مصر تريد تغيير الشعب
*استوقفتني منذ فترة صورة
غريبة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وأقول غريبة لأنني في الواقع أرفضها من داخلي كامرأة مصرية
ترفض هذا الدخيل المسمى (تفاعل شعبي) لأنه في الحقيقة لا يمت للشعب بأية صلة (وهي
صورة تعبر عن مهرجان شعبي في بولاق) فهذا التفاعل الشعبي الذي ينقسم لفنٍ شعبي
وحياة شعبية وألفاظ شعبية وملابس شعبية، لا يعبر عن الشعب المصري ولا يجب أن يعبر
بل أقول لا يحق له أن يعبرعن الشعب المصري الأصيل الذي عشت وأعيش فيه ومعه وأحمل
له في داخلي كل الاحترام والتقدير.
*وأسأل نفسي اليوم:
لماذا؟ وكيف؟ وبأي حق يستهان كيان الشعب المصري ليسمى الانحراف شعبيا والتسيب
شعبياً والقذارة شعبية والفن الفاسد العشوائي المحرم شعبياً ؟!
*بأي حق؟ ولماذا يترك هذا
الردئ، الشيطان الأعظم يتعاظم أكثر وأكثر في كيان شعب صنع أول حضارة نظيفة متحفظة متدينة رائدة قوية سائدة
ملكت العالم عصورا ودهوراً؟!
*لماذا يصمت الجميع أمام
تلك السقطة النفسية التي يحاول الفاسدون ترسيخها في كيان المصريين تحت مسمى فن
شعبي؟!
* يجب أن نعلم جميعاً أن
الشعب المصري قوي بحق لدرجة جعلت الحاقدين يغزوننا ثقافياً، يغيرون طابعنا،
حياتنا، أطعمتنا، ملابسنا، والأسوأ أخلاقنا وهويتنا.
* لقد وصموا كل ريفيّ أو
متمسك بالعادات والتقاليد المصرية بوصمة العار وصبغوا كل شئ بصبغة مفرنجة واقفة
على سلم الحضارة لا هي تمسكت بحضارتها ولا صارت كالتطور الأصلي عندهم، وهذا
مايريدون... ذبذبتنا، يريدون أن نتبرأ من كل ماهو مصري، حتى جعلوا وصف الشخص
الرجعي يسمى (إنسان بلدي) وكأن وصفه بأنه بلدي عارٌ على جبينه.
*أين أنتم ياشعب مصر؟ بحق
أين أنتم؟ هل أنتم حقا من يركب المركبات البدائية بسرعة هستيرية تسمعون فيها أغانٍ
فاسدة ليس لها معنى ، وتشاهدون أفلاما ساقطة لا تعبر إلا عن شياطين وتقلدونها
لأنها هي قمة التحضر؟!
* هل أنتم حقا من يتسم
بالسلبية في عمله فيرى المخطئ مخطئاً ولا يتكلم من أجل (لقمة العيش) وحجتكم (استره
يسترك ربنا)؟!
* هل حقا أنتم من يرى أن
مصر لا تستحق مجهودكم؟! لا والله، لو حكم
مصر نبيٌ أو ملاكٌ ما استطاع النهوض بمصر إلا بكم، تغيير الفساد لن يكون إلا بكم،
تغيير الانحراف لن يكون إلا بنبذكم إياه، يا أبناء جيل رواد الفن وعمالقة الثقافة
وصنّاع المجد، شاهدوا الفن القديم، واسمعوا الأغاني القديمة وقارنوا، وقتها فقط
أجيبوني هل وجدتم ماتسمعون من بذاءة وسوء أدب وماتشاهدون من انحرافات وأمراض
اجتماعية فناً؟!
* لماذا تفعلون هكذا
بمصركم؟ لماذا تنشرون الفساد الذي يصر عليه منتجوا الرخائص وبائعي الأعراض؟!
لماذا لا تنبذون كل ماهو
رخيص من أجل شرف وعرض وطننا الذي هو شرفكم وعرضكم؟!
كنا نظن أن مصر هي من يجب
أن يتغير ولكن مهما تغيرت مصر ولو بعد ألف ثورة فلا يمكن أن نصل لأي طموح أو أي
نجاح أو تطور إن لم يتغير الشعب، وبعد كثرة النداءات في هذه الأعوام ...النداء
الأخير: مصر تريد...تغيير الشعب.
وإلى لقاء آخر في حال
جديد من أحوال البلد.
د.نورهان بسيوني
4 أكتوبر 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق