الجمعة، 5 أكتوبر 2012

امرأة شرقية-بقلم د.نورهان بسيوني-4


مجموعة مقالات أكتوبر:  محورها المرأة لنفسها
المقال الأول: عقدة الذنب
بتاريخ: 5 أكتوبر 2012


عفوا أيها المجتمع فقد اكتفيت منا بمقالات الشهر الماضي ولن تأخذ من المرأة أكثر من ذلك فقد حان الوقت وآن الآوان ليدق جرس أهم في حياتك اسمه: أنت
نعم لقد تحدثت ووضعت كل تركيزي في الفترة السابقة على دورك في المجتمع وأهميته وكيف يبدأ ويتم ولكن لقد أغفلنا أمرا هاما ولم أغفله في الحقيقة ولكن خطتي كانت أن تعرفي قيمتك بين الناس في المجتمع حتى أستطيع أن أحدثك عما هو أهم...نفسك
ليس من الأنانية أن تعيشي لنفسك وليس من الجحود أن تفكري في اسعاد  نفسك فمن لايدرك قيمة نفسه لايدرك الجميع قيمته ومن يقلل من شأن نفسه لايلوم من حوله على التعامل معه بهذه النظرة القليلة وهنا أركز على سلوك غريب انتشر في المجتمع في الجيل السابق وربما الجيل الذي يسبقه أيضا فمع تطور الأوطان العربية والابتعاد عن الدين والتمسك بعاداته وتقاليده أصبحت المرأة مهمشة ليس لها قيمة وأصبح مطلوب منها تحضير الطعام وغسيل الملابس وتنظيف المنزل مثلها مثل مربية الأطفال والخادمة ولم يعد لها رأي يعتد به ولا مشورة يعتمد عليها رغم أن في تاريخنا العربي وخاصة الإسلامي حوادث حافلة بالاستعانة بالمرأة في مجالات أكبر بكثير من كل هذا التطور المزعوم وبعد أن تم تهميش المرأة انتشر في المجتمع مايسمى بحرية المرأة وهذه بقية الخطة المرسومة لإفساد المجتمع العربي فالوسوسة في أذن الرجل ليحتقر زوجته فتشعر بالدونية فتثور عليه وبعد الكبت يأتي الانفجار الذي دائما ما يكون غير محسوب ولا منظم ويختلف تماما عن وضعها لو كانت في مسارها الطبيعي .
وهنا تلجأ المرأة لسلوك غريب جداوهو أن تعذب نفسها لكي تشعر من حولها بالذنب فهي تعجز عن طلب أي شيء بشكل مباشر فكل ماعليها هو أن تتظاهر بما ليس فيها لتحصل على ماتريد بشكل سلبي ولتقريب المعنى انظر للنساء في المجتمع ...كم واحدة حين تختلف مع خطيبها تمثل دورالمغمى عليها وتذهب للمستشفى ..أنا شخصيا وعن تجربة شخصية مررت بذلك في غالب المستشفيات التي عملت بها وينتهي الأمر حين أبدأ في افاقتها بأن تهمس في أذني (أنا أفعل ذلك لأن خطيبي يرفض كذا وكذا وأريد أن أجعله يوافق) ويمتد الأمر لما هو أبعد فالزوجة التي تعبت من مسؤولية البيت والأولاد أو التي تريد أن تذهب لمكان معين وزوجها يمنعها تتظاهر بالهبوط والألم والبكاء المصطنع لتحقق ما تعجز عنه والتي تختلف مع والدة زوجها وتريد أن تستفزه ليثور على أمه تفعل أكثر من ذلك وربما خططت لها والدتها بأن تتظاهر بالاقتراب من الموت حتى تحصل على ماتريد
بالله عليكم ما هذا الهراء؟ هل هذه هي المرأة التي لها في التاريخ باعا طويلا تعجز الأقلام عن وصفه؟! هل هذه هي المرأة التي تحكي الدنيا عن انجازاتها في مجالات يعجز الرجال عن المرور عليها حتى؟!
هل هذا هو دورك الحقيقي ؟! إلى متى ستظل عقدة الذنب تلاحق الفتاة على أنها خلقت فتاة فيظل احساسها بالعجز أمام الرجال شبحا يطاردها ويحول دون تحقيق مطالبها وإلى متى سيظل التحايل والخداع هو الطريقة الوحيدة التي نحصل بها على مانريد ؟!
من قال لك أن تظاهرك بالإعياء أو بالموت حتى سيؤثر على كل الرجال أو سيجعل أي انسان يفعل ماتريدين لمجرد الإحساس بالذنب ثم أن ذلك سيؤثر عليك سلبيا في وقت من الأوقات لو حدث ومررت بهذا الأمر لكن بشكل حقيقي فلن يصدقك أحد والسؤال المؤلم أكثر :أي طعم ذليل هذا الذي ستشعرين به- حتى لو حصلت على ماتريدين- ولكن كيف ستستمتعين به بعد أن حصلت عليه بالإستجداء...لماذا لا نواجه مشاكلنا وجها لوجه ؟ إن الرجال ليسوا كائنات فضائية مرعبة ولا شخصيات متحولة ولا مجرمين بسكين ومطواة سيقتلون أي امرأة تطلب منهم شيئا ثم أني شخصيا رغم كوني امرأة لا أتأثر بهذا الهراء حين أجد أحدا يفعله لكي يحصل مني على شيء بالعكس فإني أحتقره لأنه أقل وأجبن من أن يواجهني بما يريد ..والنقطة الأخرى التي أريد أن أوضحها أنه لو كان خوفك من شخص يغضب سريعا ويضرب أو يهين فما من رجل يصل لهذه المرحلة إلا بأمرين إما بامرأة عديمة الخلق تبادله الإهانة بالإهانة حتى يصل للنقطة التي لارجوع فيها والأمر الآخر أن هذه المرأة ضعيفة يعلم جيدا أنه لو رفع يده لضربها لن تمنعه بل ربما ناولته الخد الآخر ليضربها عليه
وفي الحالتين التصرف خطأ في خطأ ..أنا أعلم أن هناك الكثير من الرجال يتجاوز الحدود ويخيف المرأة التي معه ولكني أعلم أيضا أنه مهما بلغ ذروة غضبه لو احترم المرأة التي أمامه وعلم أن لها شخصية و ثقة في نفسها تتركز في نظرة عدم الخوف في عينيها لو حاول تهديدها وأنه لو تجاوز أكثر سيفقدها.. لو علم ذلك لتراجع سريعا وغير أسلوبه
لكن نحن من نريد ذلك وقد أخطأنا فهم أن قوة المرأة في ضعفها فالضعف المذكور له وقته وأسلوبه البعيد تماما عن القابلية للإهانة والتظاهر بالضعف المبالغ المستفز الذي يجعل من أمامك يقلل من شأنك
اعرفي قدر نفسك واعلمي أن المواجهة المتعقلة خير من الإجبار الملتوي وحاولي أن ترسمي ملامح شخصيتك أمام نفسك وأمام المجتمع وتسيري وفق مباديء أنت من يحكمها وليس الظروف وقتها فقط سيحترمك كل من حولك رجالا ونساء وستعيشين سعيدة لأنك سيدة نفسك
ألا هل بلغت ...اللهم فاشهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...