الخميس، 22 أغسطس 2013

كتيبة الإعدام


حين أتضايق أو أتألم أو أجدني أدخل في حالة نفسية سيئة نتيجة مايحدث في وطني الحبيب مصر أشعر برغبة شديدة في مشاهدة الفيلم السينمائي (كتيبة الإعدام) حيث أن هناك جملة يرددها البطل الذي يبحث عن ابنه ليبرأ نفسه أمامه بعد خروجه من السجن في قضية خيانة الدولة الملفقة له، هذه الجملة تقول (كنت فاكر إني بادور على حل لقضيتي أنا وابني لكن اكتشفت إنها قضية بلد بحالها)
هذه الجملة التي رددها بعض أبطال الفيلم في أكثر من مشهد تعكس حال مصر الآن وتجعلني أسأل نفسي هل مشكلتنا في مصر في هذا التوقيت ترجع حقيقتها لكوننا ندافع عن قضايا شخصية شاء القدر أن تتفق عناصرها مع مشاكل غيرنا فتظهر مشكلة عامة أم ندرك حقا أننا أمام قضية بلد (بحالها)؟!
إن الجميع الآن في مصر ينادي برغبته الشديدة في الخروج من الموقف الحالي بحل جيد أو كما يقول كلام العقل والمنطق إن لم يكن بأكثر فائدة فبأقل خسائر وأنا أعتقد أن مفتاح الخروج من هذه الأزمة أن ندرك جميعا أننا ومهما اختلفت مقاصدنا الشخصية فنحن أمام قضية بلد (بحالها)
إن هذا الفيلم يظهر الفكر المصري العام حين تتضارب الأفكار الشخصية بين أفراد المجتمع حيث يبحث كل واحد عن وجهته فيصطدم هؤلاء الأفراد ببعضهم لأن كل منهم لديه المبرر الكامل الذي يدفعه لهذا الصدام بل ولديه المعتقدات وربما الإيمانيات التي تقويه وتجعله واثق من أنه في طريق صحيح فهو يخدم المجتمع بصدامه بغيره وهذا يكفيه ليريح ضميره تجاه من يصطدم بهم حتى لو تسبب ذلك في إضرار الآخرين ولكن تجد الحل في نهاية الفيلم حين تكتشف كل الأطراف بكل أفكارها المتضاربة أن عنصر الإفساد لهم جميعا واحد وأن عدوهم جميعا واحد وهو إنسان يختبئ خلفه كيان قوي يحارب مصر في شخص هذا الإنسان، وقتها فقط يقررون إذابة كل الخلافات وتكوين كتيبة الإعدام التي ستقضي على الفساد بضربة واحدة من مسدساتهم جميعا، وقتها فقط يتحول الهدف ليصبح عاما ومهما ووطنيا،
أعتقد أن هذا المعنى لو استقر بداخل أفراد المجتمع المصري سنستطيع حل كل مشكلاتنا، فقط لو أدركنا أنها ليست مشكلة فئة أمام فئة ولادين أمام دين ولا عنصر أمام عنصر وإنما...مشكلة بلد (بحالها)
د.نورهان بسيوني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...