يقال أن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه،وأنا أرى أنها مقولة حقيقية صادقة ولكن هذا لايعني مطلقا أن المرأة الأعظم تلك هي صاحبة الفضل الأول والأخير في عظمة رجلها أو بمعنى آخر لايعني ذلك أن تظل طيلة الوقت تذكره بأنه لم يكن ليكون لولاها فهذا خطأ فادح.
فالمرأة الأعظم تلك تعني ذلك الجندي المجهول الذي يفتح الطريق أمام القائد ليحقق انتصاراته أو لنقل أنها البساط المريح الذي يعبر خلاله الرجل إلى مركبة حياته وأقصد بذلك أننا حين نقول أننا نرفض ظلم المرأة لا نقصد الوجه المعاكس وهو استبدادها ،وذلك لأن المرأة المستبدة ليست امرأة وإنما مسخا من رجل خرج علينا ليكون شكلا لا موضوعا.
ومن هي المرأة الأعظم؟!
هي تلك التي تحتوي مهارة زوجها وابداعه وهي التي تشجعه على استكمال طريقه مهما كانت الظروف،وهي التي تخفف عنه المسؤولية وتشعره أنها بجانبه لتسري عنه لا لتضيف عبئا على عبئه.
هي أيضا تلك البشوشة الرقيقة التي تعلم أن رجلها يرسم طريقه في اهتمام لا ينفي اهتمامه بها وليس معنى غضبه من عمله أنه يكرهها أو خوفه على مستقبله المهني أنه يهملها،هي تلك التي أراها تنتظر عودة زوجها لتضيف على حياته حبا يكون كالنسمة الرقيقة وهي تلك التي تعبر أمامي بأجمل الروائح لتهديه وردة جميلة تذهب بها غضبه وهي تلك التي تنشيء أبناءها على تحمل المسؤولية وتجعلهم صورة ممتزجة من قوة أبيهم وحنانها.
هذه المرأة هي المرأة الأعظم التي لو أراد زوجها تبديلها ما استطاع ولو اقترح على نفسه الاستغناء عنها ما قوى على ذلك,فهي التي تصنع نجاحه الذي ينمو فيه مثلما تصنع طعامه الذي يرى أثره على قوة جسده.
هذه المرأة هي امرأة تعرف بالنتائج وليس بالخطوات وهي امرأة كالنغمة الحلوة على شفاه الزمن الصعب وهي التي لا تعوض ولو بكنوز المال
وللحديث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق