الخميس، 13 سبتمبر 2012

امرأة شرقية- بقلم د.نورهان بسيوني - 2



أنا امرأة شرقية تحب الحياة العصرية لكنها تطمح لذكرى أمجادها العربية ...من دون تاريخي أنا منسية لكني أعرف أني في التاريخ مروية.... ستحكي عني أيامي بجدية واصراري يخلد كل تضحية وتضحية

مجموعة مقالات سبتمبر:  محورها المرأة والمجتمع
المقال الثاني: الإصلاح امرأة
بتاريخ: 13 سبتمبر 2012

أريد أن أصرخ ..إني أتألم؟! هل تعلمون لماذا؟! لأني أنظر في الشوارع والجامعات والنوادي فلا أجد سوى أجزاء من البشر، نعم ..كم هائل من الطاقات المهدرة لا تعطي طاقتها إلى شيء مفيد بالرغم من امتلاكها طاقة قوية، لقد مللت كثيرا من كثرة النظر لهذا الفراغ القاتل دون جدوى وأسأل نفسي إذا كنت قد مللت من فراغ النظر ألم يمل هؤلاء من فراغ العمر؟!
والمرأة ....تلك التي تنادي كل يوم بحقوقها وتريد العالم أن يسمع لها ، تلك التي تكتئب وتجلس تراقب السنين والشهور والأيام وهي توقِّّع ساعات رحيلها على وجهها وجسدها وروحها، أين هي من هذه الدنيا؟!
 أين أنت أيتها المرأة من المجتمع الذي تتغير ملامحه كل يوم ولاترسمين لنفسك أثرا يبقى على صفحاته مع الزمن وتكتفين برسم الزمن على وجهك فترين نفسك تموتين يوما بعد يوم  وأنت مازلت على قيد الحياة؟!
لماذا يانساء الشرق وأنتن تمتلكن قوة غيرت مسار التاريخ مئات المرات قبل ذلك؟! لماذا تركتن مسرح الحياة الحقيقية وجلستن للثرثرة والنميمة والتقليد الأعمى لحضارات ضائعة تضحك علينا لما يرونه من أثر هذا التقليد من تشويه لملامحنا الشرقية؟!
إن المرأة إذا أرادت فعلت...وإذا عزمت نفذت...بيدها ترفع بلادا وتضع أخرى، والتاريخ يشهد على ذلك ويتحدث عن نساء ضيعن مستقبل الدنيا ونساءٍ أخريات صنعن تاريخا يذكره الجميع وآثار تقدسها حتى الكتب السماوية من شدة الرغبة في تخليد هذه الذكرى العطرة....
يانساء الشرق لستن كغيركن من النساء،أنتن الأصل ومنبع الحضارات وقوة التأثير العظمى في هذا العالم وأنا لا أدعي كذبا ولكن اغمضي عينيك لوهلة واسألي نفسك ما كل هذه الإجتهادات الغربية ومحاولات التغيير المكثفة التي يشنها الغرب من أجل تغيير ملامح المرأة الشرقية؟ ولماذا لايهتمون بنسائهم ويطورونهن ويحاولوا حل مشاكلهن وما أكثرها؟! وما أفحشها؟! لماذا إذا لم تكوني أنت وتاريخك وأمجادك المشرّفة الكابوس الأسود الذي يلاحقهم أينما ذهبوا من أدنى الأرض إلى أقصاها في كل زمان ومكان؟َ! لأنك أنت (ترمومتر) المجتمع وحين تصلح المرأة يصلح الرجال ويصلح الأطفال وتصلح البيوت ويصلح المجتمع كله والعكس صحيح فالفساد يعم بفساد المرأة في المجتمع
وتخيلي –وأنت مازلت مغمضة العينين- أن المجتمع كله احتشمت نساؤه وامتنعت الرذيلة والفاحشة وعمت الملابس المحترمة وقررت النساء في المجتمع أن يعملن بأعمال تتناسب وطبيعتهن ويعدن بعدها لمنازلهن للإهتمام بعائلاتهن ولا يخرجن إلا مع محارمهن ولا يختلطن إلا إذا لزم الأمر والتزم كل دين بمبادئه الأصيلة التي تحث على الفضيلة وتمنع الرذيلة...كيف سيكون حال المجتمع وقتئذ؟!
انتظري ولا تفتحي عينيك فهناك عالم آخر أريدك أن تعيشيه معي، تخيلي أيضا لو أن كل طاقات النساء المهدرة في النوادي والمقاهي والتليفونات وأمام التلفاز تجمعت كلها وأصبحت كل فتاة تعطي غالب وقتها وطاقتها لتفكر في دورها في اصلاح المجتمع واستغلال كل قداتها في تغييره للأفضل.
ترى كيف سيكون المجتمع ؟! إذا كنا نعتقد أن كل ما أقوله رجعية وأن مانحن فيه يعد تطورا فلماذا لانتقدم ؟ لماذا نلهث وراء الغرب نتبعه في كل حدب وصوب ونعتبره قدوة وهو يتقدم ونحن لا؟! طبعا لأن هذا الغرب ليس بالغباء الذي يعطينا به مفاتيح التقدم فنسبقه بملكاتنا التي لايمتلكها ولكنه يعطينا مظهر التقدم الواهي البائد ويحتفظ لنفسه بالأساس....
وفي النهاية أريد  أن أحول كلامي هذا لمطلب عملي....هل يمكن لكل فتاة شرقية تحب مجتمعها وتحترمه أن تحضر ورقة وقلما وتكتب أمام عينيها كل قدراتها وخبراتها ومواطن تفوقها ومهاراتها وتسأل نفسها سؤالا واحدا أليس حرام علي أن أترك كل هذا لتضييع وقت بلا فائدة؟!
وأترك لك الإجابة والتصرف، فمشكلة الفراغ لا يحلها سوى صاحبها وكل ماعلينا هو توضيح الطريق لحلها وحسب.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                                        د.نورهان بسيوني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عقل وقلب

بين العقل والقلب اختلفت الأقاويل أيهما يعطي للمرأة القوة، فالبعض يقول أن المرأة القوية هي المرأة العاقلة التي لايهمها الظروف والحياة...