اليوم أختتم معكم سلسلة مفهوم حرب الجيل الرابع-من وجهة نظري الشخصية-
والتي حاولت وضعها في نطاق منطقي وعلمي لنفهمها جميعا ونقتنع بضرورة حل مانحن فيه
من مشكلات.
إن عناصر حرب الجيل الرابع والتي قمنا بسردها تفصيلا في المقالات
السابقة تستند إلى شئ واحد فقط وهو تصديق العالم للحلم الأمريكي الذي صنعته أمريكا
وخبأت هدفه الحقيقي وهو تحقيق أمجادها وحدها ثم غيرت لونها وخرجت للعالم بعباءة
السلام والحب لتعلمه كيف يعيش بشكل متحضر ولكن بشرط أن يترك كل ماهو قومي يخص وطنه
ويتعلق بكل ماهو أمريكي الصنع والنشأة....ووقعنا جميعا في نفس الفخ وكل الدول
العربية وقعت في ذلك ولكن كل وقع حسب أهمية موارده التي تريد أمريكا سلبها...فوقع
الخليج في خديعة النفط ووقعت الشام في خديعة الحلم الفلسطيني الضائع ووقعت مصر في
الغزو الثقافي ووقع المغرب العربي في خديعة لفت الأنظار له بعد صبغه بالصبغة
الفرنسية التي جعلته مغربا وغريبا.
كانت عناصر هذه الحرب خمسة أولها صناعة الإرهاب في الدول المستعمرة
معنويا وثانيها وضع عناصر إرهابية تخدم ذلك الإرهاب من أشخاص متعددي الجنسيات ليصبح
انتماءهم لمهمتهم وفقط وكان أخطر عنصر هو الثالث وهو تسليط الميديا الإعلامية المتمثلة
في حرب المعلومات خاصة على الإنترنت بزرع مكاتب تخابر تتفق على بث الأكاذيب التي
يرفضها العقل في البداية لعدم منطقيتها ثم لايلبث أن يقتنع بها تدريجيا نتيجة
الإصرار على بثها والجرأة على وضعها أمام الأعين رغم معرفة الجميع أنها أكاذيب.
العنصران المتبقيان يتمثلان في استخدام كل تكتيكات حروب العصابات
وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على المجتمع المقصود
حربه وهدمه ليخضع هذا المجتمع حين يرى كيانه المتعدد الجوانب ينهار كلية أمام
الدولة العظيمة (التي هي حرفيا دولة أمريكا) لأني أكرر وأصر أن هذه السياسة لاتمثل
إلا مصلحة أمريكا وحدها.
وقد عاش الشرق الوسط والعالم العربي وخاصة مصر الحبيبة هذه الحرب في
الشهور الماضية، فبعد أن تمت إزالة الإخوان الذين يمثلون الطابور الخامس في سلسلة
العصابة المتكونة لغزو مصر والقضاء على هويتها، وقعت أمريكا في حيرة إذ أن ماحدث
كان عكس كل خططها للسيطرة على سيناء التي اشتروها بصفقة مباعة ممن لايملكها من
الجماعة الإرهابية، وتمت إزالتهم وعزلهم تماما من الحكم بل وتجاهل كل مطالبهم التي
يعتبرونها مشروعة في العودة والمكث فترتهم الرئاسية لكي لايتضخم الأمر ويزداد سوءا
لو استمروا في حكم الوطن أكثر من ذلك، فكان على أمريكا أن تمارس ضغوطها المعهودة
ذات الأيدي الخفية فوضعوا ضغوطا اقتصادية عن المعونة وكان الرد من الشعب المصري أن
لامعنى لما تفعلون فلن يعود إخوانكم، ثم رموا الحجر الثاني لتأتي خسارتهم التالية حين ضغطوا عسكريا بإلغاء
مناورة النجم الساطع والتي كانوا هم المستفيدون منها فكان رد الجيش أن افعلوا
ماتشاءون فلا تراجع، ثم قاموا بضغوط سياسية أرسلوا فيها قياداتهم وأفرادا من عصابتهم
فرادى وجماعات فكان رد السياسيين ألا تحاولوا فقد انتهى كل شئ وكانت النهاية حين
حاولوا اجتماعيا تفكيك وحدة الصف المصري فتارة يحاولون التشكيك بين المسلمين
والمسيحيين وتارة بين الشرطة والشعب وتارة بين الجيش والشعب وتارة بين فئات الشعب...
حتى تضجر منهم الجميع وأعلنوا أن اقبلوا بالأمر الواقع فقد قضي الأمر الذي فيه
تتساءلون، وضاعت مصر من بين أيديكم وعادت لأبنائها الشرفاء.
لقد خضعت مصر في الفترة السابقة لضغوط خضع لها العالم كله ووهن العالم
وتحملت مصر، حتى حروب العصابات من أفراد الشوارع الذين ظهروا من فض معتقلات رابعة
والنهضة وهم أفراد عصابية بدون أدنى شك يقومون بعمليات فردية استهدفت كل شئ وأي
شئ، ولكن حتى هذه التكتيكات فشلت فيها امريكا وأعلن الشعب الأمريكي غضبه على
الحكومة نتيجة مافعلوه بوجهة النظر العالمية التي أصبحت ضد أمريكا (الإرهابية) كما
يرى الشعب الأمريكي، فقد أصبح يعيش منعزلا بسبب حكومته التي يرفض سياستها الخاضعة
للمصلحة وفقط.
لقد حاولت في هذه المقالات السبعة توضيح الأمر بشكل تتقبله كل العقول
لنصل لهدف واحد فقط...أن مصرنا الحبيبة لاكبير لها سوى الله، ولا قادر عليها إلا
الله ولا مذل لها مادام الذي يعزها هو الله، وأرجو أن أكون قد أوفيت بما فعلت فأنا
أقدم هذه المقالات بين أيديكم لتكون مفتاحا لمفاهيم كثيرة قد تكون ملتبسة لدى
الكثيرين ولكنهم لايعرفون كيف الرد على مايثار من إشاعات وضغوط لعدم إلمامهم بما
يحدث الآن على أرض الواقع المصري.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة بكل طوائفها وكل أفرادها...ووصيتي لكم
افهموا الواقع جيدا ولاتصدقوا الخائن فالخائن لاينطق إلا كفرا ونفاقا ولن يتفوه
بكلمة لمصلحة أحد غيره هو ومن يواليه أو مازال يحترمه.
ومع ملف آخر نفتحه في المقال القادم أترككم في رعاية الله وأمنه
وللحديث بقية،،،،،،،،،،
د.نورهان بسيوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق