الأحد، 25 أكتوبر 2015

لو كنت محافظ الإسكندرية




لم أتعود منذ حداثة سني أن أنقد شخصا في سلبيات يفعلها إلا إذا وضعت نفسي مكانه ووجدت أني قد أحسن التصرف أكثر منه، أما لو لم أجد حلا له شكل منطقي لما أعترض عليه  فإني أؤثر الصمت ولا أنقد ما لايوجد له حل لدى أغلب العقول.

وتنفيذا لنفس المبدأ فقد طبقت ذلك الآن وفي ظل المشاكل التي تتراكم في محافظة الإسكندرية فقد وجدت نفسي أنقد المحافظ الجديد الذي لم يعد جديدا حيث أنه لبث فينا شهورا ، ولكني سأعتبره مستجدا على المهنة وقبل أن أنقده وضعت نفسي مكانه –رغم أني امرأة- ولا يوجد في وطننا امرأة بدرجة محافظ ولكني تعودت أن أفكر وأتخيل حتى المستحيل لأن كل شئ سوى القرآن والسنة يمكن أن يصبح منطقيا يوما ما حتى لو كان ضربا من الخيال قبل ذلك.

المهم أني تخيلت حلفي للقسم وكيف أني أقسم بالله العظيم الآن على :

أني سأحافظ على النظام الجمهوري وأحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة.

يالها من خطوة مرعبة ووقفة صعبة أن تقسم بالله العظيم على كل ذلك، فلو اعتبرنا أننا جميعا نحافظ على النظام الجمهوري من وقت إعلان مصرنا الحبيبة جمهورية بعد أن كانت ملكية، ولو اعتبرنا أننا نحترم الدستور والقانون الذي يجب أن نسير به جميعا في دولة القانون الجديدة،

فماذا عن القسم بالله العظيم على رعاية مصالح الشعب رعاية كاملة، يا إلهي هل علي فعل ذلك فعلا؟!

ووجدتني وأنا أقسم ثم أبدأ في تنفيذ القسم وأدخل مكتبي بالمحافظة ليكتب علي كل ماسأفعله من الآن، فماذا سأفعل؟!

1-أول مايجب فعله على حد علمي كمحافظ أن أكون على علم أو أدرس إن لم أكن أعلم جغرافية وتاريخ محافظتي، وكذلك عدد السكان وتوزيعه الجغرافي وهل هناك نسبة وتناسب في ذلك أم أن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة؟!

ثم أطلب من المسؤولين عن هذا الأمر إطلاعي على آخر ماوصلت إليه المحافظة في تنسيق توزيع السكان بالمحافظة على الأماكن السكنية وكذلك تناسبها مع المرافق العامة .

2- دراسة كاملة في ورقة جانبية لكل مشاكل المحافظة المادية والمعنوية ومايمكن إصلاحه ومايصعب إصلاحه ومايستحيل إصلاحه.

ثم أطرح ذلك تساؤلا على مواطن الشارع في تسجيل تلفزيوني بتلفزيون محافظتي يتم التنويه عنه في باقي القنوات دون إذاعته لزيادة نسبة مشاهدة قناة المحافظة ولتوحيد الفكرة وبيان مدى جديتها.

وأقارن بين ماكتبته شفويا وبين رأي الشارع السكندري ثم أنسق بالشكل المنطقي القابل للتطبيق بين الأمرين.

3-النزول للشارع بزيارات مفاجئة لكل المرافق في مواعيد غير محسوبة وبطريقة خفية قبل أن يحفظ شكلي الناس، كالمستشفيات والمصالح الحكومية وأقوم بتقييم الأمر هل حقا تسير الأمور في المحافظة كما يرام أم أن هناك تلاعب بشخص المواطن البسيط.

4- التجول في الأسواق بشكل طبيعي ومقارنة الأسعار ومعرفة هل يتم ابتزاز الناس أم أنها مناسبة للمواطن البسيط.

5-تكليف هيئة كاملة أو فريق عمل بوضع خطة سريعة ومتوسطة وطويلة المدى لحل مشكلة العشوائيات بعد النزول لها منطقة منطقة وحصرها وبيان مشاكلها المختلفة .

وسأعتبر كل ذلك مجرد خطوة أولى لحكم المحافظة ثم وضع خطط أكثر لتلافي السلبيات وتطوير المحافظة.

أفقت من حلمي بعد أن فهمت أن كل مسؤول يجب أن يفهم قدر مسؤوليته اتجاه ما أسند إليه لأنه لا يمكن لرجل واحد أن يحكم مصر دون أن يطمئن لمن يساعده بجدية ولايفسد ويضيع مجهوده هباء باللامبالاة الموجودة الآن.

أعتقد أن رسالتي قد وصلت وأعتقد أن الأمر قد يبدو صعبا لكنه غير مستحيل...وأرجو أن يتحقق ذلك كما تمنيت أن أحققه ...لو كنت محافظا للإسكندرية.
                                                                      د.نورهان بسيوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...