مقال الخميس 5سبتمبر 2013
تعرضنا
في المقال السابق لمقدمة هامة حول الحرب التي تخوضها الكتلة المتآمرة المكونة من
خمسة أقطاب على الشرق الأوسط وأهم دوله وهي مصر في المقام الأول ومعها العراق
وسوريا، وتكلمنا عن أهمية معرفة المفاهيم التي تستخدمها هذه الدول كشفرة جديدة
للتفاهم حول كيفية الإيقاع بدول الشرق الأوسط بما يتناسب ومفاهيم ومكتسبات العصر
الحديث، فكما يطور الخير نفسه كذلك يتطور الشر ليحاول التفوق على الخير وتغطيته
بألوانه الزائفة الأكثر بريقا والأكثر اصطناعا.
واليوم
نتحدث بتفصيل أكثر عن مضمون المؤامرة التي تشنها هذه الكتلة على مصر والشرق الأوسط
من ورائها وأكرر أن هدفي هو لفت نظر الجميع خاصة المستخدمين في هذه الحرب من
الشرفاء المؤمنين بقضية يعتبرونها تخدم الدين والوطن وهم في الحقيقة أكثر الناس
تغييبا لماحدث لهم من غسيل دماغي من قبل هؤلاء المتآمرين.
في ندائي
اليوم لكل المصريين اسمحوا لي أن أخبركم أن حرب الجيل الرابع التي حرصت أمريكا
ومحالفيها أن تستهدف مصر كحكومة-وذلك لاستغلالها نقاط ضعف الحكام- وأن تخدع الشعب
المصري بأنها تساعدهم للوصول لبر الأمان هي في الحقيقة تستهدف الشعب نفسه...كيف؟
إن مشكلة
الكتلة المتآمرة على مصر ليست في الأفراد المحدودين الذين يحكمون الشعب المصري لأن
هذه الكتلة تدرك تمام الإدراك أن الشعب المصري من عهد الفراعنة إلى الآن هو سيد
الدنيا وسائدها ولا يمكن لمخلوق على وجه الأرض إنفاذ أمر وغرس فكرة في أرضه
لايريدها الشعب المصري وبات هذا الأمر حتميا بعد الثورات التي برع فيها الشعب
المصري وفشل فيها باقي الأخوة في محيط دول الشرق الأوسط، حيث تعتبر مصر هي الدولة
الوحيدة التي حافظت على كيانها أمام كل هذه الضغوط التي انهارت بسببها باقي الدول
داخليا، وذلك سببه الأساسي جبروت الشعب المصري العريق الذي صنع باقي الحضارات وأشرف
عليها وهو الجبروت العاطفي والطغيان الاندماجي الذي يجمع الشعب المصري مهما تفرق
عن بعضه، فكان معلما لهذه الحضارات عبر التاريخ وحتى الآن كيف تكون صناعة الشعوب
الراقية، لهذا وعودة لحرب الجيل الرابع اعتبرت الكتلة المتآمرة أن هز كيان الشعب
المصري داخليا هو الحل الوحيد، لذلك بدأت منذ ثورة يناير تحارب مع الشعب المصري
وتقدم العون له وهي في الحقيقة تحاول إعطاؤه السلاح الذي يقتل به نفسه.
إن طبيعة
حرب الجيل الرابع تكمن في أن هناك دولة أو كتلة قوية تستهدف اللادولة أي تستهدف
كيانا متكاملا غير متكافئ معها في القوة عن طريق نقاط كثيرة ولو نظرنا لهذه النقاط
لوجدناها طبقت تماما في مصر ولولا رحمة الله بنا وبأرضنا المباركة مباركة إلهية
لوقعنا ضحية هذه المؤامرة من الأم الرؤوم العنكبوتية التي تحتضن في طياتها باقي
الإخوة الأعداء.
أحدثكم
اليوم عن أول عناصر هذه الحرب ليفيق الناس وخاصة أحبابنا أصحاب المبادئ الحقيقية
ولكن من تم تغييبهم باستغلال هذه المبادئ لصالح أعوان الشيطان:
1-الإرهاب: أول عناصر هذه الحرب ومن أهم مرتكزاتها هو أن تحدث هذه الكتلة
إرهابا بيد آخرين ثم تدخل هي لكادر التصوير على أنها الحبيبة الغالية والمخلص
الرحيم.
وقد
شهدنا بعد ثورة يناير وربما من قبلها حادث كنيسة القديسين وأحداث ماسبيرو وموقعة الجمل ولكل حادث لابد من
محدث ومحدث داخلي خائن في هذه الحالة، فطبعا تم استغلال الجبهة المعارضة للثورة
وقتها لتصنع ماصنعت بوعد بلفوري جديد بأن سلطتهم سوف تعود.
ولو
نظرنا للمشهد السياسي الحالي لوجدناه يكرر نفسه وكذا يفعل التاريخ ويقدم دوره لنا
لكننا نحن من لايحسن قراءة التاريخ، إن الإرهاب الذي حدث منذ خطاب المخلوع في 2
يوليو الماضي وهو يلفظ آخر أنفاسه في الحكم والذي جاء ساذجا وهناً ضعيفاً لايفي
بأي غرض مطلوب أكثر من تكرار كلمة هزلية تسببت في مجزرة بعدها، ومرورا بإعاثة
الفساد بعد خطاب التحرير يوم 3 يوليو، ثم مؤامرات التعذيب والخطف والاغتصاب التي
حدثت في معتقل رابعة، ومرورا باستفزاز الجيش عند الحرس الجمهوري ثم أحداث المنصة
بعد جمعة التفويض ونهاية بخزعبلات الفض التي أثيرت لاستفزاز الشرطة وبعدها حرق مصر
ومذبحة كرداسة والبقية تأتي...
كل ذلك
لو طبع بالكربون على كل أفعال العنف التي تحدث منذ الاعتداء على فلسطين واحتلالها
عام 1948 وبعدها تنفيذ خطة تضيق الخناق على مصر بكل ماحدث من تخريب حولها في الشرق
الأوسط لوجدت الفاعل واحدا، ولكنه يتلون في كل مكان كالحرباء لكي لاينكشف فمرة
يدخل بدعوى تعليم السلمية ومرة يدخل بدعوى منع الانشقاق ومرة بدعوى حماية الأرض
ومرة جديدة بدعوى حماية الشرعية.
ولكن
الله يأبى إلا أن تظل مصر سالمة مطمئنة وأن تظل الأرض التي يدخلها العالم بسلام
آمنين ...حفظ الله مصر.
وللحديث
بقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق