مقال الخميس19 سبتمبر 2013
مازلنا نتحدث عن عناصر حرب الجيل الرابع التي تختلف في مضمونها عن
باقي الحروب السابقة لأنها تستخدم أدواتها من أدوات هذا العصر وعناصرها مما يتناسب
وإقناع القاعدة العريضة من المجتمع في هذه المرحلة من عمر الأرض.
ولو نظرنا للقاعدة العريضة من الشعوب المستهدفة وهي شعوب الشرق الأوسط
ومصر تحديدا لوجدنا أنهم الشباب ولذلك كان حتما ولابد أن يتم غزو الشباب وإضعاف
إرادتهم لتتم السيطرة شبه الكاملة على هذه الشعوب وعلى الشعب المصري خاصة.
وسأل المجرمون أنفسهم سؤالا هاما: كيف يتم غزو العقلية المصرية ؟
فكانت الإجابة بمنتهى الطبيعية: علينا تحليل عقلية الشباب في هذه
المرحلة وبعد الألفية الجديدة لنصنع لهم أسلحة تتناسب وعقليتهم وذلك ليتم لفت
الانتباه لها دون أن يلحظ أحد مايتم من إجرام، وهنا ظهر العنصر الثالث من عناصر
حرب الجيل الرابع:
3-حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام
والتلاعب النفسي
بتحليل شخصية الشباب فيما حول نهاية القرن الماضي وبداية الحالي وجد
الأعداء أن شبابنا اتسم بصفات تختلف عن جيل الآباء والأجداد
1-فقد الثقة بالحكام وفي الرموز القومية للبلد، وبدأ في التجرؤ عليهم
2-اكتشف أن أهله قاموا بتربيته على قيم ومبادئ تنتمي لعهدهم القديم
الذي اعتبره في ظل التقدم تخلف ورجعية ففقد الشعور بأن له كبير يوجهه
3-نتيجة للانفتاح على العالم والميديا المعلوماتية من فضائيات وإنترنت
وهواتف محمولة اكتشف أمورا أكبر من سنه وبدون رقابة وشعر بالاحتياج لها في سن أكثر
حداثة من الأجيال التي تسبقه
4-فقد معنى الانتماء للوطن والدين نتيجة عدم التوجيه في المنزل
والمدرسة والجامعة فأصبح ينجذب لرونق الخارج أكثر من مضمون الداخل
5-انتهت القراءة من حياته ففقد لغته وهويته والأسس الحقيقية لكل حياته
وباختصار؛ فقد مبادئه
هكذا كانت نتيجة الرؤية التي رآها الغرب لمجتمعاتنا العربية كعناصر
مشتركة لاندثار شرقيتنا مع وجود اختلافات طفيفة بين البلاد وفقا لطبيعة كل بلد.
ومن هنا جاءت الخطة الشيطانية للسيطرة على الوطن العربي وأوله وأهمه
مصر الحبيبة، وضعوا خطة تستهدف الشباب الجميل الذي يحمل طاقة تحمي وتصنع وترقى
بمصر لأكثر مما كانت فيه في عصرها الذهبي السابق فنزلوا بالشباب لمرحلة أقل مايقال
عنها أنها مرحلة انحطاط فكري وأخلاقي وديني لايختلف عليها أحد.
**بدأت الخطة بأن قاموا بإلغاء وتحقير الشخصيات والرموز الوطنية في
المجتمع ومحاولة التعتيم عليها وساعدهم في ذلك الحكام الظالمين الذين بأخطائهم استطاع
الغرب منعهم من أداء دورهم الوطني في الحماية الثقافية لمجتمعاتهم خوفا من نشر
فضائحهم، فباعوا الوطن بمصلحة النفس.
** كانت الخطة أن يتدخل الغرب في اقتصاد الوطن ويقنعوهم بما يسمى
خصخصة القطاع العام وكذلك السيطرة على الاستيراد بحيث تزيد أسعار المستورَد فبالتبعية
يزيد سعر بيع السلعة، وكل السلع على هذا الحال فيجد الأب نفسه بحاجة للنزول للعمل
مرتين في اليوم وربما ثلاث عائدا بضغط نفسي لايستطيع معه سماع كلمة واحدة عن شكوى
أو تعديل سلوك أو تقويم أبناء، وتم تغيير الإعلام ليصبح ما يسمى (الإعلام الموجه)
فبعد أن كان الفن يصنع رسالة قوية في دعم الأسرة وصنع سينما يجتمع
عليها الجميع ليضحكون ويستمعون لسيناريو أشبه بالوعظ له هدف يخرجون منه بمبادئ
جديدة في حب الوطن والأسرة وربما الدين، تغير السياق إلى ملابس جديدة وديكورات
غربية وغرس معنى أن المال يأتي ليصنع السعادة، وأن من يعيش بلا مال هو ميت بجسد حي.
فخافت المرأة على أولادها ألا يصبحوا في مكانة راقية حين يكبروا، فوجه
المجتمع كله هدفه للمال ولمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتآمر الإعلام والحكام على
الشعب المسكين، فنزلت المرأة للعمل لتحقق الرفاهيات التي علمها الإعلام أنها
بدونها ستصبح حقيرة أمام باقي النساء وتبرجت المرأة التي رأت نماذجا شتى في اتجاه
الأزواج لغير زوجاتهن نتيجة الضغط الإعلامي وعدم الرضا بشئ فقد كانت الخطة صنع
شهوات عديدة في المجتمع مع صنع عراقيل دون وجود حلول،
لأن الجائع عبد لصانع طعامه ولمن يرضي شهوته، ودخل المجتمع العربي
وخاصة المصري في دائرة مغلقة بين رجل مطحون يعمل ويعمل بلا مقابل يرضيه لأن أسرته
ارتفع معدل إرضاؤها، وزوجة فقدت الثقة بنفسها نتيجة غياب زوجها عنها وغيابها عن
عينيه فترة طويلة لعمله ولعملها، وأطفال ضائعين غرقى مابين الضفتين.
وينظر الرجل الأشقر بغليونه المستفز لخارطة مصر الحبيبة وينفث فيها
دخان سيجاره وقد بدأ يشعر بالرضا لما أحدثه في المجتمع من تصدع.
عند هذه النقطة الأولى من مشاكلنا أقف وعلى غير العادة من التحسر على
الوضع وترك النهاية مفتوحة أقدم حلا لأني –كإعلامية متواضعة- أفضل أن أساهم في
تغيير هذه الثقافة التي وصلت لمرحلة الأمر الواقع المرير والذي يجب أن نرفضه ونحن
في اتجاه مفصلي لتغيير مصر والتقدم بها.
نحن لانحتاج لدموع وتعزية ولكن (عن الإعلام أتحدث) نحتاج لتغيير صيغة
الإعلام تغييرا كاملا، نريد خارطة بالقلم الرصاص لكل وسائل الإعلام من صحافة
وتلفزيون وإذاعة وإنترنت ونمسح بالممحاة كل خطأ تسبب في انحطاط أجيالنا، ونضع
مكانه نقطة تفاؤل.
**لنعلم المجتمع كيف يصنع غذاؤه ويوفر نفقاته ونعلم الزوجة كيف تقترب
من زوجها وتحاول أن تعيش مشاكله ورغباته، لنقلل نسبة الاستفزاز في السكن والثياب
لنقدم للمجتمع نموذج الطبقة المتوسطة التي أوشكت على التلاشي بفعل ضغوط المجتمع.
لو فعلنا ذلك وحاولنا كشعب توجيه الإعلام بدلا من أن يوجهنا هو
لاستطعنا أن نصلح جزءا كبيرا من الفساد والتصدع الذي حدث بداخلنا ولأنقذنا مايمكن
إنقاذه.
هذا هو أول اقتراح لأول مشكلة في ثالث عنصر وبذلك نوجه ضربة إعلامية
للغرب في حرب الجيل الرابع.
ونستكمل الحديث الطويل في هذه النقطة خاصة في المرة القادمة.
وللحديث بقية،،