الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

امرأة شرقية-بقلم د.نورهان بسيوني-5


مجموعة مقالات أكتوبر:  محورها المرأة لنفسها
المقال الثاني: مضاف لا مضاف إليه
بتاريخ :11 أكتوبر 2012

أكتوبر شهر النصر ليس لمصر فقط وإنما للعالم العربي أجمع لهذا فأقل واجب نقدمه لتجديد ذكرى هذا النصر هو أن نهدي هذا النصر لأنفسنا ونساعد على استمراره ليظل نصر أكتوبر نصر الحياة كلها.
وأنت أيتها الفتاة الجميلة ياريحانة المجتمع العربي أنت مقياس هذا النصر فكما يستخدم الأعداء نساءهم في استمالة أي عدو لهم فنحن أيضا نقدم أفضل مافي نسائنا ولكن هذا لا يكون بالإغراء الخارجي وإنما باستمالة القلوب ليشاهدوا أفضل مافي نسائنا...واسألي نفسك هل تحبين أن تكون هذه هي الصورة التي يرى بها الآخر نساء الوطن العربي؟!
أنا لا أتحدث عن الملبس والكلام وغيرها من أمور المجتمع فقد تكلمنا عنها في سابق حديثنا الشهر الماضي ولكني أتحدث عن الأفكار ورؤية المرأة العربية لنفسها كما اتفقنا أن يكون محور هذا الشهر ... لهذا أقول لك فكرة مهمة ...ياسيدتي العربية كوني مضافا لا مضافا إليه ,كيف ذلك؟!
أنت التي تتحكم في نفسها رغم كل سيطرة عليك وأنا لا أنكر أن على المرأة قوامة من أي رجل مسؤول عنها ولكن هذا لا يعني أن تكوني تابعة لهذا الرجل فالقوامة ليست ذلا وإنما مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه لأنه مع مسؤولية الطعام والشراب والملبس عليه حماية أفكارك التي تشكل جزءا من كيانك وهذا الكيان هو جزء هام من المجتمع الذي نحياه فلو أغفلنا هذا الجزء فقد أغفلنا كل شيء وهددنا كيانا مهما في المجتمع فيصبح المجتمع ناقصا لأنه لن يكتمل إلا بك..ألا تلاحظين أمرا ؟ إننا كلنا تحدثنا عن المرأة لنفسها تطرقنا مرة أخرى للحديث عن دور المرأة في المجتمع وهذا يعني أن لك دورا كبيرا في بناء هذا المجتمع ...فقط اشعري بنفسك.
ولهذا أعود فأسألك هل هذا هو الكيان الذي تحبين أن يراه الآخر في المرأة العربية؟! إن أسلافك من نساء العرب كن شجعانا لدرجة يهابها الرجال ولا تنسي جدتك صفية بنت عبد المطلب التي كانت في معسكر النساء يوم غزوة الأحزاب وقدمت أروع مثل في قوة المرأة حين قتلت مشركا يحاول التعدي على المعسكر دون أن تنتظر أحدا من الرجال وانظري للتاريخ السابق أيضا فترين الخنساء التي أبكت الدنيا على أخيها صخرا أيام الجاهلية وهي تستكثر عليه الموت من حبها له هاهي بعد الإسلام تقدم أروع التضحيات وهي تحدث أبناءها الأربعة وتخاطبهم بأبيات شعر أنها تريدهم جميعا في شهداء هذه المعركة وألا يتخاذلوا إذا رأوا الموت قادما ,وجدتك العزيزة على القلوب أسماء بنت أبي بكر التي قالت لولدها الزبير مايضير الشاة سلخها بعد ذبحها حين كان خائفا من جنود الحجاج أن يمثلوا به بعد موته...هؤلاء قدمن كل هذه التضحيات...فماذا قدمت أنت؟!
أنا لا أقول لك اذهبي وقاتلي وموتي ولكني أقول لك أين اضافتك في المجتمع ..ماذا قدمت لنفسك ليقدم لك التاريخ ذكرى عطرة تتردد بعد مئات السنين؟!
أيتها الصبية لماذا تقفين في مكانك والعالم يتحرك من حولك؟ لماذا تعبرين عن رأيك بينك وبين نفسك فقط؟ قومي حركي العالم ..انظري ماذا ينقص الدنيا لأنه قد يكتمل بك..عذرا أنا لا أبالغ ولكني أقصد كل كلمة ..ماهو مجالك وماهي مواهبك؟!
لماذا نعتبر أننا لا نعيش إلا بوجود رجل في حياتنا ونعطيه كل شيء حتى يصبح بالنسبة له حقا مكتسبا دون النظر إذا كان هذا الرجل مناسبا أم لا..تظلين تحلمين وتحققين طموحك حتى يأتي أي رجل وترينه مناسبا لأنه سيحقق لك أساسيات الحياة بدون أن تفهمي هل حقا سيستوعب هذا الرجل كل طموحاتك؟ ولم تسألينه وأنت بعد أيام من ارتباطك بك تتحولين إلى تابع له كل ماتودينه رضاه وفقط حتى قبل أن يتزوجك وتفضلين كلامه ربما على كلام أبيك وتتركين حياتك لتصبحين جزءا من حياته هو وطموحاته هو وكل ذلك خطأ في خطأ ..لاتنبني المجتمعات على رجال صعدوا فوق أكتاف النساء فغرسوا طموحاتهن في الأرض بحجة أن المرأة بعد الزواج لا تملك إلا خدمة زوجها ورعاية بيتها..فبعد الانترنت لم تعد هناك حجة في تضييع وقت خارج المنزل وبعد الجمعيات التطوعية  لم تعد هناك حجة في أن يسال أين ستذهب وماذا ستقدم للمجتمع؟؟يانساء العرب اتحدن وقدمن أروع مثال في عصرنا الحاضر لتستحق كل واحدة منكن أن يكتب التاريخ اسمها في الأزمنة القادمة في خانة من أقاموا الدنيا..ولا تقولي أن هذا شأن الرجال فمن تربي الرجال امرأة وهي صانعة حضارة رغم أنف الجميع..ابحثن عن الفرصة ولا تنتظرنها وقمن للدنيا ولتبني كل واحدة في جانبها ولاتتركن ثغرة ينظر منها العدو فيقول لم يستحق هذا المجتمع نصر أكتوبر لأن الذي تخاذل فيه الرجال لم تكمله النساء واكتفين بالبحث عن زوج المستقبل أو التقليد الأعمى للغربيات ونسين تاريخهن العريق..وأعود لقول كوني مضافا لا مضافا إليه وأتذكر قول الرافعي ::إن لم تزد على الحياة كنت أنت زيادة عليها.
هيا أيتها المرأة العربية أري العدو أن النصر مستمر حتى قيام الساعة وكوني سدا منيعا ضد رياح الثغرات القاتلة, وفقكن الله لما يحب ويرضى
ألا هل بلغت.....اللهم فاشهد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                                                                  د.نورهان بسيوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...