطول في وطني الثاني سلطنة عمان أستكمل سنوات الشقاء الدراسي والتفوق التي بقيت كالذكرى العطرة بداخل تلك الطفلة....التي هي أنا

 د.نورهان بسيوني


الجمعة، 27 سبتمبر 2013

مكانك في القلوب ياجمال

28 سبتمبر- ذكرى رحيل الزعيم

اليوم وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على رحيل أعز الرجال....الرئيس والابن البار لمصر والرجل الأكثر عشقا لها نتذكر معا هذه المشاعر الطيبة فإن الجسد يفنى ويبلى وتبقى الروح بين محبيها.
لم أعاصره يوما وإنما ولدت بعد وفاته بقرابة العشر سنوات ولم أشاهده وجها لوجه، ولكني عرفته وعرفت من هو وكيف هو؟!
عرفته من كلمات حزينة من المفكرين الذين عاصروه، ومن عيون السياسيين الدامعة ممن عملوا معه ومازالوا على قيد الحياة، ومن أحاديث الفنانين الذين تحدثوا عنه، ومن صوره في رفقه بالإنسان والحيوان وشعوره بكل ماهو ثوري وبالأخص...بكل ماهو مصري.
وعرفته أكثر وأكثر من دموع أمي التي لم تجف حتى الآن حزنا على رحيل الأب الأكبر لجيلها والتي تنهمر كلما شاهدت جنازته كأنه توفي اليوم.
كنت دائما أتساءل لماذا يحبه جيل آبائنا كل هذا الحب رغم علامات الاستفهام الكثيرة المثارة في عهده؟! ولماذا نشأتُ في عائلة وجدت معظمها ناصريا ينتمي لهذا الرجل بقلبه؟!
وعندما بحثت في حياة هذا الزعيم وجدت الكثير والكثير من التضحيات من أجل الوطن والكثير والكثير من العطاء من أجل صناعة ثورات العالم كله، لقد ترك الزعيم جمال عبدالناصر بصمة في كل أرض وفي كل بيت وفي كل قلب.
حين تنظر لعيون الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وهو يغني له تجد من العشق والتعلق والحب مالاتجده حين يغني غرامياته المشهورة.
حين تنظر للمفكرين والأدباء الذين عاصروه تجدهم يتعصبون إذا أخطأ أحد في حقه كأنك تسب أباه أو أعز مالديه.
حين تنظر لعيون الرؤساء الذين عاشوا معه تجد أنه كان بمثابة القدوة والأخ الأكبر لهم جميعا، وتكفيني صورة أنديرا غاندي تبكي فرحا لأنها قابلته.
لقد ساهم جمال عبدالناصر في صناعة جزء كبير من تاريخ العالم العربي وليس مصر فقط، لقد علّم الكثير من الشعوب معنى الحرية وعلم آخرين كيف يصنعون أقواتهم وأقوام أخرى كيف يرتدون الأحذية بعد أن كانوا حفاة.
 لقد عجب البعض -ولم أعجب- حين رأيت الكثير من الثورات في بعض الدول العربية ترفع صورة جمال عبدالناصر رمزا للحرية رغم أن لديهم العديد من الزعماء ممن سبق أن نادوا بالحرية في تاريخهم ولكن في وقت الشدة يعرف الرجال ورجل الرجال هو من علمهم جميعا كيف يكونوا رجالا...جمال عبدالناصر
لم يكن جمال عبدالناصر رجلا عاديا وإنما كان ابتسامة وقوة وحق وإذا اجتمعت هذه الصفات في رجل فانتظر ماسيصنع في تاريخ الأمم، وللأسف لم تنجب الأمم العديد ممن يحمل هذه الصفات رغم أني أتذكر جملته التي ظل يرددها حين حاول الإخوان المسلمين اغتياله لمنع صوته من الوصول للعالم ومنعه من تحقيق الوحدة التي تعتبر ضد مصالحهم الشخصية، كان يردد (إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبدالناصر)
نعم يازعيم نحاول أن نتعلم منك الكثير ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فأنت كنت نموذجا للحب المصري الأصيل وللحس الوطني العميق الذي لم يتسم به الكثير,
كنت تقول لن يحكم مصر إلا رجل منها يحبها ويقدم لها العطاء ولكن مصر عانت كثيرا لأنها لم تجد رجلا مثلك يقدم لها ماحلمت به من أجلها،كنت بسيطا كريما أبا حنونا، وكنت زعيما.
الزعيم جمال عبدالناصر بصمة لن تنسى في تاريخ مصر، رحمك الله يازعيم يا أعظم من أنجبت مصر.
 د.نورهان بسيوني 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(5)

مقال الخميس26  سبتمبر 2013
مازلت أتحدث وأوجه كلامي لكل العرب وربما لكل العالم، إننا كعرب وكمصريين نواجه مايسمى حرب الجيل الرابع وهي حربا تختلف في نوعية أسلحتها عن الحروب السابقة حيث أنها تعتمد على مايسمى (عناصر الحرب) وهي خطة توضع على هيئة خطوات جزء منها يتم تنفيذه بانفراد وجزء آخر يتم تنفيذه مع بعضه.
وكان العنصران الأوليان هما الإرهاب وتكوين قاعدة إرهابية من جنسيات مختلفة هما محور مقالي الأسبق وما قبله لكي نفهم أن هدف هذه الحرب استهداف الشعوب عن طريق ضعف الحكام وضعف الأمن الوطني للدولة، وزراعة قواعد إرهابية لاتنتمي لشئ إلا لفكرتهم القاتلة، وكل ذلك طبعا لايصب إلا في نهر واحد هو (مصلحة الأم الحبيبة أمريكا وابنتها إسرائيل).
ثم استطردت في المقال السابق وتحدثت عن العنصر الأهم والذي ينفذ وحده ولكنه تقريبا المنظم الرئيسي لكل العناصر الأخرى، ألا وهو الحرب النفسية عن طريق الإعلام وهي حرب المعلومات والتي تستهدف الشباب، وذلك لأن الشباب هم الأسرع نشرا للفكرة وللمعلومة لخبرتهم الحديثة في عالم الميديا بكل أنواعها.
وعندما قمت بتحليل الموقف، موقف الشباب وما أوصلهم لهذه المشكلة وجدت أن المشكلة الاقتصادية التي حدثت في مصر نتيجة الأخطاء الإدارية للحكومة السابقة من أول الثمانينيات من القرن الماضي تسببت في غياب كامل للأب وجزئي للأم عن المنزل وبالتالي تركوا الأبناء للإعلام الذي تم توجيهه بشكل سيء لخدمة نفس الفكرة، وقدمت حلا لذلك ألا وهو أن نتعلم –كمصريين- كيف نوفر في مواردنا الاقتصادية في المنازل ونعود لما كان عليه أجدادنا من الاكتفاء الشبه كامل في كل أسرة وبذلك نحقق هدفين أولهما أن نوفر المال لما يرتقي بالأسرة لوضع أفضل وثانيهما توفير الوقت لتربية الأبناء وانشغال الأبناء في إدارة البيت مع الآباء فلانتركهم للإعلام كما يحدث الآن.
هذا حل أجده أساسيا ولو اعتبره البعض خياليا لكني أعتقد وربما أكاد أجزم أن ذلك أفضل بكثير مما نحن عليه الآن من تفكك أسري وعدم وجود فكرة ذات قيمة تجمعنا معا، كانت هذه هي أول مشكلة أناقشها من مشاكل الشباب التي شاركت في غرس فكرة التلاعب النفسي  وحرب المعلومات، لأنها ولو اعتقدنا ظاهريا أنها ليس لها علاقة إلا أننا لو تعمقنا فيها لوجدناها أساس انصراف الشباب عن أسرهم لعدم وجود رقابة وتركهم لأجهزة تزرع فيهم أمورا لانعلمها إلا بالصدفة.
المشكلة الثانية التي أوقع الغرب فيها الشباب ليكملوا حربهم على مصر هي فقد الثقة في الحكام وفي رموز الوطن، إن الحكام كانوا سابقا من مقدسات مصر وكان لهم احترامهم حتى لو قدموا لهم النصيحة فكان لها حدود ولو حتى قاموا بخلعهم لم يكونوا يصلوا كشعب إلى مرحلة السب والشتم، ولكن مع دخول الدولة الحديثة التي صنع النظام الجمهوري بها بعض المشاكل رغم إيجاده حلولا كثيرة لم تكن موجودة في دولة الملوك إلا أن التطاول على الحكام في الفترة الحالية أصبح دينا وديدنا، ولا ألوم الشعب وحده على ما صرنا فيه ولكني ألوم من وضع نفسه محل سخرية واستهزاء قبلهم بأخطائه وتجاوزاته واستفزازه لمساكين لم يطمعوا إلا في لقمة عيش شريفة بدون إهانة للكرامة.  
إن مصر قد عانت في السنوات السابقة مايجعلها غير قابلة لتحمل المزيد من هراءات الحكام وافترائهم على شعبها، وخاصة حين بحثنا فوجدنا أن كل هذه التجاوزات كانت بترتيب مسبق مع أعداء واضحين للوطن لايمكن أن يحبوه ولا أن يساعدوه للنهوض أبدا، ورغم ذلك قام حكامنا بالتعاون معهم، لايمكن طبعا أن نصف ذلك بأنه سذاجة منهم فهم ليسوا بهذه البراءة ولكنها –للأسف- مصالح شخصية قدمت على مصلحة الوطن وهذا ما جعلهم يسقطون من أعين الشباب المصري فخرجوا بالثورات وأعلنوا رفضهم لسياسة مقادة بعدو خارجي.
وكانت الجزئية الأخرى من المشكلة هي رموز الدولة أو الأبطال القوميين الذين قدموا حياتهم ثمنا لوطنهم، لقد ساهم التعليم الموجه والإعلام الموجه أيضا في طمث بطولة هؤلاء الأبطال حتى أننا كشباب لانعلم الكثير عن الثورات القديمة والأبطال الذين تم نفيهم من أجل كلمة حق في يوم ما، لنتعلم منهم ولنحذو حذوهم، أين هؤلاء من كتب التاريخ والقراءة والمجتمع؟ حتى لو ذكروهم فيذكرونهم على استحياء ويمرون على ذكراهم مرور الكرام، ولم يكتفوا بذلك فقط بل من جرمهم الشديد وضعوا قدوات فاسدة مكانهم من أصحاب المسابقات الغنائية والرقص، حتى الفنانين المحترمين قاموا بتشويههم واختلاق فضائح زائفة لهم ليضعوا مكانهم فاسدين لاينتمون للفن بشئ، كل ذلك قاموا بفعله ليقدموا للشباب وجبة فاسدة من الإعلام والتعليم مصبوغة بصبغة صناعية من المظاهر الكاذبة ومليئة بالدمار والشهوات التي لاتخدم إلا نفس المصالح، لذلك أصبحنا نجد أن كل رمز يخرج للناس يحب مصر وليس له أي هدف إلا ذلك يقوم بعض الشباب المغيب بتشويهه .
حتى أصبحت سياسة التشكيك والتشويه هي أساس التعامل بين الشباب حتى وصلوا للشرفاء من رجال الجيش والشرطة وقادتهم، فقاموا بتشويههم والتشكيك فيهم واختلاق فضائح كاذبة لهم وهم بذلك عميان لايعلمون أنهم مساقين من الأعداء الذين يضحكون عليهم لأنهم كالدمية الموجهة بجهاز التحكم عن بعد.
ونصيحتي التي أوجهها وكما تعودت أني لاأحب النهاية المفتوحة فوضع البلد الحالي لايكفيه عرض مشكلة والتحسر عليها وإنما يحتاج لمزيد من الاهتمام والتعقل ومحاولة المشاركة في إيجاد حل منطقي، رسالة للآباء والأمهات، اتركوا المسلسلات والأفلام وافتحوا كتب التاريخ لأولادكم تابعوا مايتم بثه من أكاذيب في التعليم ولو وجدتم خطأ قدموا شكاوى مجمعة في مجالس الآباء وارفعوها للأعلى فالأعلى حتى تصل للرأي العام، احكوا لأولادكم عن أبطال مصر الشرفاء ولا تتركوا آذان أولادكم للشارع والإعلام يقلب فيه كيف يشاء.
نصيحة للمعلمين عززوا موقفكم كمربين للأجيال وابحثوا عن الخطأ أو التقصير في سرد التاريخ المصري وقدموا اقتراحات وحلول أو ضعوا لمساتكم داخل الحصة حتى يتم التغيير الجذري واعلموا أن الانحرافات الفكرية والدينية التي صنعها شواذ التفكير من الشباب في الفترة السابقة وهم يعتقدون أنه الإسلام أنتم مسؤولون عنه من البداية لأنكم أول من قصر في عمله
نصيحة للإعلام، اهتموا بالقدوات والرموز الوطنية أكثر من ذلك ولاتنساقوا خلف الصفقات الإعلامية التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة واعلموا أنكم تزرعون خبثا ستحصدونه من إفساد أجيال جديدة.
نصيحة للشباب، أنتم أمل مصر والمستقبل يصنع من أجلكم فاتركوا ما يلفت الانتباه من مسابقات وسخافات وألوان زائفة وانتبهوا لوطنكم قبل أن يسرقه غيركم بتغييبكم وصناعة قدوات فاسدة لكم.
هذه هي ثاني مشكلة تسببت في انتشار حرب المعلومات النفسية التي تعتبر ثالث عناصر حرب الجيل الرابع
وللحديث بقية،،  

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مابين حرب الجيل الرابع ومعنى الطابور الخامس...اصحي يامصر(4)

مقال الخميس19 سبتمبر 2013

مازلنا نتحدث عن عناصر حرب الجيل الرابع التي تختلف في مضمونها عن باقي الحروب السابقة لأنها تستخدم أدواتها من أدوات هذا العصر وعناصرها مما يتناسب وإقناع القاعدة العريضة من المجتمع في هذه المرحلة من عمر الأرض.
ولو نظرنا للقاعدة العريضة من الشعوب المستهدفة وهي شعوب الشرق الأوسط ومصر تحديدا لوجدنا أنهم الشباب ولذلك كان حتما ولابد أن يتم غزو الشباب وإضعاف إرادتهم لتتم السيطرة شبه الكاملة على هذه الشعوب وعلى الشعب المصري خاصة.
وسأل المجرمون أنفسهم سؤالا هاما: كيف يتم غزو العقلية المصرية ؟
فكانت الإجابة بمنتهى الطبيعية: علينا تحليل عقلية الشباب في هذه المرحلة وبعد الألفية الجديدة لنصنع لهم أسلحة تتناسب وعقليتهم وذلك ليتم لفت الانتباه لها دون أن يلحظ أحد مايتم من إجرام، وهنا ظهر العنصر الثالث من عناصر حرب الجيل الرابع:
3-حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي
بتحليل شخصية الشباب فيما حول نهاية القرن الماضي وبداية الحالي وجد الأعداء أن شبابنا اتسم بصفات تختلف عن جيل الآباء والأجداد
1-فقد الثقة بالحكام وفي الرموز القومية للبلد، وبدأ في التجرؤ عليهم
2-اكتشف أن أهله قاموا بتربيته على قيم ومبادئ تنتمي لعهدهم القديم الذي اعتبره في ظل التقدم تخلف ورجعية ففقد الشعور بأن له كبير يوجهه
3-نتيجة للانفتاح على العالم والميديا المعلوماتية من فضائيات وإنترنت وهواتف محمولة اكتشف أمورا أكبر من سنه وبدون رقابة وشعر بالاحتياج لها في سن أكثر حداثة من الأجيال التي تسبقه
4-فقد معنى الانتماء للوطن والدين نتيجة عدم التوجيه في المنزل والمدرسة والجامعة فأصبح ينجذب لرونق الخارج أكثر من مضمون الداخل
5-انتهت القراءة من حياته ففقد لغته وهويته والأسس الحقيقية لكل حياته وباختصار؛ فقد مبادئه
هكذا كانت نتيجة الرؤية التي رآها الغرب لمجتمعاتنا العربية كعناصر مشتركة لاندثار شرقيتنا مع وجود اختلافات طفيفة بين البلاد وفقا لطبيعة كل بلد.
ومن هنا جاءت الخطة الشيطانية للسيطرة على الوطن العربي وأوله وأهمه مصر الحبيبة، وضعوا خطة تستهدف الشباب الجميل الذي يحمل طاقة تحمي وتصنع وترقى بمصر لأكثر مما كانت فيه في عصرها الذهبي السابق فنزلوا بالشباب لمرحلة أقل مايقال عنها أنها مرحلة انحطاط فكري وأخلاقي وديني لايختلف عليها أحد.
**بدأت الخطة بأن قاموا بإلغاء وتحقير الشخصيات والرموز الوطنية في المجتمع ومحاولة التعتيم عليها وساعدهم في ذلك الحكام الظالمين الذين بأخطائهم استطاع الغرب منعهم من أداء دورهم الوطني في الحماية الثقافية لمجتمعاتهم خوفا من نشر فضائحهم، فباعوا الوطن بمصلحة النفس.
** كانت الخطة أن يتدخل الغرب في اقتصاد الوطن ويقنعوهم بما يسمى خصخصة القطاع العام وكذلك السيطرة على الاستيراد بحيث تزيد أسعار المستورَد فبالتبعية يزيد سعر بيع السلعة، وكل السلع على هذا الحال فيجد الأب نفسه بحاجة للنزول للعمل مرتين في اليوم وربما ثلاث عائدا بضغط نفسي لايستطيع معه سماع كلمة واحدة عن شكوى أو تعديل سلوك أو تقويم أبناء، وتم تغيير الإعلام ليصبح ما يسمى (الإعلام الموجه)
فبعد أن كان الفن يصنع رسالة قوية في دعم الأسرة وصنع سينما يجتمع عليها الجميع ليضحكون ويستمعون لسيناريو أشبه بالوعظ له هدف يخرجون منه بمبادئ جديدة في حب الوطن والأسرة وربما الدين، تغير السياق إلى ملابس جديدة وديكورات غربية وغرس معنى أن المال يأتي ليصنع السعادة، وأن من يعيش بلا مال هو ميت بجسد حي.
فخافت المرأة على أولادها ألا يصبحوا في مكانة راقية حين يكبروا، فوجه المجتمع كله هدفه للمال ولمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتآمر الإعلام والحكام على الشعب المسكين، فنزلت المرأة للعمل لتحقق الرفاهيات التي علمها الإعلام أنها بدونها ستصبح حقيرة أمام باقي النساء وتبرجت المرأة التي رأت نماذجا شتى في اتجاه الأزواج لغير زوجاتهن نتيجة الضغط الإعلامي وعدم الرضا بشئ فقد كانت الخطة صنع شهوات عديدة في المجتمع مع صنع عراقيل دون وجود حلول،
لأن الجائع عبد لصانع طعامه ولمن يرضي شهوته، ودخل المجتمع العربي وخاصة المصري في دائرة مغلقة بين رجل مطحون يعمل ويعمل بلا مقابل يرضيه لأن أسرته ارتفع معدل إرضاؤها، وزوجة فقدت الثقة بنفسها نتيجة غياب زوجها عنها وغيابها عن عينيه فترة طويلة لعمله ولعملها، وأطفال ضائعين غرقى مابين الضفتين.
وينظر الرجل الأشقر بغليونه المستفز لخارطة مصر الحبيبة وينفث فيها دخان سيجاره وقد بدأ يشعر بالرضا لما أحدثه في المجتمع من تصدع.
عند هذه النقطة الأولى من مشاكلنا أقف وعلى غير العادة من التحسر على الوضع وترك النهاية مفتوحة أقدم حلا لأني –كإعلامية متواضعة- أفضل أن أساهم في تغيير هذه الثقافة التي وصلت لمرحلة الأمر الواقع المرير والذي يجب أن نرفضه ونحن في اتجاه مفصلي لتغيير مصر والتقدم بها.
نحن لانحتاج لدموع وتعزية ولكن (عن الإعلام أتحدث) نحتاج لتغيير صيغة الإعلام تغييرا كاملا، نريد خارطة بالقلم الرصاص لكل وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وإنترنت ونمسح بالممحاة كل خطأ تسبب في انحطاط أجيالنا، ونضع مكانه نقطة تفاؤل.
**لنعلم المجتمع كيف يصنع غذاؤه ويوفر نفقاته ونعلم الزوجة كيف تقترب من زوجها وتحاول أن تعيش مشاكله ورغباته، لنقلل نسبة الاستفزاز في السكن والثياب لنقدم للمجتمع نموذج الطبقة المتوسطة التي أوشكت على التلاشي بفعل ضغوط المجتمع.
لو فعلنا ذلك وحاولنا كشعب توجيه الإعلام بدلا من أن يوجهنا هو لاستطعنا أن نصلح جزءا كبيرا من الفساد والتصدع الذي حدث بداخلنا ولأنقذنا مايمكن إنقاذه.
هذا هو أول اقتراح لأول مشكلة في ثالث عنصر وبذلك نوجه ضربة إعلامية للغرب في حرب الجيل الرابع.
ونستكمل الحديث الطويل في هذه النقطة خاصة في المرة القادمة.
وللحديث بقية،،

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...