حين نقرأ عن المرأة في أي مجال من مجالات الحياة وفي أي دولة من دول العالم نجد من يقول المرأة نصف المجتمع، وهذا صحيح تماما ولكن مع احترامي لصاحب هذه الفكرة أو النظرية فمن وجهة نظري الخاصة المرأة كل المجتمع.
نعم هي كل المجتمع وتفصيلا لهذه الجملة فالمرأة هي نصف المجتمع الذي يربي النصف الآخر وبالتالي فنصف المجتمع يعيش بفكره ومنهجه ويضع نفس الفكر في ذاكرة النصف الآخر فيسير المجتمع كله في نفس الاتجاه .
وقد يعترض البعض وأعتقد أن أغلب هذا البعض سيكونون رجالا وسيقولون لا فالرجل هو الذي يسيطر على المرأة وليس العكس..... وأرد نعم ،فمرادف تربية الفكر ليس السيطرة ولا يحق له أن يكون لأن من يتربى فكره يمتلك من منطقية التفكير ما يجعله لا يحتاج للصوت العالي ولا للإهانة ولا لأمور غير ذلك مما يعتبرها الرجل المستبد طرق مبهرة في السيطرة على المرأة.
فالمرأة لا تحتاج من الرجل سوى نظرة حنان تعرف بها أنها على صواب أو نظرة حزم تعرف بها أنها على خطأ.
وأعود لنصف المجتمع أو كما قلنا كله.... وهذا ليس بشرف وإنما مسؤولية بل وواجب عظيم يقع على عاتق المرأة لأنها هي صاحبة التوجيه الأول في حياة أبنائها وعلى قدر وعمق ما ستغرسه في أطفالها سيتحول هذا القدر إلى طاقة مهولة من الأفكار والأفعال التي ستغير المجتمع ككل.
ولهذا فواجب على كل امرأة وضعت نفسها في مسؤولية الحبيبة أو الزوجة أو الأم أن تقدر بل وتقدس هذه المسؤولية وتعمل على تأديتها على أكمل وجه لكي توصل الأمانة،أمانة الحياة والكيان المجتمعي إلى بر الأمان.
وقد تتساءل إحدانا وكيف لي أن أؤدي هذه المسؤولية ؟! وماذا أفعل؟!
وردي بمنتهى الوضوح :القراءة ثم القراءة ثم القراءة.... أنت أم أو حبيبة أو زوجة لديك طرف آخر أو ربما أطراف يحتاجون لرأيك قبل أي رأي ويريدون ردودا قاطعة على تساؤلاتهم وعليك أن تردي فلو كنت قارئة ستعرفين كيف تردين فيما تعلمين أو تتصرفين بلباقة فيما لاتعلمين.
ولو كنت لا تقرئين فقد وقعت أمام أحبابك في وضع لا تحسدين عليه وأوقعتهم في حيرة من أمرهم لأنك المتكأ الذي كانوا ينتظرونه.
والقراءة اليوم أصبحت سهلة وسريعة وليس لزاما على من لا يحب القراءة أن يمسك كتابا من ألف صفحة ويقرأه من الغلاف إلى الغلاف ولكن قد تبحثين عن معلومة ما أو تعرفين ملخص كتاب ما وكل ذلك في ضوء التكنولوجيا الحديثة التي يقودها ويتزعمها الانترنت الذي استحوذ على جيل بأكمله وأوصل معلومات لم نكن نحلم قبلها بعقد واحد بأن نعرفها.
فحاولي القراءة فقط لتبني مستقبلا لأولادك أو تكوني سندا لمن تحبين أو تضعي غيرك على أول الطريق وتساعديه على الوصول لهدفه.
وللحديث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق