الاثنين، 11 نوفمبر 2013

الهمسة الأخيرة


أحببت أن أنهي الهمسات اليوم بعد أن ذكرت الكثير من ذكرياتي الماضية، والتي لم يكن هدفي في سردها سوى الاستفادة ووضع خطوط عريضة تحت أهم حوادث حياتي التي صنعت شخصيتي وأضافت لها الكثير والكثير.
إن ابتعادي عن مصر في سن طفولتي ساعد في زيادة انتمائي لها ولهذا فالكثير ممن تربى خارج الوطن نجد انتماءه أعمق بكثير ممن تربى بداخله.
مصر هي من صنعتني وأنا بها وأنا أيضا بعيدا عنها، مصر هي من وضعت في قلب أبي حب القراءة الذي نقله إلينا لأنه تعلم تاريخها وكان الأول في دراسة هذا التاريخ،
ومصر هي من علمت أمي معنى المثابرة في تربية الأبناء ليصلوا لأعلى المناصب لأنهم وببساطة مصريون.       
مصر هي من جددت عهدها معي في كل سنين حياتي لتخبرني أنني لو أردت أن أعيش على أرضها فكل ماعلي هو الاجتهاد واستخدام قدراتي كلها لبنائها،
تلك الطفلة التي هي أنا....عاشت حياتها في حب هذه الأرض وهذا التراب وهذا النيل...تلك الطفلة التي هي أنا.... وهبت عمرها لنصرة هذا الوطن بالقلم والورقة، بالدم والدموع، بالقلب والروح...
رسالة مني لكل من يريد أن يترك للتاريخ ذكرى تخلده، تخليدك كفرد من هذا المجتمع أفضل كثيرا وأعمق لدارسي التاريخ من بعدك ممن خلدوا أسماءهم كأفراد، فحين تعمل للوطن يذكرك التاريخ في سجلات البطولة ولكن حين تعمل لنفسك يذكرك التاريخ في سجلات الأنانية،
إننا في بداية جديدة مع الوطن كما هو الحال بعد الثورات ولهذا فالتاريخ يعيد كتابة نفسه، لذلك سجلوا أسماءكم كمواطنين تحبون الوطن لا كأفراد ينصرون أنفسهم، وقتها فقط تفخرون بأنفسكم و تفخر بكم مصر.
وأختم كلامي بقول الزعيم الراحل الرائع مصطفى كامل
(لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا)
وهذا هو حال من ستظل بداخلي إلى الأبد...تلك الطفلة التي هي أنا

د.نورهان بسيوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...