سيدي الرئيس
تحية طيبة وبعد،
عامان قد مرا على تولي سيادتكم مقاليد الحكم في البلاد،
وسط مدٍ وجزرٍ ومحنٍ ومنح.
عامان قد مرا منذ أقسمت على مصر بأن تكون فداها وأن تحمي
حماها وأن تذود عنها وتقدم لها الغالي والرخيص حتى تصبح (قد الدنيا) على حد تعبير
سيادتكم في خطاباكم في احتفالات أكتوبر بالعيد الأربعين في عام الثورة 2013 .
سيدي الرئيس ، وبعد عامين من توليكم الرئاسة أتذكر معكم
القسم الذي أقسمتموه بملء القلب والفم والعين لتعلن أمام الجميع أن المشير
عبدالفتاح السيسي قد أصبح سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر
العربية،
فهل وفيت؟ وهل قضيت ماأقسمت عليه؟ وهل كان واقعاً أم ضرب
خيالٍ من حروفٍ وكلماتٍ منمقةٍ رصت بجانب بعضها لتتحول إلى قسم يقال وفقط؟!
واسمح لي سيادتك أن أذكرك بتلك اليمين الدستورية فقد أقسمت
(بالله العظيم أن تحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري وأن تحترم الدستور والقانون
وأن ترعى مصالح الشعب رعايةً كاملة، وأن تحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة
أراضيه)
**واسمح لي سيادتك أن أتقدم إليكم بهذه الأسئلة من قلب
امرأة مصرية انتخبتك ووضعت فيك كل آمالها من أجل مستقبل مصرها الذي أصبح بين يديك
بعد الله؛
1-ألم تحافظ (مخلصاً) على النظام الجمهوري؟!
وأجيب عنك: بلى ، فقد حافظت وقدمت لهذا النظام كل الدعم
بل وأعطيت للشعب الحق في الحكم عليك بمنتهى التجرد والشفافية، لم تستبد كما يظن
البعض ولم تغلق الباب على الرأي وتطرد الرأي الآخر بل فتحت الباب على مصراعيه
ليتكلم القاصي والداني و العالم والجاهل حتى وصل الأمر لأن سمح البعض لنفسه بالحكم
عليك ليس من باب الديموقراطية وإنما من باب التجاوز والعشوائية،
ومع ذلك لم ترد الإساءة بإساءة ولم ترد التجاوز بتجاوز،
وإنما حاولت أن تعلم هذا الشعب المسكين معنى حقيقياً للأخلاق بأن آثرت الصمت
والعمل فعلى صوتك فوق صراخهم وعويلهم.
2-سؤال آخر: سيدي الرئيس، ألم تحترم الدستور والقانون؟!
وأرد عنك...بلى، حتى في المشاكل التي تأتي من أمور بعيدة
غير مدركة ولا مدرجة في الدستور والقانون فأنت لها وتقوم بحلها اجتهاداً دون
المساس بدولة القانون.
وكم فاجأتنا جميعاً بقرارات قوية قاسية على المتجاوز غير
عابئ بمنصب أو صداقة أو معرفة وهذا مايسد ثغرات قلعتك الحصينة ويوصد الأبواب لطريق
يريد البعض استغلاله للتملق والتسلق والنفاق فيعودوا جميعاً بخفي حنين لأنهم فشلوا
فشلاً بيّناً أمام كبريائك الصادق وصراحتك المطلقة وجديتك الغير قابلة للجدل.
3-والسؤال الثالث: ترى ألم ترعَ مصالح الشعب رعاية
كاملة؟!
وأضحك بعين دامعة ساخرة من كل من ينكر ذلك من بعض العمي،
بلى والله فلو لم توفِ إلا هذا المقطع من اليمين الدستورية لكفاك على الشعب
المصري، فأي تقصير ذلك الذي يمكن أن توصم به وأنت بعد عامين قد رسمت للمصريين مصراً
جديدة مليئة بالخير والبركة.
فقناة السويس الجديدة القيثارة البحرية الهادئة ، والأراضي
الزراعية وعودة كبرياء الفلاح المصري، ورد كرامة
أهلنا بالعشوائيات واحترام إنسانيتهم ، وحاملة الطائرات (جمال عبدالناصر)
الضربة الموجعة للعدو اسماً ومسمى، وجسر الملك سلمان ورغم أنه لم يكن قشة إلا أنه
قسم ظهر البعير، وتنمية المعشوقة سيناء، وأنفاق القناة ، ومصانع الصعيد ، وأحضان
مصر التي تحتوي شعبها من جديد.
وكل يوم بجديد وأكثر من ذلك ، مما يصعب على عقلي
المتواضع حصره.
فأي رعاية أكثر من ذلك يحتاجها هذا الشعب الذي وجد بعد طول
ألم من يحنو عليه ويرفق به ؟!
4-ثم يأتي السؤال الأخير سيادة الرئيس؟!
هل حافظت على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه؟!
والرد هنا: وهل فعلت غير ذلك؟!
وهل يتهمك أعمى بأي خطأ في ذلك؟!
ضاعت العراق ومن قبلها فلسطين ولبنان، ومن بعدها ليبيا
وسوريا ، والدماء العربية تنزف وتراق حولنا في كل مكان، الأعراض تستباح والدماء
تهون واستبد مارد الإرهاب فاحتضن الخريطة العربية لينهش فيها بمخالبه...إلا مصر.
**كانت ومازالت وستظل حرة أبية عاصية عليهم لايمسها سوء
ولايقدر عليها غير الله، حتى حين أرادت جماعةٌ رخوةٌ هاوية أن تسيطر عليها باستعباد
العقول بدعوى زائفة للدين قمت معنا واستجبت لنا فمحوتها من فوق الأرض محواً لن
تقوم لهم بعدها قائمة وعادت هباءً منثورا، وبقيت مصر.
وبعد عامين قد مرا كدقيقتين منذ وضعنا تسعين مليون يداً
في يدك ،لنسير في مسيرة البناء ومن حولنا ينهدم ،ومسيرة الحياة ومن حولنا يهلك ، ومسيرة
النماء ومن حولنا يندثر، أسأل الشعب المصري..صاحب حضارة وادي النيل: هل وفى السيد
عبدالفتاح السيسي باليمين الدستورية التي أقسمها في يونيو 2014؟!
وأجيب بصوت كل من كان له عقل أو قلب أو روح مصرية حقيقية،
نعم لقد وفيت، ووالله قد وفيت ووفيت ووفيت، حتى أعجزت من بعدك في الوفاء والوطنية
وحب مصر.
وأخجلت من يجلس ساخراً لأنه فاشل لايملك نجاحك وضعيف
لايملك قوتك وضائع لم يرس على بر حب شعبك لك.
حتى لو كانت مساحة الحرية تكفل الاعتراض فليس من حق
المعترض تلك السخرية المزرية التي تخرج من أفواهٍ فاقدة الأهلية لايمتلكون إلا تلك
الكلمات الواهية التي لا تستحق استرعاء الانتباه في أي مجال.
**سيدي الرئيس أكمل عملك وتقدم وسر على بركة الله، أكمل
صورة مصر الجميلة التي يشع بريقها من عينيك ويكتمل نسيجها على شفتيك ويقام بناؤها
بيد شعبك بعد يديك، وهذه رسالتي إليك من امرأة مصرية تعرف من هو السيد عبدالفتاح
السيسي قيمة وقامة ولا تهتم بكل مايثار من الجدل الذي إن إشار فإنما يشير باضطراره
للقوة ليضاهي قوة حب شعبك لك .
فلا تتراجع ولا تيأس ، ولا تخف ولا تحزن فإن الله لا
يضيع أجر من أحسن عملا.
وكل عام وسيادتكم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د.نورهان بسيوني ..الجمعة 3 يونيو2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق